زلزال سياسي بأمريكا.. كيف تفاعل زعماء العالم مع قرار بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي؟

رصاصة لم تقتل ترامب، لكن يمكن أن نقول أنها اغتالت بايدن سياسياً وانهت مسيرته كرئيس للبلاد، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي، وأعطى الشعلة لنائبته كامالا هاريس لتواصل المسيرة الانتخابية وتحقق نصر أمام المنافس الشرس دونالد ترامب.

من المناظرة الكارثية إلى تنحى بايدن

فتشهد الولايات المتحدة زلزال سياسياً بداً من المناظرة الكارثية إلى محاولة اغتيال ترامب وتنحى بايدن ولا يزال المشهد السياسي يحتدم في الداخل الأمريكي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقرر أن تتم في نوفمبر القادم. 

على المستوى الدولي أعرب العديد من زعماء العالم تضامنهم مع زعيم البيت الأببض بايدن بعد قرار تنحيه، وأشادواً بدوره خلال فترة حكمه وتعامله مع العديد من الملفات والقضايا الشائكة كما شكروه على زعمته للولايات المتحدة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي التقى بايدن هذا الشهر في واشنطن، إنه يحترم قرار الرئيس ويتطلع إلى العمل معًا خلال الفترة المتبقية من ولايته.وكتب ستارمر على منصة "إكس": "أعلم أنه، كما فعل طوال حياته المهنية الرائعة، سيتخذ قراره بناءً على ما يعتقد أنه الأفضل للشعب الأمريكي".

رئيس وزراء كندا: بايدن صديق حقيقي لبلادنا

كما شكر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بايدن على كونه "صديقًا حقيقيًا" لبلاده. وقال عبر منصة "إكس" : "إنه رجل عظيم، وكل ما يفعله يسترشد بحبه لبلاده" .

وفي مؤتمر صحفي، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن بايدن يستحق التقدير لأنه "لم يضع نفسه في المقام الأول مرة أخرى، بل أعطى اعتباره الأول لما يعتقد أنه في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، كما فعل طوال حياته العامة".

وقال رئيس الوزراء النيوزيلندي كريستوفر لوكسون على منصة إكس: "كرس الرئيس بايدن حياته للخدمة العامة، وهذا شيء يستحق الكثير من الاحترام".

وشكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بايدن على "دعمه الثابت" في حرب بلاده ضد روسيا، والتي دعمتها الولايات المتحدة بالأسلحة والمساعدات العسكرية والدعم الدبلوماسي، على الرغم من ردود الفعل العنيفة من الجمهوريين.

وقال زيلينسكي عبر منصة "إكس": "اتخذت العديد من القرارات القوية في السنوات الأخيرة، وسوف نتذكرها باعتبارها خطوات جريئة اتخذها الرئيس بايدن استجابة للأوقات الصعبة. وسنظل دائمًا ممتنين لقيادة الرئيس بايدن".

وفي إسرائيل، وصف الرئيس إسحاق هرتسوج بايدن بأنه "حليف حقيقي للشعب اليهودي".

وكان بايدن أحد أكبر المؤيدين لحرب إسرائيل في غزة، لكنه اصطدم بشكل متزايد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن المساعدات الإنسانية وارتفاع عدد القتلى المدنيين خلال الحرب.

ووصف رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس بايدن بأنه "أمريكي فخور ذو روح أيرلندية"، وشكره على "قيادته العالمية" و"صداقته".

وأشاد زعماء آخرون ببايدن لاتخاذه قرارًا كان من المحتمل أن يكون صعبًا بالانسحاب من السباق.

المستشار الألماني أولاف شولتز: قرار بايدن بعدم الترشح مرة أخرى يستحق الاحترام

وكتب المستشار الألماني أولاف شولتز عبر منصة إكس : "لقد حقق صديقي جو بايدن الكثير: لبلاده، ولأوروبا، وللعالم. إن قراره بعدم الترشح مرة أخرى يستحق الاحترام".

وفي كلمة ألقاها خلال تجمع حاشد يوم الأحد، قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إن بايدن اتخذ القرار "الصحيح" ووضع عائلته وصحته في المقام الأول. وتمنى له "الصحة والعمر المديد".

وكتب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عبر منصة إكس أن:" بايدن اتخذ قرارات صعبة بفضلها أصبحت بولندا وأمريكا والعالم أكثر أمانًا، وأصبحت الديمقراطية أقوى".

وقال توسك "أعلم أن الدوافع ذاتها كانت تدفعك إلى إعلان قرارك النهائي. وربما كان القرار الأكثر صعوبة".

وقال زعماء كوريا الجنوبية واليابان إنهم لن يعلقوا على السياسة الداخلية في الولايات المتحدة لكنهم أكدوا على الحاجة إلى مواصلة العمل مع البيت الأبيض. ولدى الدولتين معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة وكان بايدن من أبرز المروجين لتعميق العلاقات بين الحلفاء في آسيا، جزئيًا لمواجهة النزعة العدوانية المتزايدة للصين.

تفعيلها يعزل بايدن.. ماهي المادة 25 في الدستور الأمريكي؟

مكالمة هاتفية وراء انسحاب بايدن من الانتخابات.. اعرف التفاصيل

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا: "أدرك أن قرار الرئيس بايدن يستند إلى رغبته في اتخاذ أفضل قرار سياسي ممكن". وأضاف: "يشكل التحالف بين اليابان والولايات المتحدة حجر الزاوية للأمن الدبلوماسي لأمتنا، وسنواصل مراقبته عن كثب".

وقال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول إنه "سيواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لمواصلة تطوير التحالف الاستراتيجي الشامل العالمي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة".

فيما قال الرئيس الفلبيني فرديناند "بونج بونج" ماركوس جونيور إن "قرار بايدن بالانسحاب من ترشيحه هو دليل على روح رجل الدولة الحقيقي".

وكتب عبر منصة إكس: "نشكره على دعمه المستمر والثابت للفلبين في وقت حساس وصعب". ووجدت الفلبين، وهي أيضًا حليفة معاهدة للولايات المتحدة، نفسها تواجه بشكل متزايد السفن الصينية في بحر الصين الجنوبي في السنوات الأخيرة.