ليبيا.. قلق عالمي متزايد من تصاعد التوتر العسكري في جنوب غرب البلاد
ADVERTISEMENT
تشهد منطقة جنوب غرب ليبيا توترات متصاعدة بسبب التحركات العسكرية الأخيرة، مما أثار قلقًا دوليًا واسع النطاق. عبرت دول كبرى مثل الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، وإيطاليا عن مخاوفها من احتمالية اندلاع مواجهات عنيفة تهدد الاستقرار الهش في البلاد.
توترات أمنية في ليبيا
وأكدت الدول الخمس في بيانها أن هذه التحركات قد تزيد من تعقيد الوضع الأمني في ليبيا، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس والابتعاد عن أي خطوات قد تؤدي إلى التصعيد. كما حثت على أهمية التعاون بين القوات المختلفة لتطبيق تدابير فعالة تضمن تأمين الحدود وحماية سيادة ليبيا. وأكد البيان أن الحلول العسكرية لن تكون قادرة على تحقيق الاستقرار الدائم في البلاد.
وفي بيان منفصل، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها العميق من هذه التحركات العسكرية، خاصة في المناطق الجنوبية والغربية. ودعت البعثة جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب أي تصرفات استفزازية قد تؤدي إلى تصعيد الوضع وخروج الأمور عن السيطرة، مما قد يعرض حياة المدنيين للخطر ويزيد من هشاشة الاستقرار في البلاد.
التحركات العسكرية والتوتر المتصاعد
في هذا السياق، أعلنت رئاسة أركان القوات البرية التابعة للقيادة العامة، برئاسة صدام حفتر، عن تحريك وحدات عسكرية إلى مدن ومناطق الجنوب الغربي. وأشارت القيادة إلى أن هذا التحرك يأتي في إطار خطة شاملة تهدف إلى تأمين الحدود الجنوبية وتعزيز الأمن القومي الليبي. وأكدت أن هذه التحركات لا تستهدف أي جهة محددة، بل تركز على حماية السيادة الليبية وضمان أمن البلاد.
بالمقابل، رفعت رئاسة الأركان العامة وقوة العمليات المشتركة بغرب ليبيا درجة التأهب والاستعداد، تحسبًا لأي تطورات قد تطرأ نتيجة لهذه التحركات. وأشارت هذه القوات إلى أنها مستعدة لمواجهة أي تهديدات قد تنشأ عن الوضع الراهن، مع التأكيد على أهمية التنسيق والتواصل بين جميع الأطراف للحفاظ على الأمن والاستقرار في ليبيا.
وتشدد الأطراف الدولية والمحلية على ضرورة التهدئة وتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في ليبيا. وتأتي هذه التحذيرات في وقت حساس، حيث تشهد البلاد انقسامات سياسية وعسكرية عميقة تؤثر على جميع مناحي الحياة. وتظل الدعوات الدولية قائمة بضرورة حل النزاعات عبر الحوار والتفاوض بدلًا من اللجوء إلى القوة العسكرية، بهدف تحقيق استقرار دائم في ليبيا.
9 قتلى و16 جريحًا في طرابلس
وأمس الجمعة، اندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة تاجوراء، شرقي العاصمة الليبية طرابلس، بين كتيبتي "رحبة الدروع" و"الشهيدة صبرية"، مما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 16 آخرين، من بينهم مدني. واستمرت الاشتباكات لعدة ساعات، حيث استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مما أثار حالة من الذعر والهلع بين سكان المنطقة.
وجاءت هذه الاشتباكات عقب محاولة اغتيال استهدفت آمر كتيبة "رحبة الدروع"، بشير خلف الله، المعروف بلقب "البقرة". ووفقًا لمصادر ميدانية، تعرض خلف الله لإطلاق نار من قبل مجموعة مسلحة تابعة لكتيبة "الشهيدة صبرية"، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، وتم نقله على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاج. وقد أعلن المكتب الإعلامي لكتيبة "رحبة الدروع" في وقت لاحق أن خلف الله قد خرج من العناية المركزة وهو بحالة مستقرة.
وفي رد فعل سريع، شنت كتيبة "رحبة الدروع" هجومًا مضادًا على كتيبة "الشهيدة صبرية"، حيث نجحت في السيطرة على مقرها في منطقة الحميدية، كما تمكنت من أسر 12 عنصرًا من أفراد الكتيبة المنافسة خلال الاشتباكات. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر أفراد كتيبة "رحبة الدروع" وهم يعلنون سيطرتهم على مقر كتيبة "الشهيدة صبرية"، فيما تصاعدت أعمدة الدخان من الموقع المستهدف.
في غضون ذلك، أعلنت فرق الإسعاف والطوارئ عن حصيلة أولية للخسائر البشرية، حيث أفادت بمقتل 9 أشخاص وإصابة 16 آخرين، من بينهم مدني. وتأتي هذه الحصيلة وسط حالة من الارتباك والقلق التي تسود المنطقة في ظل استمرار التوتر.
في إطار هذه التطورات، قامت كتيبة "رحبة الدروع" بنشر آلياتها المسلحة في منطقة القره بوللي وأغلقت الطريق الساحلي، في محاولة لمنع وصول أي تعزيزات عسكرية قادمة من مصراتة لدعم كتيبة "الشهيدة صبرية". هذا التحرك يؤكد أن الوضع في المنطقة لا يزال متوترًا، وأن احتمال تجدد الاشتباكات يبقى قائمًا في أي لحظة.
ورغم خطورة الأحداث الجارية، لم تصدر حتى الآن أي تصريحات رسمية من الجهات الأمنية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية بشأن أسباب اندلاع الاشتباكات أو محاولة اغتيال بشير خلف الله. هذا الصمت الرسمي يزيد من الغموض حول