إمام المسجد النبوي: مخالفة ولي الأمر فساد في الدين والدنيا.. ومساعدة الأعداء غدر وخيانة
ADVERTISEMENT
قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إن الإمامة أصل عليه استقرت قواعد الملة، وانتظمت به مصالح الأمة، وترتبت عليه أحكام الشرع، وقد شرع الله لكل أمة إماماً أناط به تدبير الدولة، وفوض إليه السياسة، وأوجب عليه العدل، وجعل له على الرعية حق السمع والطاعة.
إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة
واستدل خلال خطبة الجمعة من المسجد النبوي، بقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا»، وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت لها الأعين، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فأوصنا. قال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، فإنه من يعش منكم بعدي يرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وإن كل بدعة ضلالة» رواه أحمد والترمذي.
الله أمر بطاعة ولي الأمر فيما لم تكن فيه معصية الخالق
وبين أن الله تعالى أمر ولاة أمور المسلمين بأن يؤدوا ما عليهم من الأمانة للرعية، وأن يحكموا بالعدل، وأمر الرعية بأن يسمعوا لهم ويطيعوهم فيما أمروهم أو نهوهم عنه مالم تكن فيه معصية الخالق، ففي طاعتهم مصلحة الدين والدنيا، وفي مخالفتهم فساد الدين والدنيا، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية» رواه البخاري
لولي الأمر عهد وبيعة في ذمة الرعية
وتابع:: ألا وإن لولي الأمر عهدًا وبيعة في ذمة الرعية قد حرم الله نكثه ونبذه، وخيانته وغدره، فأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية» رواه مسلم.
زرع الفتنة والاختلاف في الأمة
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي خطبته، مؤكدًا أن من أعظم الحروب والفتن التي يكيد بها الأعداء زرع الفتنة والاختلاف في الأمة، ألا وإن مساندتهم غدر وخيانة، وضياع للأمانة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي، يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه»، رواه مسلم.