عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

إسرائيل تستهدف حزب الله في جنوب لبنان.. هل تتجه المنطقة لحرب شاملة؟

اعمدة دخان متصاعدة
اعمدة دخان متصاعدة من جراء قصف إسرائيلي على قرية في لبنان

شهدت الساحة اللبنانية تصعيداً خطيراً مع قيام الجيش الإسرائيلي بشن هجوم جوي واسع النطاق على جنوب لبنان، وهو ما اعتبرته تل أبيب إجراءً استباقياً لردع هجمات محتملة من حزب الله. يأتي هذا الهجوم في إطار تصاعد التوترات بين الطرفين، والتي تفاقمت منذ اغتيال القيادي البارز في حزب الله، فؤاد شكر، في يوليو الماضي. وبالرغم من التصريحات الإسرائيلية التي تؤكد أن هذه العمليات تهدف إلى منع هجمات موسعة على إسرائيل، إلا أن المخاوف من تصاعد النزاع إلى حرب شاملة لا تزال قائمة.

اغتيال قيادي في حزب الله ودوره في زيادة التوترات

تعيد التوترات الأخيرة إلى الأذهان الاغتيالات السابقة التي أثرت بشكل كبير على طبيعة الصراع بين إسرائيل وحزب الله. ففي أواخر يوليو الماضي، اغتيل فؤاد شكر، قائد أركان حزب الله، في عملية نسبت إلى إسرائيل. هذا الاغتيال لم يمر دون رد فعل من الحزب، الذي توعد برد قوي، مما دفع إسرائيل إلى اتخاذ خطوات استباقية. يشير المحللون إلى أن الهجوم الجوي الأخير يأتي في سياق محاولة إسرائيلية لإجهاض أي رد فعل من حزب الله قبل أن يتخذ شكلاً أوسع.

 أهداف الهجوم الإسرائيلي واستراتيجية الردع

الهجوم الجوي الإسرائيلي الذي استهدف 40 موقعاً في جنوب لبنان، يكشف عن استراتيجية إسرائيلية تعتمد على الضربات الاستباقية لضمان تفوقها العسكري وتقليل مخاطر الهجمات على أراضيها. ويعتبر هذا النهج جزءاً من سياسة الردع التي تتبعها إسرائيل منذ سنوات طويلة. بيد أن الهجوم الحالي يثير تساؤلات حول فعالية هذه السياسة، خاصة في ظل قدرة حزب الله على الرد السريع والمكثف عبر إطلاق 320 صاروخاً على 11 موقعاً إسرائيلياً.
 

إسرائيل تستهدف حزب الله في جنوب لبنان:

رد حزب الله: تصعيد أم دفاع عن النفس؟

رد حزب الله لم يكن أقل قوة، حيث أعلن الحزب في بيان له أنه استهدف 11 موقعاً عسكرياً إسرائيلياً بأكثر من 320 صاروخاً. يأتي هذا الرد ضمن المرحلة الأولى من خطة أوسع، تهدف إلى "تسهيل عبور المسيرات الهجومية" باتجاه العمق الإسرائيلي. وقد أكد الحزب أن هذه العملية تأتي في إطار الدفاع عن النفس والرد على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. يثير هذا الرد أسئلة حول نوايا الحزب في المرحلة القادمة، وهل يسعى لتوسيع نطاق الصراع ليشمل أهدافاً استراتيجية أوسع في إسرائيل.
 

إسرائيل بين التصعيد والاحتواء: هل تنجح في تجنب الحرب الشاملة؟

في ظل هذا التصعيد، تحاول إسرائيل الحفاظ على توازن دقيق بين التصعيد العسكري والاحتواء الدبلوماسي. فقد أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن تل أبيب لا تسعى إلى حرب شاملة، مشيراً إلى أن الهجوم جاء لمنع "هجوم مؤكد" من قبل حزب الله. هذه التصريحات، التي وجهت إلى المجتمع الدولي، تهدف إلى كسب دعم دولي لإسرائيل في حال تطور الصراع. إلا أن إعلان حالة الطوارئ وإغلاق مطار بن غوريون وتحذيرات الحكومة الإسرائيلية لسكان الشمال، تشير إلى أن إسرائيل تستعد لأسوأ السيناريوهات.

التداعيات الإقليمية والدولية: دور الولايات المتحدة والمجتمع الدولي

لم يكن الهجوم الجوي الإسرائيلي ليتم دون تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة، التي تلعب دوراً محورياً في دعم إسرائيل على الساحة الدولية. فقد أبلغت تل أبيب واشنطن بشكل مسبق بالهجوم، وهو ما يؤكد التعاون الوثيق بين الجانبين في إدارة الصراع. في المقابل، يراقب المجتمع الدولي هذه التطورات بقلق، خاصة في ظل تزايد المخاوف من أن يتحول هذا الصراع إلى مواجهة شاملة قد تؤثر على استقرار المنطقة بأسرها.

 

تابع موقع تحيا مصر علي