عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ما حكم الأذان للمرأة والإقامة .. اختلاف فقهي والإفتاء تحسم

حكم أذان المرأة
حكم أذان المرأة

هل يجوز للمرأة الأذان؟ فإن المرأة لا يجب عليها أذان ولا إقامة عند عامة أهل العلم، فإذا أحبت المرأة أن تؤذن لنفسها أو لجماعة من النساء معها جاز، ولا ترفع صوتها فوق ما تسمع نفسها وصواحبها، ولكن لا يشرع لها أن تؤذِّن لدعوة الناس إلى صلاة الجماعة باتفاق العلماء، وأقوالهم في ذلك تدور بين التحريم والكراهة.

 

حكم أذان المرأة عند الفقهاء


قال الكاساني الحنفي: «فيكره أذان المرأة باتفاق الروايات؛ لأنها إن رفعت صوتها فقد ارتكبت معصية، وإن خفضت فقد تركت سنة الجهر» وأما المالكية فنقل صاحب مواهب الجليل عن صاحب الطراز : أن ظاهر المذهب كراهة التأذين للمرأة، ونقل عن صاحب القوانين أن أذانهنَّ حرام، وعن ابن فرحون أن الأذان ممنوع في حقهن. وفي الفواكة الدواني: «فأذانها بحضرة الرجال حرام، وقيل مكروه». وقال الشافعي في الأم: «ولا تؤذن امرأة، ولو أذنت لرجال لم يجز عنهم أذانها» وقال في المغني : ولا يعتد بأذان المرأة؛ لأنها ليست ممن يشرع له الأذان.

 اختلف العلماء، هل إذا أذنت المرأة كما يؤذن الرجال هل يصح أذانها أم لا ؟ على قولين:
القول الأول: لا يصح أذانها، وهو مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة. قال الخرشي في شرح مختصر خليل: (ولا يصح من امرأة). ، ونحوه في الفواكه الدواني، وقال في المجموع : (فإذا أذنت للرجال لم يعتد بأذانها).
وقال في الإنصاف: (لا يعتد بأذان امرأة).
القول الثاني: صحة هذا الأذان مع الكراهة، وهو مذهب الحنفية. قال في المبسوط: (وقال الكاساني: ولو أذنت للقوم أجزأهم حتى لا تعاد لحصول المقصود). يعني أن المقصود الإعلام وقد حصل، وهو قول بعض الحنابلة، كما في الفروع، وهو وجه عند الشافعية، كما في المجموع، وبعض المالكية، كما في الفواكه الدواني وقد تقدم، وعند الحنفية: إذا أذنت المرأة استحب أن يعاد الأذان.
 

حكم أذان النساء 


قالت الدكتورة هند حمام، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في إجابتها عن سؤال: «هل يجوز للمرأة أن تؤذن وتقيم الصلاة إذا كانت الجماعة من النساء فى مصنع أو مكان عمل؟»: "هذا الأمر متوقف على عبادة الأذان من المخاطب بها؟ وبعد ذلك، هل لو أذنت ينفع أم لا؟ وبعد ذلك، عندما تصلي، تصلي بهم كيف تمامًا؟ يبقى ما أنا المخاطب المخاطب الأصل في العبادات الشرعية فيما يتعلق بالمرأة، في جانب مثل الأذان الأصل فيه الستر والاصرار، وبالتالي، في عبادة الأذان المخاطب بها الرجال وليس النساء".

 المرأة غير مخاطبة بالأذان

وتابعت: "يعني الأمر في الأذان في ارتفاع الصوت أن أحنا بنذن في الناس نعم وبننا للصلاة، والعلماء قالوا إن اللي يحضر الأذان وفي المسجد مثلا يستحب له النظر للمؤذن تمامًا، فلو أحنا قلنا إن المرأة مثلا من المخاطبين بالأذان، مع أن طبعًا في عندنا نصوص شرعية بتدل على أن المرأة غير مخاطبة بالأذان، وإحنا لو قلنا كده لو استحب بنا ده للمرأة، لكان الأمر بنظر السامع للأذان للمرأة وده طبعًا على غير مقصود المشرع، بيقول يعني أحد الفقهاء الكبار، الشهاب الرملي وهو فقيه الشافعية بيقول يستحب النظر إلى المؤذن حال الأذان تمامًا، فلو استحب بناه للمرأة، لو أحنا قلنا إن الأمر ده للمرأة، لأمر السامع، كل من يسمع أذان المرأة وهي تؤذن، ويقدر أن هو يشوفها، أن هو يبص لها، وده غير مقصود الشارع. بالعكس، الرجال المأمور بغض البصر والسيدات مأمورة بالاستتار، وطبعًا عندنا نصوص صريحة بتؤكد على أن الأذان عبادة مخاطب بها الرجال.


وأضافت: "عندنا في حديث جميل في صحيح البخاري ومسلم، سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا حضرت الصلاة، فأذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم"، وفي حديث آخر كذلك يخرج لنا منه السيدات، لأن عندنا نصوص الشريعة منها ما يكمل بعضها، ومنها العام اللي بيرد على عمومي، وبعد كده يجي حديث خاص فيخصص حد من هذا العام، في حديث ورد عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس على النساء أذان ولا إقامة".

 

الأذان والإقامة غير مخاطب بهما السيدات

وأستكملت: "فالأذان والإقامة غير مخاطب بهم السيدات، المثال اللي حضرتك سألتي عليه اللي هو أحنا موجودين في مصنع وكل المصنع ده سيدات. ينفع أن أحنا نأذن ونقيم؟ الأصل أن أحنا غير مخاطبين بالأذان والإقامة، لو المصنع ده قريب منه مسجد أو حتى بعيد، لكن صوته يصل، الغرض من الأذان هو الإعلام بدخول وقت الصلاة فيكفي،  أحنا ما فيش حاجة قريبة مننا أن هي تعلمنا وأحنا بنعرف وقت الصلاة عن طريق الساعة، فهل ممكن واحدة فينا تأذن أو تقيم من أجل الإعلام؟ والمصنع كله سيدات، عندنا الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل قال: "إذا أذن يعني من أذن معشر النساء وأقمن للصلاة فلا بأس". لكن بشروط يعني، لو أذنت وأقمت ينفع لكن بشروط. إيه الشروط دي؟ أول شرط، إن هي تكون بتؤدى بين النساء، يعني ما يكونش بتأذن كده في المسجد للسيدات والرجال لا، وما يكونش في رجال بتسمعها، وده شرط تاني ما يكونش في رجال بتسمعها تمامًا، يعني لو في المصنع رجل أجنبي إن هو يسمع سيدة وهي بتأذن، الأصل إن هي ما تأذن وبالتالي هنا في هذه الحالة هو اللي يؤذن ويتعمله الأذان".

 

تابع موقع تحيا مصر علي