عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

قصة بيتر وكريستين.. أول زوجين بريطانيين يخططان للموت معًا في كبسولة الانتحار بسويسرا

قصة بيتر وكريستين
قصة بيتر وكريستين

وقع زوجان بريطانيان مسنان عقدًا لاستخدام "كبسولة الانتحار" المزدوجة، ليصبحا أول زوجين بريطانيين يخططان لإنهاء حياتهما طوعًا في سويسرا باستخدام هذه التكنولوجيا الجديدة. جاء قرارهما بعد إصابة الزوجة بالخرف الوعائي، ما دفعهما إلى التفكير في الهروب من معاناة المرض ونظام صحي مكلف.

بيتر وكريستين سكوت: 46 عامًا من الزواج تُختتم بكبسولة انتحار

بيتر سكوت، مهندس سابق في سلاح الجو الملكي البريطاني يبلغ من العمر 86 عامًا، وزوجته كريستين، ممرضة سابقة تبلغ من العمر 80 عامًا، اتخذا قرارًا حاسمًا بعد أن تم تشخيص إصابة كريستين بالخرف الوعائي في مراحله المبكرة. بعد زواج دام 46 عامًا، قرر الزوجان إنهاء حياتهما سويًا داخل "كبسولة الانتحار" المزدوجة، وهي تقنية حديثة تم تطويرها في سويسرا​.
 

كبسولة الإنتحار

وقال الزوجان إنهما لا يرغبان في معاناة طويلة بسبب المرض، كما لا يريدان مواجهة تكاليف باهظة للرعاية الصحية التي قد تجبرهما على خسارة منزلهما ومدخرات حياتهما. هذا القرار جاء بعد قمة عائلية عاطفية جمعت بين الزوجين وأفراد أسرتهما، حيث أبدى الأبناء احترامهم لرغبة والديهما، رغم صعوبة القرار.
 

تكنولوجيا "كبسولة الانتحار" وتحديات أخلاقية

"كبسولة الانتحار" التي اختارها الزوجان تُعرف باسم "ساركو"، وهي جهاز يتم التحكم فيه ذاتيًا ويسمح للفرد بإنهاء حياته بطريقة آمنة وسريعة. الكبسولة من تطوير الدكتور فيليب نيتشكي، المعروف باسم "دكتور الموت" بين معارضي هذه التقنية. الجهاز لم يُستخدم بعد، ولكن من المتوقع أن يتم اختباره في وقت لاحق من هذا العام.

تعمل الكبسولة عن طريق التحكم الشخصي للمستخدم، مما يسمح لهم باتخاذ القرار النهائي بأنفسهم. في حالة بيتر وكريستين، يعتزمان استخدام النسخة المحدثة من الجهاز، التي من المقرر إطلاقها قريبًا، ليموتا بين أحضان بعضهما البعض في سويسرا، وهي واحدة من الدول القليلة التي تسمح بالموت الرحيم بموجب قوانين صارمة.
 

نقاشات حول حق الموت: بين الأخلاق والقانون

استخدام "كبسولة الانتحار" يثير جدلاً واسعًا في العالم، خاصة من ناحية القيم الأخلاقية والدينية. في العديد من الثقافات، بما في ذلك الإسلام، يُعتبر الانتحار محرمًا ويعد اعتداءً على حرمة النفس التي وهبها الله. ومع ذلك، يتزايد النقاش حول حق الأفراد في اتخاذ قرار إنهاء حياتهم، خاصة في حالات الأمراض التي لا شفاء منها​.

في بريطانيا، الموت الرحيم ما زال غير قانوني، مما دفع بيتر وكريستين إلى اختيار السفر إلى سويسرا حيث يُسمح بالموت الطوعي تحت شروط صارمة. هذه القضايا القانونية والأخلاقية تثير تساؤلات حول حقوق الأفراد والسياسات الحكومية في التعامل مع مثل هذه الحالات.

دعم من الأسرة واحترام لقرار الزوجين

رغم أن قرار بيتر وكريستين صعب للغاية، إلا أن أبنائهما أبدوا تفهمًا واحترامًا لرغبتهما. قال أبناؤهما إنهما يدعمان قرار والديهما رغم الحزن العميق الذي شعروا به. مثل هذه القرارات تتطلب شجاعة استثنائية، خاصة عندما يتعلق الأمر بأفراد الأسرة الذين يشهدون أقاربهم يتخذون قرار إنهاء حياتهم.

تظل تجربة بيتر وكريستين مثالًا على النقاش المعقد حول الحق في إنهاء الحياة، وتأثير التكنولوجيا الحديثة مثل "ساركو" في تغيير معالم هذا النقاش.

 

تابع موقع تحيا مصر علي