عاجل
السبت 21 سبتمبر 2024 الموافق 18 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

محمد مهنا: قلب العاصي لا يفرق بين مرارة المعصية وحلاوة الطاعة

الدكتور محمد مهنا
الدكتور محمد مهنا

أكد الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن النور له الكشف، والكشف له البصيرة، والحكم والقلب له الإقبال، والأدبار له نور، لافتا إلى أن الكشف كنور، والعلم هو العلم النافع، لأن هناك علمًا لا يضر، والجهل به هو العلم النافع الذي ينبسط في الصدر شعاعًا وينكشف به عن القلب قناعته، فالنور له الكشف من حيث إنه يكشف الأمور ويوضحها حتى يظهر حسنها من قبيحها.

 

البصيرة لها الحكم

وأضاف في تصريح له أن البصيرة لها الحكم، لأن من شأن البصيرة المستنيرة، البصيرة المفتوحة المنورة بنور الله تعالى، أن تحكم على الحسن بحسن، وعلى القبيح بقبحه، وإن كما أن البصر ناظر العقل، فالبصيرة ناظر القلب. البصر لعالم الشهادة، والبصيرة لعالم الغيب، فالبصيرة لقلب المؤمن، المؤمن المطيع، قلب المؤمن المقبل على الله تعالى يقبل على كل ما هو طاعة، ويبتعد عن كل ما هو شر ومعصية.

 

قلب العاصي لا يفرق بين مرارة المعصية وحلاوة الطاعة

وأضاف: "قلب العاصي، نسأل الله لنا ولكم الحفظ، لا يفرق بين مرارة المعصية وحلاوة الطاعة، لأن للطاعة حلاوة لها مذاق عند أصحاب الطاعات، كما أن للمعصية حلاوة عند أهل المعاصي، فصاحب المعصية لا يفرق بين مرارة المعصية وحلاوة الطاعة".

 

استضاءة القلب بنور التقوى 

وأضاف أن استضاءة القلب بنور التقوى تجعله يعرف ما يضره وما ينفعه وفرق بين الحق والباطل، مستشهدًا بقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}، فالفرقان يعني نورًا تفرقون به بين الحق والباطل، نورًا تفرقون به بين الخير والشر، نورًا تفرقون به بين الطيب والخبيث، وهذا النور من الله تعالى، قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ» «أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ»، ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور.


وأوضح أن أنوار الانتباه هي نور يقذفه الحق تعالى في قلب عبده بمقتضى تجليات اسم الله الهادي، فيفيق به العبد من ظلمة الغفلة ويقوم من رقدته، ويتجلى عليه بأنوار اسم الله الهادي فيقوم من غفلته ويتيقظ، فيحكم البصيرة وقبح الغفلة وحسن اليقظة، فيقبل القلب حينئذٍ على الطاعة، ويعرض عن المعاصي، ويتوب إلى الله تعالى توبة نصوحًا، فيوليه الحق سبحانه وتعالى من مقتضى أنوار رحمته بأنوار الإقبال.
 

تابع موقع تحيا مصر علي