سورة الإخلاص .. فضلها وسبب نزولها وتفسيرها.. 5 مكافآت ربانية لقارئها يوميا
ADVERTISEMENT
ما فضل سورة الإخلاص وسبب نزولها وتفسير سورة الإخلاص؟ ثبت فضل قراءة سورة الإخلاص في أحاديث نبوية صحيحة أن قراءة سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، ونزلت سورة الإخلاص في مكة فهي سورة مكية، وعددها آياتها أربع آيات، وترتيب سورة الإخلاص في المصحف 112 في الجزء الثلاثين من القرآن، وجاء في سبب نزول سورة الإخلاص أن المشركين قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: «اذكر لنا نسب ربك، فنزلت هذه السورة، ومعناها العام أن الله واحد أحد متفرد بالكمال، ليس له شريك في ذاته وأفعاله وصفاته، ويجب على المؤمن أن يعتقد ويؤمن بأن الله -تعالى- هو الفرد الصمد المستحق للعبادة وحده».
أسماء سورة الإخلاص
سميت سورة الإخلاص بأسماء عديدة، منها كالآتي:
الإخلاص سميت الإخلاص لما فيها من التوحيد، فالتوحيد هو الأساس الذي قام عليه هذا الكون، والله هو المتفرد بالعبادة لا شريك له.
سورة المعرفة لأن المسلم يعرف من خلالها الله -عز وجل-، وأنه هو وحده المستحق للعبادة ولا ند له.
سورة الصمد. سورة «قل هو الله أحد».
سورة البراءة : قيل لأن من يقرؤها يكون قد برئ من الشرك.
سورة المعوذة.
سورة المحضر: قيل لأن الملائكة تحضر قراءتها. سورة المنفرة، قيل لأن الشياطين تنفر عند سماعها.
سورة الإيمان: قيل لأنها بينت خالص التوحيد، والتوحيد لا يتم بدون ما تضمنته هذه السورة
سورة المذكرة: قيل لأنها تذكر بالتوحيد للواحد الأحد الفرد الصمد.
فضل سورة الإخلاص
حب سورة الإخلاص سبب لمحبة الله تعالى: وذلك مصداقًا لما رُوي عن عائشة -رضي الله عنه- أنها قالت: (أنَّ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟، فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بهَا، فَقالَ النبيُّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ).
تساوي سورة الإخلاص ثلث القرآن الكريم في المعنى والأجر: إذ مما يدل على عظم فضل سورة الإخلاص أنها تعدل ثلث القرآن الكريم في المعنى والأجر، مصداقًا لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:(أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالَ: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ).
سورة الإخلاص سبب للوقاية والحماية من الشرور: حيث رُوي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا أوى إلى فراشِه جمَع كفَّيْهِ ثمَّ نفَث فيهما وقرَأ فيهما بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثمَّ يمسَحُ بهما ما استطاع مِن جسدِه يفعَلُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ)، وهي من السور التي تحصّن قارئها من كيد الشيطان، فقد رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوِّذتينِ حينَ تُمسي وتصبحُ ثلاثَ مرَّاتٍ تَكفيكَ من كلِّ شيءٍ».
سورة الإخلاص سبب لنيل قصر في الجنة: فقد وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قارئ سورة الإخلاص بقصرٍ في الجنة، حيث قال: «من قرأ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ» حتى يختمَها عشرَ مراتٍ بنى اللهُ له قصرًا في الجنَّةِ».
ومن فضائل سورة الإخلاص يستجيب الله -تعالى- للداعي بأسمائه الحسنى الواردة في السورة: فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ الدعاء بسورة الإخلاص مُستجاب، وذلك مصداقًا لما رواه بريدة الأسلمي رضي الله عنه: «سَمِعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رجلًا يدعو وهو يقولُ: اللهم إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلَه إلا أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ. قال: فقال: والذي نفسي بيدِه لقد سألَ اللهُ باسمِه الأعظمِ الذي إذا دُعيَ به أجابَ وإذا سُئِلَ به أعطى».
سبب تسمية سورة الاخلاص
يرجع السبب في تسمية سورة الإخلاص بهذا الاسم إلى بيانها وحدانية الله تعالى، ونفي الشريك عنه سبحانه وتعالى، والتأكيد على أن الله سبحانه وتعالى يجيب دعوة السائل ويقضي طلب المحتاج، بالإضافة إلى أنه لم يلد، ولم يولد، ولا نظير له ولا شبيه، مما يوجب صرف العبادة له وحده دون شريك.
ولأنها تضمّنت الإخلاص لله تعالى، والإيمان بها يُعد إخلاصًا لله - عز وجل-، ولأنها مُخلَصة لله تعالى، فقد أخلصها الله تعالى لنفسه، بحيث لم يذكر فيها شيئًا من الأحكام الشرعية، ولا من أخبار الغيب، وإنما خص فيها الحديث عن نفسه - سبحانه-، فمن آمن بما فيها من الإخلاص والتوحيد كانت له نجاة من النار.
ومما يدل على عظم هذه السورة الكريمة كثرة أسمائها، فقد ذكر أهل العلم ما يقارب عشرين اسمًا لسورة الإخلاص، وأشهرها عند الصحابة -رضي الله عنهم- سورة قل هو الله أحد، وقد أطلق عليها العلماء أسماء أخرى منها: سورة التجريد، وسورة التفريد، وسورة التوحيد، وسورة النجاة؛ لأن الإيمان بما جاء فيها نجاة من الكفر في الدنيا، ومن عذاب جهنم في الآخرة.
وسورة الولاية؛ إذ إن قراءتها والإيمان بما جاء فيها سببٌ لنيل الولاية من الله تعالى، وسورة النسبة؛ لأنها نزلت ردًا على الذين قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انسب لنا ربك"، وسورة المعرفة؛ لأنها باب لمعرفة الله سبحانه، وسورة الجمال، وسورة المقشقشة؛ والتقشيش هو الشفاء، حيث يُقال تقشيش المريض أي: شفاؤه، ويرجع السبب في هذه التسمية إلى أن السورة الكريمة سبب للبراءة من الشرك والنفاق، وسورة المعوّذة، وسورة الصمد، وسورة الأساس، وسورة المانعة، وسورة المنفرة؛ لأنها تُنفر الشياطين، وسورة المذكرة؛ لأنها تذكر بالتوحيد الخالص، وسورة البراءة؛ لأنها سبب للبراءة من الشرك، والبراءة من عذاب النار، وسورة النور؛ لأنها تنير قلب قارئها، وسورة الأمان؛ لأنها سبب للأمان من عذاب الله تعالى.
مواضيع سورة الإخلاص
بينت سورة الإخلاص مجموعة من أسس وأصول الدين وهي:
أشارت سورة الإخلاص السورة الكريمة إلى أصلٍ من أصول الإسلام؛ وهو توحيد الله تعالى بالأسماء والصفات، حيث بيّنت صفاته عز وجل، وأنه واحدٌ لا شريك له، ولا نظير، ولا شبيه، ولا صاحبة، ولا ولد له سبحانه وتعالى، إذ لم يلد ولم يُلد، وبيّنت السورة أنّ الله -تعالى- هو الصمد الذي يُفتقر إليه في كل الحاجات.
و بين أهل العلم أن سورة الإخلاص تتضمّن التوحيد الاعتقادي، حيث تبيّن ما يجب إثباته لله -تعالى- من الصفات كالوحدانية، والصمدية، والصفات المثبتتة لجميع صفات الكمال، والمنافية لصفات النقص والعجز، كاتخاذ الصاحبة والولد، بالإضافة إلى نفي الكفء الذي يقتضي نفي التمثيل والتشبيه، و السورة تدور حول إثبات الكمال لله تعالى، ونفي النقص عنه عز وجل.
و تهدف سورة الإخلاص إلى ترسيخ أول أصل وأعظم ركن من أركان الإسلام، وهو التوحيد الذي بعث الله -تعالى- الأنبياء جميعًا، وخاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم- لدعوة الناس إليه، وإخراجهم من الشرك، ولذلك فإن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن الكريم.
تفسير سورة الاخلاص
فسر ابن كثير -رحمه الله- سورة الإخلاص كما يأتي:
قول الله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ)، بأن الله -سبحانه وتعالى- هو واحدٌ لا ثاني له، الذي ليس له مثيل، ولا مقابل، ولا من يشبهه في شيء، ولا من يعدله في شيء، ولا والي له، ولا يُطلق هذا اللفظ على أحدٍ غير الله تعالى، فهو الكامل في جميع ما يفعله، وواحدٌ فيما يوصف به، وواحدٌ في نفسه.
قول الله تعالى: (اللَّـهُ الصَّمَدُ)، الصمد هو الغني عما خلق، وخلقُه فقراءٌ إليه محتاجون له، مصداقًا لما رواه عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: "يعني الذي يصمد إليه الخلائق في حواجهم ومسائلهم"، وقال النسفي -رحمه الله-: "أي وهو الذي يصمد إليه كل مخلوق ولا يستغنون عنه، وهو الغني عنهم".
وقوله تعالى: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)، فهذ إثباتٌ بأن الله -عز وجل- لا بداية لوجوده ولا انتهاء، ولذلك ليس له والدٌ أو ولدٌ، إذ إن الولادة دليلٌ على استحداث الشيء، والتوالد دليلٌ على الفناء، لا سيما أنه يكون من أجل إبقاء جنسٍ معيّن، والله -تعالى- أثبت في الآية الكريمة أنه تعالى باقٍ لا يزول.
وقوله تعالى: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، تعنى أنه لا يكافئُه أحد، وفي الآية الكريمة نفي التشبيه والمماثلة عنه عزّ وجلّ، فليس كمثله شيء.