حياة الماعز the goat life.. فيلم هز عرش الكفالة في السُّعُودية
ADVERTISEMENT
مرارًا وتكرارًا نسمع عن معاناة العمالة من نظام الكفالة التي تتبعه السُّعُودية لجلب الوافدين للعمل لديها، لكن ها نحن نحرى تلك المعاناة في صورة حية من خلال الفيلم الهندي حياة الماعز أو the goat life، الذي هدد عرش نظام الكفالة القاسي في السُّعُودية؛ فتمكن هذا الفيلم من دق ناقوس الخطر عن أوضاع العمالة في هناك، بتسليط الضوء على حياة العامل الهندي "نجيب أحمد"، الذي عمل في السُّعُودية مدة 5 سنوات تحت ظروف غير آدمية وشاقة، ليصبح "نجيب" حديث العالم كله في ليلة وضحاها.
قصة ملهمة في فيلم حياة الماعز أو the goat life
قصة الفيلم الهندي حياة الماعز أو the goat life، مأخوذة عن قصة حقيقية ورواية عمرها أكثر من 24 عامًا للكاتب "بنيامين"، فحققت انتشارًا واسعًا في ذلك الوقت وتم ترجمتها لـ 7 لغات، فتناولت أوضاع العمالة الهندية في السُّعُودية، وبالتحديد قصة العامل الهندي "نجيب محمد"، فوفقا لما رصده موقع تحيا مصر فهو شاب هندي باع ما يملك من أجل توفير نفقات السفر للسعودية والعمل هناك على نظام الكفالة بأحد المكاتب المتواجدة هناك، ويتمكن "نجيب" من السفر إلا إنه يٌفاجئ في المطار بعدم وجود الكفيل، ويظل تائهًا بين المارة حتى يجد "مٌسن سعودي"، ولعدم إتقانه اللغة العربية، يظن إن "المُسن" هو الكفيل ويذهب في سيارته إلى الصحراء.
تبدأ صدمة "نجيب" باكتشافه أن العمل سيكون في الصحراء برعي الأغنام هناك، ليبدأ العمل في ظروف شاقة في الصحراء دون صحبة، فلا يوجد معه في هذا الخلاء سوى الماشية التي يرعاها، وعندما يعترض "نجيب" ويحاول السفري تفاجئ بـ تمزيق جواز سفره من قبل "الكفيل"، ليُفرض عليه العمل في الصحراء في ظل هذه الظروف الشاقة مدة 3 سنوات، فيتجرع "نجيب" مرارة الإهانة من الكفيل وضربه وتجويعه طوال الوقت، وكلما حاول الهروب تبوء محاولاته بـ الفشل، حتى يستطيع "نجيب" أن يجد صحبة له، فيكتشف أن صديقه الذي أتى معه من الهند يعمل أيضًا في رعي الأغنام، بالإضافة لوجود عامل أفريقي يُدعى "إبراهيم"، فيتفق الثلاثة على الهروب بمساعدة "إبراهيم" لمعرفته جيدًا بدروب الصحراء.
وتبدأ رحلة هرب الثلاثي ليتمكن "إبراهيم" في النهاية من إرشادهم على الطريق، لكن سرعان ما تعثر الشرطة على "نجيب" وصديقه، ويتم اصطحباهم لـ مركز الشرطة، ليكتشف "نجيب" هناك الصدمة الكبيرة، وهى إن "المسن السعودي" الذي اصطحبه وجعله يرعى الأغنام في الصحراء، ليس الكفيل الحقيقي له، وأن "الكفيل" لم يأت من الأساس إلى المطار، ليكتشف أن 3 أعوام من عمره ذهبت هباءً في رعي الأغنام في الصحراء، ويتم حبسه مدة شهرين ثم يتم ترحيله إلى الهند، ليصبح الفيلم ناقوس خطر عن أوضاع العمالة في السُّعُودية.
فيلم the goat life يهدد السعودية
بالإضافة إلى تصدر الفيلم للمشاهدات في العالم العربي بعد طرحه على منصة "نتفيلكس"، ويصبح الفيلم الهندي تهديدًا لنظام الكفالة الذي دفع ثمنه العديد من العمالة، وأمام ثورة العالم على هذا النظام، حاولت السُّعُودية الدفاع عن نفسها بدفع التهم عنها، والإشارة إلى أن هذا الفيلم ذات توجه معين ومدفوع من إيران لـ حشد الرأي العام ضد السُّعُودية، بالإضافة لتسليطهم الضوء على القصة الحقيقية لـ العامل الهندي "نجيب"، فأكد أحد أبطال الفيلم أن العامل الهندي "نجيب" قتل الكفيل في الحقيقية، لكن أولاد "الكفيل" عفوا عنه وسافر إلى الهند لكنه ظل يتذكر معاناته مع "الكفيل"، كما أنه لجأ للعمل في البحرين بعد ذلك، والآن يعمل في عُمان برفقة نجله.
آراء الجمهور عن فيلم the goat life
أما آراء الجَمهور فتنوعت ما بين مدافع عن الفيلم ومعارض له، فالعديد من الجَمهور رأي أن الفيلم حقيقة وواقع مأساوي لما يعانيه العمال في السُّعُودية من استبداد وظلم من "الكفيل"؛ بسبب نظام الكفالة القاسي، فيمَا رأي البعض الآخر أن الفيلم بالغ في تصدير صورة سيئة عن السُّعُودية، خاصة أن العديد من الهنود يعملون هناك سنوات طويلة، واستطاعوا تكوين ثرواتهم من خلال العمل في السُّعُودية ودول الخليج، واستمرت الآراء ما بين مؤيد ومعارض، لكن السؤال هنا هل يكون فيلم حياة الماعز the goat life هو المِسْمَار الذي تم دقه في نعش نظام الكفالة ليتم تغييره ليكون أكتر آدمية، أم سيبقى الوضع على ما هو عليه.