تضافر الجهود الإقليمية لمساعدة القاهرة في مواجهة تحدياتها الطاقوية
السعودية وليبيا تمولان شحنات غاز مسال إلى مصر لمواجهة أزمة الكهرباء
ADVERTISEMENT
في ظلّ تفاقم أزمة الكهرباء بمصر، نتيجة التراجع الحاد في إنتاج الغاز الطبيعي المحلي، تلقّت البلاد دعمًا خارجيًا لتمويل واردات الغاز المسال، وهو ما يعكس تضافر الجهود الإقليمية لمساعدة القاهرة في مواجهة تحدياتها الطاقوية.
تضافر الجهود الإقليمية لمساعدة القاهرة في مواجهة تحدياتها الطاقوية
ففي خطوة لتعزيز استقرار إمدادات الطاقة خلال الصيف، قدّمت السعودية وليبيا دعمًا ماليًا لتمويل شحنات الغاز المسال إلى مصر بقيمة تصل إلى 200 مليون دولار، وفقًا لمصادر مطلعة.
بحسب تقرير صادر عن منصة الطاقة المتخصصة، قامت السعودية بتمويل ثلاث شحنات من الغاز المسال بتكلفة تصل إلى 150 مليون دولار، في حين أسهمت ليبيا بشراء شحنة واحدة بقيمة 50 مليون دولار في يوليو، عبر تمويل من مؤسسة النفط الوطنية الليبية.
ويأتي هذا الدعم في وقت حرج، حيث تجد مصر نفسها مضطرة لتخفيف الأحمال الكهربائية منذ مايو 2023، في محاولة للحفاظ على استقرار شبكتها الكهربائية في ظل تزايد الطلب ونقص إمدادات الغاز.
تحديات كبرى في تأمين إمدادات كافية من الغاز
رغم الجهود المبذولة، تواجه مصر تحديات كبرى في تأمين إمدادات كافية من الغاز لتلبية احتياجاتها خلال فصل الصيف، خاصة في ظل أزمة العملة الصعبة التي تحول دون تأمين كامل المبلغ المطلوب، الذي يُقدر بنحو ملياري دولار.
وقد أوضح مصدر، أن مصر تعتمد بشكل كبير على دعم حلفائها في الخليج لتغطية تكاليف هذه الشحنات، في ظل عدم توفر ميزانية كافية من جانب الحكومة المصرية.
وتأتي هذه الجهود في سياق أوسع يشهد انخفاضًا كبيرًا في إنتاج الغاز الطبيعي بمصر خلال النصف الأول من عام 2024، حيث تراجع الإنتاج بنسبة 14.4% مقارنة بالعام السابق، مما زاد من الاعتماد على واردات الغاز المسال لتلبية الطلب المحلي المتزايد. وتشير بيانات وحدة أبحاث الطاقة إلى أن مصر لم تصدّر أي شحنات غاز منذ مايو الماضي، بينما استوردت نحو 714 ألف طن من الغاز خلال شهري يونيو ويوليو 2024.
في المقابل، تتطلع مصر إلى تعزيز إنتاجها المحلي من الغاز عبر خطط طموحة لحفر 110 آبار استكشافية خلال العام المالي الجاري (2024-2025)، بتكلفة استثمارية تقدر بـ1.2 مليار دولار.
ثلاث آبار جديدة في منطقة غرب الدلتا البحرية العميقة
كما تستعد لبدء الإنتاج من ثلاث آبار جديدة في منطقة غرب الدلتا البحرية العميقة قبل نهاية العام الجاري، ما يُتوقع أن يضيف ما بين 150 و200 مليون قدم مكعبة يوميًا إلى إنتاج الغاز الوطني، مما سيسهم في تخفيف حدة الأزمة بشكل كبير.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، قام المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية، الخميس الماضي، بزيارة للعاصمة القبرصية نيقوسيا بدعوة من نظيره القبرصى جورج باباناستاسيو من اجل تبادل الرؤى بين الجانبين ، حيث عقد الوزيران جلسة مباحثات بحضور وفدى البلدين ، تم خلالها مناقشة سبل التعاون للتعجيل باستغلال اكتشافات الغاز الطبيعي في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.
عقد الوزيران جلسة مباحثات بحضور وفدى البلدين
وخلال المباحثات تم مناقشة التطورات الدولية والإقليمية في قطاع الطاقة وتم التأكيد على الحاجة إلى تعزيز التعاون بين مصر وقبرص فيما يتعلق بتنفيذ الهدف المشترك المتمثل في إنشاء ممر موثوق للطاقة من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا لنقل الغاز الطبيعي والطاقة الخضراء.