عالم أزهري: الرازق الحقيقي هو الله ويجب ألا ينخدع الإنسان بأن الرزق بيد بشر
ADVERTISEMENT
قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن الوصول إلى حضرة الله ومقاومة النفس والوهم الذي يؤدي إلى الاضطراب والقلق.
مجاهدة النفس والتغلب على الاضطرابات
وأكد أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، في تصريح له، أن أول خطوة في هذا المسار هي مجاهدة النفس والتغلب على الاضطرابات والقلق.
وأشار إلى أن قول أبي الحسن الشاذلي، "حكم القدوس أن لا يدخل إلى حضرته أصحاب النفوس"، يوضح أهمية جهاد النفس، موضحا أن الله تعالى قد ذكر في كتابه الكريم: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} (سورة الشمس: 8)، و"قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"، مما يبرز أهمية تزكية النفس ومجاهدتها.
الرازق هو الله وحده
وأضا أن التزكية الحقيقية تبدأ بالعلم، حيث يجب أن نتعلم أولاً لنبعد الجهل، موضحا أن الكثير من الاضطراب يأتي من التوهم بأن الرزق بيد الآخرين، بينما الحقيقة أن الرازق هو الله وحده، وعلى الإنسان تيقن بأن الله هو الرازق الحقيقي، مما يسهل مجاهدة النفس وإقناعها بعدم القلق.
ورثة الأنبياء هم العلماء
وأكمل: أن الاتباع الصحيح للنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو السبيل لدخول حضرة الله، وذلك من خلال الاقتداء بأقواله وأفعاله وأحواله، مشيراً إلى أن ورثة الأنبياء هم العلماء العاملون الذين يواصلون نشر العلم والهدى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “نحن معشر الأنبياء لا نورث ديناراً ولا درهماً، وإنما نورث العلم”.
قلب العاصي لا يفرق بين مرارة المعصية وحلاوة الطاعة
ولفت الدكتور محمد مهنا، إلى أن النور له الكشف، والكشف له البصيرة، والحكم والقلب له الإقبال، والأدبار له نور، لافتا إلى أن الكشف كنور، والعلم هو العلم النافع، لأن هناك علمًا لا يضر، والجهل به هو العلم النافع الذي ينبسط في الصدر شعاعًا وينكشف به عن القلب قناعته، فالنور له الكشف من حيث إنه يكشف الأمور ويوضحها حتى يظهر حسنها من قبيحها.
البصيرة لها الحكم
ونوه في تصريح له، بأن البصيرة لها الحكم، لأن من شأن البصيرة المستنيرة، البصيرة المفتوحة المنورة بنور الله تعالى، أن تحكم على الحسن بحسن، وعلى القبيح بقبحه، وإن كما أن البصر ناظر العقل، فالبصيرة ناظر القلب. البصر لعالم الشهادة، والبصيرة لعالم الغيب، فالبصيرة لقلب المؤمن، المؤمن المطيع، قلب المؤمن المقبل على الله تعالى يقبل على كل ما هو طاعة، ويبتعد عن كل ما هو شر ومعصية.
قلب العاصي لا يفرق بين مرارة المعصية وحلاوة الطاعة
وواصل: "قلب العاصي، نسأل الله لنا ولكم الحفظ، لا يفرق بين مرارة المعصية وحلاوة الطاعة، لأن للطاعة حلاوة لها مذاق عند أصحاب الطاعات، كما أن للمعصية حلاوة عند أهل المعاصي، فصاحب المعصية لا يفرق بين مرارة المعصية وحلاوة الطاعة".
استضاءة القلب بنور التقوى
وأضاف أن استضاءة القلب بنور التقوى تجعله يعرف ما يضره وما ينفعه وفرق بين الحق والباطل، مستشهدًا بقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}، فالفرقان يعني نورًا تفرقون به بين الحق والباطل، نورًا تفرقون به بين الخير والشر، نورًا تفرقون به بين الطيب والخبيث، وهذا النور من الله تعالى، قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ» «أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ»، ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور.
وأوضح أن أنوار الانتباه هي نور يقذفه الحق تعالى في قلب عبده بمقتضى تجليات اسم الله الهادي، فيفيق به العبد من ظلمة الغفلة ويقوم من رقدته، ويتجلى عليه بأنوار اسم الله الهادي فيقوم من غفلته ويتيقظ، فيحكم البصيرة وقبح الغفلة وحسن اليقظة، فيقبل القلب حينئذٍ على الطاعة، ويعرض عن المعاصي، ويتوب إلى الله تعالى توبة نصوحًا، فيوليه الحق سبحانه وتعالى من مقتضى أنوار رحمته بأنوار الإقبال.