زلزال جديد في السينما المصرية.. «الملحد» لإبراهيم عيسى يثير جدلا واسعا
ADVERTISEMENT
عواصف نقد مجتمعي بمجرد الإعلان عن برومو «الملحد»
«الملحد» قنبلة موقوتة أم محاولة صادقة لفهم الواقع؟
وسط حالة من الجدل العاصف، كشف المخرج أحمد السبكي عن البوستر الدعائي الأول لفيلمه الجديد "الملحد"، والذي يثير جدلاً واسعاً منذ اللحظة الأولى. يستعرض البرومو بصورة شجاعة قصة شاب يواجه صراعاً داخلياً عميقاً بين إيمانه الراسخ وشكوكاً تبدأ بالتسلل إلى عقله، مما يدفعه إلى رحلة استكشافية محفوفة بالمخاطر داخل أعماق نفسه.
يضم فيلم "الملحد" نخبة من نجوم السينما المصرية، حيث يجسد الفنان الشاب أحمد حاتم دور البطولة، ويشاركه في هذه التجربة الفنية المميزة كوكبة من النجوم المخضرمين مثل محمود حميدة، صابرين، شيرين رضا، حسين فهمي، ونجلاء بدر. وتأتي السيناريو من قلم الكاتب المتميز إبراهيم عيسى، فيما يتولى المخرج محمد العدل مهمة إخراج هذا العمل الضخم.
قضية حساسة تثير الجدل المجتمعي
يتناول الفيلم قضية حساسة وملحة تشغل بال الكثيرين في عالمنا المعاصر، ألا وهي ظاهرة التطرف الديني وانتشار الأفكار الملحدة بين الشباب. يسعى "الملحد" إلى تسليط الضوء على أسباب هذه الظاهرة وتأثيرها المدمر على الفرد والمجتمع، محاولاً تقديم رؤية عميقة وشاملة لهذه القضية الشائكة.
تغوص أعماق النفس البشرية في عالم معقد ومتشابك، حيث تتجلى الصراعات بين الإيمان والشك، والدين والعقل. فيلم "الملحد" يأخذنا في رحلة استكشافية إلى هذا العالم الداخلي، حيث يتناول قضية حساسة تشغل بال الكثيرين، ألا وهي تزايد ظاهرة التشكيك في المعتقدات الدينية، وخاصة بين فئة الشباب. يسعى الفيلم إلى كشف الأسباب الكامنة وراء هذا التحول الفكري، وكيف يؤثر على حياة الأفراد والمجتمعات، راسما لوحة بانورامية تعكس التحديات التي تواجه الأديان في عصرنا الحالي.
طرح القضايا الشائكة على الشاشة
أثار إعلان فيلم "الملحد" جدلا واسعا في الأوساط الفنية والنقدية، حيث يعتبر البعض أن طرح مثل هذه القضايا الشائكة في قالب فني يعد خطوة جريئة تستحق الثناء، بينما يرى آخرون أنها قد تؤدي إلى إثارة الفتن والنزاعات. وفي هذا السياق، علق الناقد الفني البارز طارق الشناوي على هذا العمل، مشيرا إلى أهمية حرية التعبير الفني في تناول كافة القضايا، حتى وإن كانت مثيرة للجدل. وأكد الشناوي على أن الرقابة على الفنون تعد عائقا أمام التعبير عن الذات والإبداع، وأن من حق الفنانين طرح أفكارهم وآرائهم بحرية تامة.
يرى الشناوي أن قضية الإلحاد ليست حكرا على مجتمع معين أو ثقافة بعينها، بل هي ظاهرة عالمية تتطلب منا جميعا الحوار والتفاهم. وأضاف أن الحكم على الفيلم قبل مشاهدته يعد أمرا غير منطقي وغير عادل، وأن من حق الجمهور تكوين رأيه الخاص بعد مشاهدة العمل الفني. كما انتقد الشناوي الحملات التي تستهدف مقاطعة الفيلم، مؤكدا أنها لا تساهم في بناء مجتمعات متسامحة وقادرة على التعايش مع الاختلاف.
دور الأسرة والمؤسسات الدينية
وفي خضم هذا الجدل، يطرح فيلم "الملحد" أسئلة جوهرية حول دور الأسرة والمؤسسات الدينية في توجيه الشباب وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة. هل يمكن للتعليم الديني أن يكون وسيلة فعالة لمواجهة التشكيك في المعتقدات؟ أم أن هناك حاجة إلى إعادة النظر في أساليبنا التربوية؟ هذه أسئلة تحتاج إلى إجابات شافية ووافية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه العالم اليوم.