عاجل
الأحد 08 سبتمبر 2024 الموافق 05 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

إمام المسجد الحرام: فلسطين والأقصى قضية المسلمين الكبرى ويجب إيجاد الحلول لها

إمام المسجد الحرام
إمام المسجد الحرام

قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، إن في تتابع الفصول والمواسم لمدكرًا، وتعاقب الأيام والليالي الحواسم لمعتبرًا، وفي هذه الآونة يتبدى لنا حرور من الصيف النافح، وتهب علينا رياحه اللوافح، إذ الآمال إلى استثماره مشرئبة رانية، والآماق إلى اهتباله متطلعة حانية، كيف وقد نشر علينا مطارفه، ونسخ للظل وارفه، ونثر في الدنا السموم، وبسط بشمسه قيظه الهجوم، مما يحمل على الادكار، ويبعث على الاعتبار، ويذكر بحر النار.

 

 شدة الحر من فيح جهنم


واستدل «السديس» في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام، بما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم" كما جاء في الصحيحين أيضا من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم"، مستشهدا بقول الإمام الحسن البصري: "كل برد أهلك شيئا فهو من نفس جهنم، وكل حر أهلك شيئا فهو من نفس جهنم".

 

الصيف يحمل في أندائه إجازة صيفية


وأضاف: "إن مما يحمد لولاة الأمر في بلادنا حرسها الله، التوجيه الكريم بتقصير الخطبة وتخفيف الصلاة في الحرمين الشريفين؛ فقد جاء مراعيا لمقاصد الشريعة في التيسير ورفع الحرج، وحرصا على صحة وسلامة المصلين والمعتمرين من حرارة الصيف اللاهب، ولتؤكد أن الإنسان أولا، فجزى الله ولاة أمرنا خير الجزاء، وأوفاه على ما قدموا للحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزائرين"، في حين أن الصيف يحمل في أندائه إجازة صيفية، وهدأة نفسية، إثر شواغل الحياة، وكلال المسؤوليات والمهمات، حيث يستريح في مجاليها اللاغب والمحرور، ويمتح المكدود من فسحتها برد الهدأة والسرور، وروح الراحة الموفور. 

الفراغ نعمة جلى لا يقدر قدرها إلا من سلبها

وتابع: فالبشرى لمن عمرها بالبرور والطاعات ووشاها، والسعدى لمن دبجها بخير الخير وغشاها!، منوها: "بأن الفراغ نعمة جلى لا يقدر قدرها إلا من سلبها، فأنى لعاقل يبدد الوقت الشريف متعطلا، ويمزق الزمن النفيس متبطلا، فذاك الذي أضاع الفرص؛ فباء بالغصص، واستلزم المقت والنغص، فيا من هم في منفسح الفراغ، ألا من ضنين بأوقاته وساعاته، ألا من معتبر بفوات شهوره وسنواته، ألا من مدكر بمرور أيامه ولحظاته"، مستدلا، بهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كانت أوقاته خير مثال يقتدى، وترويحه أزكى دليل يحتذى، توسطا واعتدالا، وسموا وكمالا، فقد كان أظهر الناس حزما ولطفا، وأوفاهم أنسا وعطفا.

 

 إقامة مناسبات الزواج والأفراح


واستطرد في خطبته قائلا: “مع الانسراب في صوارف الإجازة الصيفية التي تخلع على المجتمعات مظاهر البهجة والاسترواح، ومطارف الحبرة والانشراح، خاصة من عزموا على إقامة مناسبات الزواج والأفراح؛ فالله الله في رعاية الضوابط والآداب الشرعية في هذه المناسبات، من الاقتصاد والترشيد وحسن الطاعة، والبعد عن الإسراف والتبذير والبذخ وسائر المعاصي، والجد في معالجة ظواهر العنوسة، وغلاء المهور، ونحوها ما يتعلق بمناسبات الأفراح.

 

 ولفت في الوقت نفسه، إلى أن مع مرور الأعوام فإن قضية المسلمين الكبرى في فلسطين والأقصى المبارك تظل في وجدان الأمة شاهدا لها على اهتمامها بالقضايا الكبرى، وإيجاد الحلول الناجعة لحلها، والنأي عن الصراعات والنزاعات، والعمل على إحلال السلام والاستقرار، والله المسؤول أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال، ويحقق للجميع فيما يرضيه التطلعات والآمال، وأن يجعل حاضر الأيام خيرا من ماضيها، ومستقبلها خيرا من حاضرها".


 

تابع موقع تحيا مصر علي