عاجل
الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

«الحكم قبل المشاهدة» ناقوس خطر يدق باب الأعمال الفنية.. تحت الوصاية والملحد نموذجًا

تحت الوصاية - الملحد
تحت الوصاية - الملحد

لا معنى للحكم على الأعمال الفنية قبل مشاهدتها سوى أنه تجلي لكسر قواعد المنطق، وإغفال البديهيات، فمنذ نعومة أظافر الطفل وهو يتعلم أن يتذوق الطعام أولًا ثم يبدي رأيه به سواء بالسلب أو بالإيجاب، وذلك بالتطبيق على كل أمر في حياته فيما بعد، فلا يحكم على إنسان قبل معرفته، ولا يأخذ بظاهر الأمور قبل التقصي عن باطنها، فتلك قواعد أولية أساسية يتربى الفرد عليها.

مواقع التواصل الاجتماعي والحكم قبل المشاهدة

ولكن مع توغل مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا، أصبحنا نغفل بعض من هذه القواعد والمبادئ التي نشأنا عليها، إذ نحكم على الأمور قبل معرفتها، ونصدر أحكام واهية تأثرًا بمسار الرأي الجمعي، ومؤشرات «التريند» الوهمية، ووصل ذلك إلى حد الحكم على الأعمال الفنية قبل مشاهدتها من مجرد بوستر أو إعلان دعائي، وهو ما يتنافى مع العقل والمنطق، ويضعنا أمام كارثة قد تضر بقوتنا الناعمة.

مسلسل تحت الوصاية 

«تحت الوصاية» من ساحة الانتقادات للاحتفاء الجماهيري

فبناء تصور مسبق عن أي عمل فني وتداوله على مجال واسع يؤثر بشكل سلبي على الصناعة الفنية، خاصة وإن كان ذلك العمل يناقش قضايا هامة شائكة، أو يحمل في طياته هدف نبيل، ورسالة سامية قد تساهم في حل أزمة من أزمات المجتمع، كمسلسل «تحت الوصاية» الذي تعرض لموجة قوية من الانتقادات بمجرد نشر البوستر الدعائي له، اعتراضًا على شكل النجمة منى زكي فيه بالحجاب، إذ خمن المنتقدين أن العمل يسيء إلى السيدة المحجبة، ولكن مع عرض المسلسل استطاع أن يحقق نجاحًا جماهيريًا غير مسبوقًا، لعبقريته في تسليط الضوء على معاناة الأم الأرملة مع قوانين الوصاية، مما جعل المسئولين يعيدون النظر في تلك القوانين، وتبين في النهاية أن الهجوم على مسلسل «تحت الوصاية» قبل مشاهدته كان قرارًا خاطئًا.

فيلم الملحد

فيلم «الملحد» محكوم عليه بالحكم قبل المشاهدة 

والأمر نفسه تكرر مع فيلم «الملحد»، فبداية من الإعلان عن اسم العمل، وحتى طرح البرومو الدعائي له، وهو يتعرض لكم كبير من الانتقادات، والاتهامات بتشويه الدين، بل وصل الأمر إلى صدور فتاوى بتحريم مشاهدته، وذلك لمجرد خروج صناعه عن المنطقة الآمنة، وقرارهم بمناقشة قضية شائكة من القضايا المسكوت عنها، فكان الانتقاد لمجرد الانتقاد، ولم ينتظر أحد منهم مشاهدة العمل أولًا، ومن ثم إصدار الحكم، وإبداء الآراء، مع العلم بأن إبداء الرأي حقًا للجميع، ولكن بوجود السند، والدليل.

تابع موقع تحيا مصر علي