عاجل
الأربعاء 30 أكتوبر 2024 الموافق 27 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

فضل صيام يوم عاشوراء .. اعرف موعده وسببه وهل صامه النبي؟

فضل صيام يوم عاشوراء
فضل صيام يوم عاشوراء

فضل صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء؟ يحل علينا موعد يوم عاشوراء 2024 يوم الثلاثاء 16 يوليو 2024، و سبب صيام يوم عاشوراء أنه صام يوم عاشوراء اليهود والعرب في  الجاهلية، ولما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن اليهود تصوم يوم عاشوراء فرحا بنجاة سيدنا موسى -عليه السلام- أمر بصيام يوم عاشوراء وكان فرضا على المسلمين حتى فرض الله صيام شهر رمضان فأصبح صيام عاشوراء سُنة وليس فرضا يثاب فاعله ولا يعاقب من ترك صيام يوم عاشوراء ولكن فاته خير كثير في أجر الصيام.

 

يوم عاشوراء هو العاشر من شهر المحرم، ويرجع سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم أن لفظ عاشوراء مأخوذ من «عاشر»، ويدل على التعظيم والمبالغة، وهو في الأصل صفة لليلة العاشرة، ويضاف إليها اليوم، فيقال: يوم عاشوراء، أي يوم الليلة العاشرة، إلا أن الصفة تحول عنها ليكون المقصود من عاشوراء يوم العاشر لا ليلته، وثبت في السنة النبوية فضل صيام يوم عاشوراء وأنه يكفر ذنوب ماضية.

 

سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم

 لأهل العلم أقوال في سبب تسمية عاشوراء بهذا الاسم، فقال بعضهم: لأنه اليوم العاشر من محرم، وقال آخرون: لأنه يوم أكرم الله فيه عشرة أنبياء بعشر كرامات، وقيل: لأنه عاشر كرامة أكرم الله سبحانه بها هذه الأمة.

وتسمية عاشوراء بهذا الاسم ذكرت المعاجم اللغوية أن سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم أن عاشوراء يشار بها إلى اليوم العاشر من الشهر، وفي يوم عاشوراء أصبح المستخدم هو يوم «عشوراء» بإزالة الألف التي تلحق حرف العين، وذلك لسبب أنه يوم مميز في الحياة الدينية الخاصة بالمسلمين وهو مختلف تمامًا عن عاشوراء الخاص باليهود.

وقال الإمام الحافظ بن حجر: إن عاشوراء بالمد على المشهور، وحكى فيه القصر وزعم ابن دريد أنه اسم إسلامي وأنه لا يعرف في الجاهلية.

 

فضل يوم عاشوراء

 

فضل يوم عاشوراء أنه من أيام الله المشهودة، وله شأن عظيم في قلوب المؤمنين، حيث يستحضرون فيه نصرة الله تعالى لأنبيائه، ويستذكرون أنه اليوم الذي نجى الله -سبحانه- فيه موسى -عليه السلام- من فرعون وجنده، بعد أن أغرقهم الله، وكف أذاهم عن موسى ومن آمن معه، في مشهد يرسخ الإيمان بالنصر والتمكين في قلوب الصابرين على دينهم، وقد كان موسى -عليه السلام- يصوم هذا اليوم شكرا لله -سبحانه- على نعمته وفضله، كما كان أهل الكتاب يعظمون هذا اليوم ويصومنه، وكانت قريش قبل الإسلام تصومه، بل جعلوه ميقاتا لتجديد ستور الكعبة، وكأن الشرائع تتابعت على صيام هذا اليوم.

 

وصام النبي -عليه الصلاة والسلام- يوم عاشوراء وأمر بصيامه قبل أن يفرض صيام شهر رمضان، وأخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه».

صيام يوم عاشوراء فرض أم سنة

وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- والمسلمون يصومون يوم عاشوراء حين هاجروا إلى المدينة المنورة قبل فرض صيام رمضان، ثم خيرهم النبي في صيام عاشوراء بعد أن فرض الله عليهم صيام رمضان، وقد أخرج الإمام مسلم عن أبي قتادة -رضي الله عنه- في بيان فضل صيام عاشوراء : «صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله».

 

الأمور المستحب فعلها يوم عاشوراء

صيام يوم عاشوراء : يستحب للمسلم صيام يوم عاشوراء، وصيام يوم قبله، أو يوم بعده، لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» وذكر ابن القيم -رحمه الله- أن صيام يوم عاشوراء يكون على ثلاث مراتب، أكملها صيام التاسع والعاشر والحادي عشر من محرم، ثم صيام التاسع والعاشر، ثم صيام العاشر فقط، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بعدم كراهة إفراد عاشوراء بالصيام.

 

 التوسعة يوم عاشوراء : يوم عاشوراء مناسبة مباركة يستحب إحياؤها بالعبادات وسائر الطاعات، ويحسن بالمسلم التوسعة فيه على الأهل والأرحام والفقراء.

 

الدليل على صيام عاشوراء 

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أنه قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري. وعن السيدة عائشة رضى الله عنها: «أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم عاشوراء"» أخرجه مسلم فى "صحيحه".

 

الدليل على صيام تاسوعاء قبل عاشوراء

صيام تاسوعاء قبل عاشوراء سنة نبوية لما روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه صام يوم عاشوراء وقال: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» أخرجه مسلم.

 

صيام يوم تاسوعاء قبل عاشوراء قبله سُنة أيضًا، فعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا صام يوم عاشوراء قيل له: إن اليهود والنصارى تعظمه، فقال: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ»، قَالَ ابن عباس: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.

 

لماذا صيام تاسوعاء قبل عاشوراء؟


أولًا: أن المراد من صيام يوم تاسوعاء مخالفة اليهود فى اقتصارهم على العاشر.

ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم.

ثالثًا: الاحتياط فى صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع فى العدد هو العاشر فى نفس الأمر.

 

سبب صيام يوم عاشوراء

يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم، وهو اليوم الذي نجّى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكراً لله تعالى، وصامه نبينا صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: (مَا هَذَا؟)، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ" رواه البخاري.

وفي هذا الحديث دلالة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين هم أولى الناس وأحقهم بموسى عليه السلام وبسائر الأنبياء والمرسلين؛ لأنهم آمنوا بجميع الرسل والأنبياء، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويحبونهم ويعظمونهم ويحترمونهم، وينصرون دينهم الذي هو الإسلام لله رب العالمين.

صيام يوم عاشوراء سَنَّهُ نبينا صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة وقد رغّب فيه، فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: " مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ، يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ" رواه البخاري ومسلم، ولقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: (صَوْمُ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ سَنَةٍ قَبْلَهُ وَسَنَةٍ بَعْدَهُ، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ) رواه النسائي في [السنن الكبرى].

 

والأكمل للمسلم لينال عظيم الأجر والثواب من الله تعالى أن يصوم ثلاثة أيام، وهي التاسع والعاشر والحادي عشر من محرم، كما ذكر جمع من العلماء، كالشافعي وغيره، فإن لم يتيسر له ذلك صام مع يوم عاشوراء اليوم الذي قبله، أو الذي بعده، فإن اقتصر على (عاشوراء) فقط جاز ذلك، وكل ذلك خير، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: "يوم (عاشوراء) وهو عاشر المحرم، ويستحب أن يصوم معه (تاسوعاء) وهو التاسع" انتهى من [روضة الطالبين].. وعلى هذا؛ فصيام عاشوراء على ثلاث مراتب: أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وفوقه أن يصام التاسع والحادي عشر معه. 

 

فضل يوم عاشوراء


صيام يوم عاشوراء هو اليوم الذي أنجى الله تعالى فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه؛ فصامه موسى شكرا، ثم صامه النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون؛ فنحن نصومه تعظيما له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن أولى بموسى منكم، فأمر بصيامه»، وفي رواية لمسلم: «فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه…»، وللنبي صلى الله عليه وسلم في صيام عاشوراء أربع حالات:

 

الحالة الأولى في صيام عاشوراء:

أنه كان يصومه بمكة، ولا يأمر الناس بالصوم في يوم عاشوراء ؛ ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كانت عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه، فلما نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه، فترك صوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء أفطر». وفي رواية للبخاري: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شاء فليصم، ومن شاء أفطر».

الحالة الثانية في صيام عاشوراء:

النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له -وكان يحب موافقته فيما لم يؤمر به- صامه وأمر الناس بصيام يوم عاشوراء، وأكد الأمر بصيامه، وحث الناس عليه حتى كانوا يصومونه أطفالهم.

الحالة الثالثة في صيام عاشوراء:

أنه لما فرض صيام شهر رمضان، ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بـ صيام يوم عاشوراء، لما رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه». وفي رواية لمسلم أيضا: «فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه، ومن كره فليدعه».

الحالة الرابعة في صيام عاشوراء:

أن النبي صلى الله عليه وسلم عزم في آخر عمره على ألا يصومه منفردا، بل يضم إليه يوم -التاسع-؛ مخالفة لأهل الكتاب في صيامه؛ لما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع»، قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فضل صيام عاشوراء


فضل صيام يوم عاشوراء، فقد دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو قتادة رضي الله عنه، وقال فيه: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله»، ولو صام المسلم اليوم العاشر يوم عاشوراء لحصل على هذا الأجر العظيم، حتى لو كان مفرداً له، من غير كراهة، خلافاً لما يراه بعض أهل العلم، ولو ضم إليه اليوم التاسع لكان أعظم في الأجر، لما رواه ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لئن بقيت أو لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع».

 

 

تابع موقع تحيا مصر علي