شتائم وألفاظ خارجة داخل مسجد.. والأوقاف: جارٍ رصد المكان ومعاقبة المسؤول
ADVERTISEMENT
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فيديو يظهر مجموعة من الشباب يلعبون داخل أحد المساجد وينطقون ألفاظاً خارجة وشتائم بذيئة لا تليق داخل بيوت الله أو في أي مكان.
وأعرب رواد السوشيال ميديا، عن استيائهم مما وصفوه بتجاوز وفقدان للأدب في بيوت الله، مطالبين الجهات المعنية بسرعة التحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق الشباب الذين ظهروا في الفيديو.
فحص الفيديو المتداول عبر صفحات السوشيال ميديا
وقال مصدر مسئول بالأوقاف، إن الوزارة تابعت ما حدث ولديها استياء كبير، منوهًا بأنه يجري الآن فحص الفيديو المتداول عبر صفحات السوشيال ميديا، والخاص بقيام مجموعة من الشباب بالمزاح داخل أحد المساجد، والتحدث بطريقة غير لائقة داخل أحد بيوت الله عز وجل وتبادل السباب وأبشع الألفاظ.. دون مراعاة لحرمة بيت الله.
وأضاف المصدر لـ« تحيا مصر» أن الوزارة وزعت الفيديو على وكلاء الوزارة بجميع محافظات الجمهورية لتحديد مكان المسجد والوقوف على طبيعة الحال ومن المسئول عن حدوث تلك التصرفات.
حكم الشتائم
إن سبّ وشتم المسلم لا يجوز؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» متفق عليه.
وفي تحفة الأحوذي للمباركفوري: (وسبابه فسوق) السب في اللغة الشتم والتكلم في عرض الإنسان بما يعيبه، والفسق في اللغة الخروج، والمراد به في الشرع الخروج عن الطاعة، وأما معنى الحديث: فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة، وفاعله فاسق، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. قاله النووي.
حرمة المساجد
هى الله سبحانه عن اللغو في المساجد، قال قتادة: هي هذه المساجد، أمر الله سبحانه وتعالى ببنائها وعمارتها ورفعها وتطهيرها، وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في شأن المساجد: «إنما بنيت لذكر الله والصلاة فيها وقراءة القرآن». وقد أحسنت في الإنكار عليهم، ولا يجوز فيها السب والشتم، ولا غير ذلك من الأقوال والأعمال المحرمة.
فضل المسجد ورعايته
بينت نصوص الكثيرة من الكتاب والسنة فضل المساجد، وبنائها، ورعايتها، قال تعالى: «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِين» (سورة التوبة: 18).
وجاء فضل بناء مسجد في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عثمان ابن عفان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ، بَنَى اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ».
وروى البزار في مسنده من حديث أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ أَجْرَى نَهْرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ».
ويجب أن تنظف المساجد، وتطيب، وتجنب الأقذار، والروائح الكريهة، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ»
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ امرَأَةً سَودَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ المَسجِدَ، فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلـم، فَسَأَلَ عَنهَا؟ فَقَالُوا: مَاتَتْ، فَقَالَ: «أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي؟» قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا، فَقَالَ: «دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا»، فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ»[4]. وفي رواية: «كَانَتْ تَلْتَقِطُ الْخِرَقَ، وَالْعِيدَانَ مِنَ الْمَسْجِدِ».
أحب البقاع إلى الله
وتعد المساجد أحب البقاع إلى الله تعالى، وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا»، وقال النووي رحمه الله في شرحه للحديث: «أحب البلاد إلى الله مساجدها لأنها بيوت خصت بالذكر، وبقع أسست للتقوى والعمل الصالح، فالمساجد مواضع نزول رحمة الله وفضله، والأسواق على الضد منها».
وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ»، وذكر منهم: «وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ».
والمساجد بيوت الله من دخلها فقد حل ضيفًا على ربه، فلا قلب أطيب، ولا نفس أسعد من رجل حل ضيفًا على ربه، وفي بيته، وتحت رعايته، وروى أبو نعيم في حلية الأولياء من حديث أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْمَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ، وَتَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ كَانَ الْمَسْجِدُ بَيْتَهُ بِالرَّوْحِ وَالرَّحْمَةِ، وَالْجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ، إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ إِلَى الجَنَّةِ».