صوت من غزة.. دكتور فلسطيني يروي لـ تحيا مصر رحلة نزوحه في غزة ويتحدث عن صورة "التغريبة الفلسطينية"..ويوجه رسالة للرئيس السيسي
ADVERTISEMENT
"خسرنا كل شي والأبرياء يدفعون ثمن الحرب" بهذه الكلمات يصف د. خميس الإسي استشاري أعصاب والطب الألم وزميل جامعة أكسفورد و برفسور في مجال علوم الأعصاب في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر الوضع المأسوي في قطاع غزة والذي يزداد سوءً يوماً بعد يوم مع استمرار الحرب في غزة منذ 7 أكتوبر.
غريب في وطني
د. خميس الإسي الذي يصنف الأول عربياً وفلسطينياً بحصوله على درجة الزمالة الفخرية من جامعة أكسفورد البريطانية، يكشف في حوار مع تحيا مصر تفاصيل ما يمر به الفلسطيني النازح من منزله إلى المجهول ومناطق آخرى تستعر فيها المعارك والقتال.
فخلال الساعات الماضية انتشرت صورة لدكتور خميس حظيت بضامن وتعاطف كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتعبر عن حجم المعاناة التى يعيشها الفلسطيني في أرضه ويتحول من ليلة وضحاها إلى نازح لا مأوي له يشعر بأنه "غريب في وطنه".
الصورة التى تم تداوله تظهر كيف تبدل حال لدكتور وبروفسور حيث فقد بيته وعيادته وكل شئ وتحول إلى نازح على أرضه وباحث عن ملاذ آمن حاله كحال الفلسطينيين المحاصرين في غزة لحماية أسرهم وعائلتهم من النيران الإسرائيلية المستعرة.
د. خميس في بداية الحرب وتحديداً في 10 أكتوبر العام الماضي أجريت معه المذيعة الشهيرة كريستين أمان بور معه مداخلة يتحدث فيها عن حجم الدمار والمأساة التى يتعرض لها الفلسطينيين في غزة.
2 مليون فلسطيني في غزة محاصر منذ 17 عام
وحول طبيعة المشهد الإنساني والميداني يقول د. خميس الإسي في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر :" أنا لست وحدي هناك 2 مليون و 400 ألف انسان في قطاع غزة محاصرين منذ 17 سنة وهذه 2 مليون يجبرون على والنزوح من منطقة لآخري في هذا المكان المحاصرة.. تحت القصف الشديد من الجيش الإسرائيلي ويوجهوا إلى مناطق معينة سواء إلى جنوب كما حدث في بداية الحرب أو من غرب مدينة غزة إلى شمالها أو من الجنوب إلى الشرق عدة مرات والمرة الأخيرة تقريباً الرقم 13 ننزح من منطقة إلى أخرى".
وأضاف:" كثير من زملائي الأطباء والاستشاريين نزحوا ولم يبقى الكثير من الاستشاريين لمساعدة المرضى.. فقررت أن ابقى ونساعد أهل غزة خاصة في مجال الجلطات واصابات النخاع الشوكي .. فقررت أن ابقى في غزة ونساعد مع زملائي لخدمة المرضى وكبار السن".
خسرنا كل شئ في غزة
وتابع قائلاًَ :" قبل 4 أيام أو 5 أيام تفاجأت اتصال من ابني يقول لي (بابا هناك تعليمات غادرو فوراً إلى غرب غزة).. وبالفعل توجهت من المستشفى إلى البيت ووجدت عشرات الآلاف من البشر يهربون باتجاه غرب غزة .. فقمنا بأخذ ما يتيسر من أغراض وما تبقى لأننا خسرنا كل شيء البيت والسيارة والعيادة.. فحملنا ما تبقى وتوجهنا نحو غرب غزة حسب التعليمات".
وقال د. خميس في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أنه:" من الساعة 5 وصلنا الساعة 10 لأن الطريق كان زحمة.. جلسنا في بيت عند اختي في غرفة محروقة.. لنتفاجأ بعدها أقل من ساعتين أحزمة نارية في غرب غزة وأن هناك اجتياح في غرب غزة والناس محاصرة فغدرنا من غرب غزة الساعة ٤ الفجر وتوجهنا إلى منطقة النصر وبعد ما توجهنا وجدنا أوامر بإخلاء منطقة النصر..وكان هذا والنزوح الثالث في أقل من 24 ساعة".
وأردف:" وكنا نجري من مكان لآخر على مدار 12 ساعة وكان الوضع مؤلم ومرعب للأطفال والنساء خاصة إننا نحمل أغراض فقط لتبقينا على قيد الحياة.. وعند مغادرتي حامل هذه الأغراض فقالوا لي أنت تشبه مثل"التغريبة الفلسطينية" فقلت لهم خلاص “لتلتقطوا الصورة وببحث عن الصورة التي كانوا يتحدثون عنها ووجدت فعلاً انها تشبها".
لاطعام ولا ماء ولا كهرباء
كما وجه الدكتور الفلسطيني رسالة إلى مصر قائلاً:" أمل أن مصر توقف هذه الحرب و فوراً لأن من يدفع الثمن هم الأبرياء لا طعام ولا ماء ولا كهرباء.. فالمواطنين لم يتناولوا اللحوم منذ 7 شهور.. هذه الحرب يجب أن تتوقف لأن الأبرياء يدفعون الثمن.. ولقد عملت من قبل في مستشفى (تل هشومير) لمدة سنة وخدمت المرضى الإسرائيليين بأفضل ما عندي من خبرة وكانوا كل الأطباء يثنوا على تفنيا في خدمة المرضى.. ونفس الشيء في بريطانيا والنرويج والفلبين.. أمل أن تتوقف هذه الحرب فوراً وان يعم السلام.. ولا نريد ان يفقد شخص برئ حياته سواء كان فلسطيني أو إسرائيلي أي حياة ثمينة".
الهروب من الآمان إلى المجهول
كما أشار إلى أنه:" هناك طرق عديدة يستخدمها الجيش الإسرائيلي لتهجير المدنيين سواء عبر المنشورات يطالبونك بإخلاء بيتك فوراً ووتخلى عن كل ممتلكاتك وتتركها في خلال دقائق وتترك كل شي.. وتخرج من بيتك تحمل ما يتسر من طعام لمدة يوم او يومين وتركض أنت واولادك في الشوارع لا يوجد سيارات ولا بنزين ولا ماء ولا كهرباء.. فأنت تهرب إلى مجهول من مكان آمن إلى مكان اقل آمان الوضع محزن".
رسالة للرئيس السيسي
واختتم د. خميس في تصريحات لـ تحيا مصر:" فرسالتي إلى القيادة المصرية وللرئيس السيسي المحب للسلام والحفاظ على أرواح البشر خاصة الشعب الفلسطيني أن يتدخل بكل قوة أن يضع حد لهذه الحرب فوراً.. لأن من يدفع الثمن هم الأبرياء فقط الأطفال والأمهات.. أكثر من 500 أسرة تم القضاء عليها من السجل المدني تماما لم يبقى منها أي شخص يحمل اسم هذه الأسرة فنحن نتنمي من الإدارة المصرية أن تتدخل لإنهاء هذه الحرب الآن.. فكل يوم يمر نفقد المئات بل الآلاف من الأحلام التي تبدد والبيوت تهدم فوق سكانيها.. فكل شي انتهى في غزة".