عاجل
الإثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق 13 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

حكم ترك صلاة الجمعة تكاسلا بدون عذر وكفارتها.. الأزهر يجيب

حكم ترك الصلاة
حكم ترك الصلاة

ما حكم ترك صلاة الجمعة والتكاسل عن أدائها؟ صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها، وصلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل قادر على أدائها، وثبت في السنة النبوية أن من ترك ثلاث جمعات فهو من المنافقين

 

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الله عز وجل فرض صلاة الجمعة على كل مسلم، بالغ، عاقل، ذكر، مقيم، صحيح غير مريض؛ فعن حفصة، زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «على كل محتلم رواح الجمعة» (أخرجه أبو داود)، وعن طارق بن شهاب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو  مريض». (أخرجه أبو داود).

 

فرضية صلاة الجمعة وحرمة التخلف عنها
 

وأضاف الأزهر في فتوى لها: «أجمع المسلمون على فرضية صلاة الجمعة وحرمة التخلف عنها؛ عملا بقول الحق سبحانه: «يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ۚ ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون» (الجمعة: 9).

 

ما حكم ترك صلاة الجمعة أكثر من 3 مرات


وواصل: فيحرم ترك الجمعة -دون عذر معتبر- على من وجبت عليه، وقد ورد النهي عن تركها، وترتيب الوعيد الشديد على ذلك؛ فعن عبد الله بن عمر، وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول على أعواد منبره: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين» [أخرجه مسلم]، وعن جابر بن عبد الله، أن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة طبع الله على قلبه». (أخرجه النسائي).

 

ما هي كفارة ترك صلاة الجمعة

واختتم: والأدلة الواردة تغلظ الأمر على من ترك الجمعة تكاسلا، وتدعوه إلى التوبة والاستغفار والعزم على المحافظة على أدائها والسعي إليها.

حكم صلاة الجمعة


قالت دار الإفتاء، إن صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه" «والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم».

 

وأضافت الإفتاء: ولذلك افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَفَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (الجمعة: 9-10).

 

وأوضخت: «هاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه: الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع، الثاني: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار".

 

وتابعت: الثالث: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.. وقال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل": [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق].

 

وأكملت: «وهو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين».

 

التحذير من ترك صلاة الجمعة ممن وجبت عليه


وواصلت: شدَّد الشرع الشريف على مَنْ تخلَّف عن أدائها ممَّن وجبت عليه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا مَرِيضٌ أَوْ مُسَافِرٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيُّ أَوْ مَمْلُوكٌ، فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ، وَاللَّهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ» رواه الدارقطني والبيهقي في "سننيهما".. وروى الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ».

 

وروى أبو داود في "سننه" عن أبي الجعد الضمري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».. وقد عنون الإمام أبو داود في "سننه" (باب التشديد في ترك الجمعة) اهـ. قال الإمام بدر الدين العيني في "شرحه على سنن أبي داود": «أي: هذا باب في بيان التشديد بالوعيد في ترك الجمعة من غير عذر».

 

وقال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح": «من ترك ثلاث جمع" بضم الجيم وفتح الميم جمع جمعة "تهاونًا بها" قال الطيبي: أي إهانة، وقال ابن الملك: أي تساهلًا عن التقصير لا عن عذرٍ "طبع الله"؛ أي: ختم "على قلبه": بمنع إيصال الخير إليه».

 

تابع موقع تحيا مصر علي