عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

يحيى السنوار.. الشبح الذي يتحدى التكنولوجيا والاستخبارات تحت أنفاق غزة

زعيم حركة حماس يحيى
زعيم حركة حماس يحيى السنوار

 بداية المطاردة: تعقيدات البحث عن زعيم حماس في غزة

منذ اندلاع حرب 7 أكتوبر، تحول يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، إلى الهدف الأول لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية. يمثل السنوار شخصية محورية في قيادة الحركة، ويعتبر اختفاؤه تحديًا كبيرًا يواجهه المجتمع الاستخباراتي الدولي. مع تحوله إلى شخصية شبحية تختفي عن الأنظار، باتت المطاردة أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. ولتحقيق هذا الهدف، تم تشكيل وحدات خاصة من الشاباك والمخابرات العسكرية الإسرائيلية بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، في محاولة لتعقبه والوصول إليه.
 

يحيي السنوار

الأنفاق: السلاح السري لحماس في مواجهة الاستخبارات

يُعتقد أن السنوار قضى شهورًا عديدة تحت الأرض، حيث اختبأ في شبكة معقدة من الأنفاق التي تمتد تحت مدينة غزة. هذه الأنفاق، التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية حماس، توفر لقادتها ملاذًا آمنًا بعيدًا عن أعين الطائرات دون طيار والمراقبة الجوية. وفقًا للتقارير، تمكنت حماس من بناء بنية تحتية متقدمة تحت الأرض، مما يُمكِّن قادتها من الانتقال بسرية تامة بين مواقع مختلفة دون أن يتم اكتشافهم.
 

 تقنية الرصد والاستخبارات: الرادار والتعاون الأمريكي الإسرائيلي

للتعامل مع تعقيد شبكة الأنفاق هذه، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل تكنولوجيا متطورة، بما في ذلك رادارات تخترق الأرض قادرة على رسم خرائط دقيقة للأنفاق. هذه التكنولوجيا مكنت القوات الإسرائيلية من تنفيذ غارات دقيقة على مواقع محددة بناءً على معلومات استخباراتية. واحدة من هذه العمليات كانت غارة على مجمع أنفاق في خان يونس في 31 يناير، حيث اعتقدت الاستخبارات أن السنوار كان يختبئ هناك. رغم الدقة العالية في تنفيذ العملية، تبين أن السنوار كان قد غادر الموقع قبل أيام، مما يعكس قدرته الفائقة على المراوغة.

 "الشبح" السنوار: كيف يتفادى المراقبة؟

تحول السنوار إلى شخصية شبحية منذ بداية الحرب، حيث أصبح يتجنب الظهور العلني واستخدام وسائل الاتصال الإلكترونية. وفقًا لمصادر استخباراتية، يعتمد السنوار على شبكة من "الرسل البشريين" لنقل الأوامر والتوجيهات لقادة حماس في غزة. هذا النظام البدائي والمتقن في الوقت نفسه، يُعقّد من مهمة رصده وتتبعه، ويجعل من الصعب على الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية تحديد موقعه بدقة. ومع أن النظام يبدو بسيطًا، إلا أنه فعال للغاية، حيث يمنح السنوار ميزة تكتيكية كبيرة.
 

 فشل متكرر: لماذا لم تتمكن الاستخبارات من القبض على السنوار؟

رغم توافر موارد هائلة واستخدام تقنيات متطورة، لم تتمكن الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية حتى الآن من القبض على السنوار أو حتى تحديد موقعه بدقة لفترة طويلة. تتضمن هذه الموارد التعاون الوثيق بين الجانبين، واستخدام أدوات متطورة مثل الرادارات المخترقة للأرض وتنصت الاتصالات، ولكن تعقيد شبكة الأنفاق ومرونة حماس في إدارة الحرب تجعل هذه المهمة شبه مستحيلة. يتساءل الكثيرون عن الأسباب التي تحول دون نجاح هذه الجهود، وهل يمكن أن يستمر السنوار في التفوق على مطارديه لفترة أطول؟
 

الأنفاق كدرع حصين: كيف تستخدم حماس الأنفاق لتفادي الهجمات؟

تعتمد حماس على شبكة الأنفاق ليس فقط كملاذ آمن لقادتها، بل أيضًا كجزء من استراتيجيتها الدفاعية ضد الهجمات الإسرائيلية. توفر هذه الأنفاق طرقًا سرية لنقل القوات والأسلحة والمعدات بين مواقع مختلفة داخل غزة، مما يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي استهداف هذه التحركات. رغم التكنولوجيا المتقدمة والرادارات، تظل الأنفاق تحديًا كبيرًا للقوات الإسرائيلية، خاصة وأن حماس تستغل المعرفة المحلية والتضاريس المعقدة في بناء هذه الشبكة بشكل يصعب تدميرها.

المستقبل المجهول: هل يمكن للسنوار أن يواصل الهروب؟

مع استمرار الصراع، يبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن السنوار من الاستمرار في الهروب من مطارديه؟ يعترف مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون بأن السنوار نجح حتى الآن في المراوغة وتفادي القبض عليه، ولكنهم يؤكدون أيضًا أن الجهود مستمرة بلا هوادة. ومع ذلك، يبدو أن هذه المطاردة قد تستمر لفترة طويلة، حيث أن تعقيد شبكة الأنفاق واستراتيجية حماس في الحرب يزيدان من صعوبة الوصول إلى السنوار. إذا استمر الوضع على هذا النحو، قد يكون السنوار قادرًا على البقاء في الخفاء لفترة طويلة، مما يعقد الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على قيادة حماس.

 

تابع موقع تحيا مصر علي