هل تصلح الطاقة الشمسية كبديل لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء في مصر؟... خبراء طاقة يجيبون عبر تحيا مصر

يعاني الكثيرون في مصر من أزمة انقطاع الكهرباء خلال الفترة الأخيرة، حيث يصل انقطاع التيار إلى 3 ساعات، فهذة الأزمة ترتبط بعوامل متعددة، منها ارتفاع درجات الحرارة ونقص كميات الغاز الطبيعي والمواد البترولية المطلوبة لتشغيل بعض وحدات التوليد، ورغم ذلك أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن الحكومة تعمل على إنهاء هذه الأزمة في أقرب وقت.

 أمين عام اتحاد خبراء البيئة يدعو العرب بالاعتماد على الطاقة الشمسية كبديل طبيعي 

وبالتزامن مع أزمة انقطاع الكهرباء، طالب د. مجدى علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب بالاعتماد على الطاقة الشمسية، كبديل طبيعي للطاقة، في مواجهة التأثيرات المناخية الحادة، قائلًا: إن الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، في العديد من البلدان حول العالم، تسبب في مشكلات ضخمة بمحطات توليد الطاقة الكهربائية، مشيراً إلى أن السبب في الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة حول العالم، يرجع إلى حدوث انحراف بنسبة واحد على مليون من الثانية، في دوران الأرض حول الشمس.

وتابع، إن هذا الانحراف على دقته، كان أحد الأسباب التي أدت إلى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، إلى جانب التغيرات المناخية الحادة التي كان لها تأثير بالغ في محطات توليد الطاقة الكهربائية، وهو ما يجعل من استخدامات الطاقة الشمسية، الحل الأساسي لمواجهة التغيرات المناخية.

هاني النقراشي: الطاقة الشمسية تصلح كبديل بأداء أفضل من المحطات التقليدية

ومن هنا كثُرت التساؤلات حول إمكانية الاعتماد على الطاقة الشمسية كبديل طبيعي، فتواصل تحيا مصر مع دكتور هاني النقراشي خبير طاقة والذي قال في تصريحاته الخاصة ل تحيا مصر: الطاقة الشمسية تصلح كبديل بأداء أفضل من المحطات التقليدية إذا نُفذت على نمط مخطط خميسة.

وأضاف، تكلفة وحدة الكهرباء أقل 30 % عن تكلفة الوقود لمحطة بنفس القدرة ونفس الأداء، في ظرف خمس سنوات يسدد ثمن المحطة من وفر الوقود والمحطة تستمر في العمل لمدة ٣٥ سنة لأن عمرها ٤٠ سنة وليس ٢٥ سنة مثل الطاقات الأخرى.

ويمكن أن تعتبر الطاقة الشمسية بديلًا مستدامًا ونظيفًا للكهرباء التقليدية، من خلال تثبيت ألواح شمسية على الأسطح، فيمكن توليد الكهرباء باستخدام طاقة الشمس وهي خيارًا جيدًا للحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة وتوفير مصدر طاقة متجدد.

تركيب 11 محطة للطاقة الشمسية متصلة بالشبكة القومية للكهرباء

وكان كشف اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، عن تركيب 11 محطة للطاقة الشمسية متصلة بالشبكة القومية للكهرباء، بالإضافة إلى محطتين غير متصلتين بالشبكة في بعض القرى المستهدفة، بهدف توريد وتركيب وتشغيل نظم الخلايا الشمسية في هذه المناطق وزيادة إنتاج الطاقة وتحقيق الاستدامة البيئية، وتم تنفيذ المشروع بالتعاون بين وزارة التنمية المحلية ووزارة التجارة والصناعة ومركز تحديث الصناعة، وتم توفير الدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وسفارة دولة اليابان.

وقال مروان هاني، الخبير في هندسة الطاقة والبيئة، إنه يمكن استخدام لوح شمسي واحد، وجهاز محول وبطاريات لحل مشكلة انقطاع الكهرباء، قوة اللوح الشمسي تتراوح بين 2 و3 كيلوواط، ويتم استخدام بطاريتين بقدرة 12 فولت و100 أمبير للوحدة.

وتابع، أنه يمكن استخدام أنواع مختلفة من البطاريات مثل بطارية سيارة جديدة أو مستعملة، أو حتى بطارية دراجة هوائية بسعر يصل لنحو 600 جنيه، لكن يمكن استخدام جهاز المحول مع البطارية فقط عند انقطاع التيار الكهربائي لفترات قصيرة، بشحنها من كهرباء الشبكة عند عودتها، أما في حالة استمرار انقطاع الكهرباء لفترة تصل من 8 إلى 10 ساعات، فإن عودة الكهرباء لن تكون كافية لشحن البطاريات، وهنا يكمن دور اللوح الشمسي الواحد.

وأضاف، أن اللوح الشمسي يمتص أشعة الشمس ويحولها إلى طاقة كهربائية تخزن في البطاريات للاستخدام خلال فترات انقطاع الكهرباء، وعندما يتعلق الأمر بتغذية القطاع السكني أو الصيدليات والمعامل يمكن استخدام جهاز المحول من نوع "Inverter Pure Sine Wave"، حيث يتوافر في هذه الأماكن أحمال حساسة للجهد الكهربائي مثل الشاشات الذكية وأجهزة الكمبيوتر.

وأوضح، أن هذه العملية يمكن أن تسهم في خفض فاتورة الكهرباء المرتفعة التي تتجاوز الـ1000 أو 1500 جنيه مصري، ورغم أن هذا الحل لن يلغي الحاجة إلى استخدام الشبكة الكهربائية بشكل كامل، إلا أنه سيقلل من تكلفة الاعتماد عليها بشكل كبير.