عاجل
الإثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق 13 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

سائلة: أمى تكفلت بتربية أحفادها بعد أن تخلى عنهم والدهم.. والإفتاء: يجب دعمها ومساندتها

دار الإفتاء
دار الإفتاء

أجاب الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول: "أخويا رامى أولاده، وأمى تكفلت بتربية أحفادها بعد أن تخلى عنهم والدهم، وهي الآن تحاول تجهيز ابنة ابنها للزواج، لكن أخوتى يعترضون على هذا التصرف ويقولون إنه ينبغي عليها إعادتهم إلى والدهم أو والدتها.. هل اعتراضهم هذا صحيح؟ وما هو حكم الدين في مثل هذه الحالة؟. 

 

 ما تقوم به الجدة من رعاية لأحفادها هو عمل صالح


وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية،: "إن ما تقوم به الجدة من رعاية لأحفادها هو عمل صالح ويدل على عظيم إخلاصها وحرصها. الجدة، الله يكرمها ويطيل في عمرها، قد تتكفل بأحفاد ابنها الذي تخلى عنهم، وهي بذلك تحافظ عليهم من الضياع. اهتمامها بتعليمهم وتجهيز ابنتهم للزواج هو عمل نبيل، ويجب أن يُقدَّر ويُشكر".


وأوضح: "إذا كان الأبناء يعترضون على تصرفات والدتهم، فهذا يُعد من سوء التصرف مع الأم، ويعتبر نوعًا من العقوق الخفي، لا ينبغي لأحد أن ينكر عليها عملها الصالح، بل يجب أن ندعمها ونساعدها في هذا العمل، خاصة إذا كان ما تقوم به هو لمصلحة أحفادها الذين هم في حاجة لرعايتها".

 

المال الذي تنفقه الجدة على أحفادها هو من حقها

وتابع: "بعض الأبناء يظنون أن الأموال التي يمتلكها الوالدان هي ملك لهم أيضًا، هذا فهم خاطئ، المال الذي تنفقه الجدة على أحفادها هو من حقها، ولها كامل الحرية في كيفية صرفه، الجدة تتصرف بحكمة، وتسعى لتأمين مستقبل الأحفاد، وهو حقها الكامل".

 

واستكمل: "إذا كان الوالد غير قادر على تحمل مسؤولياته أو يتنكر لها، فهذا ليس مبررًا للتهجم على الجدة، هي من قام برعايتهم وتوفير احتياجاتهم، ونحن ملزمون بدعمها ومساندتها، لا أن ننكر عليها جهودها".

 

لو عاوز عملك يمتد لآلاف السنين.. افعل هذه الأمر ولا تتردد

أكد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن مفهوم امتداد العمر لمئات السنين يمكن تحقيقه من خلال الذرية الصالحة التي تواصل السير على النهج الذي رُبِّيت عليه.


وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريح له: "نحن نعيش ما بين 50 و70 سنة، كما قال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، إن أعمار أمتي ما بين 60 و70 سنة. ولكن بفضل الله، قد يمتد عمرك لمئات السنين، لأن ابنك هو من عملك، وحفيدك هو من عملك، وحفيد حفيدك هو من عملك. لذا، يمكن لعملك أن يتسلسل بعد انتهاء عمرك لآلاف السنين بالذرية الصالحة التي تسير على النهج الذي ربيتهم عليه".

 

 تعليم الأطفال الصلاة

وأضاف الدكتور عبد السميع أن الحديث النبوي الشريف الذي يتحدث عن تعليم الأطفال الصلاة في سن السبع سنوات وضربهم عليها في سن العشر سنوات قد يُساء فهمه، فبينما يعزز الحديث أهمية التربية الدينية، فإن العبرة الكبرى هي في كيفية تأثير هذه التربية على حياة الأبناء والأحفاد. وأوضح أن الذرية الصالحة التي تلتزم بتعاليم الدين وتواصل مسيرة العمل الصالح هي التي تحقق هذا الامتداد للأعمال الصالحة عبر الأجيال.

 

و شدد على أن دور الوالدين في تربية الأبناء وتعليمهم القيم والأخلاق لا يقتصر فقط على حياتهم الحالية، بل يمتد ليؤثر على مستقبلهم ومشاركة أبنائهم في بناء إرث صالح يعبر عن استمرار العمل الصالح عبر الزمن.

تابع موقع تحيا مصر علي