عاجل
السبت 06 يوليو 2024 الموافق 30 ذو الحجة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

هل المواظبة على الصلاة يغني عن قضاء ما فات منها؟ اعرف آراء الفقهاء

الصلاة الفائتة
الصلاة الفائتة

هل المواظبة على الصلاة يغني عن قضاء ما فات منها؟ قضاء الصلاة الفائتة يجب فورا عند المالكية، والحنابلة، وعند الشافعية إن كان فوات الصلاة لعذر، فلا يجب قضاؤها فورا بل يستحب، وإن كان فواتها لغير عذر ففي المسألة قولان، وصحح بعضهم وجوب القضاء فورا، أما الحنفية فالصحيح عندهم جواز القضاء فورا، كما يجوز التأخير أيضا.

 

هل المواظبة على الصلاة يغني عن قضاء ما فات منها

 

قالت دار الإفتاء، إنه شرع الله تباركت أسماؤه وتعالت صفاته لعباده شرائع من شأنها أن تجعل الإنسان على صلة وقرب من ربه عز وجل، ومن هذه الشرائع الصلوات الخمس التي فرضت ليلة معراج الحبيب المصطفى صلوات الله وتسليماته عليه وآله، وأكد الله تبارك وتعالى في قرآنه على فرضيتها والمحافظة عليها، قال عز وجل: «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ» [البقرة: 43]، وقال: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ» [البقرة: 238]، وقال: «وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ» [المؤمنون: 9]، وقال عز وجل: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ» [العنكبوت: 45].

 

وتابعت: ووقَّت الحق تبارك وتعالى لها مواقيت فقال: «فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا» [النساء: 103]، وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا رَقَدَ -نام- أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: «أَقِمِ الصَّلَاةِ لِذِكْرِي» [طه: 14]» رواه مسلمٌ من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.


وأكملت: يجب على المسلم أن يحافظ على الصلاة قدر استطاعته، وأن يؤديَها في أوقاتها، فإذا نسي صلاةً أو نام عنها، فليُصَلِّها عند تذكُّرِه لها، فإذا ترك الإنسان الصلاة لمدة طويلة -كما هو الحال في واقعة السؤال- فليقضِ ما فاته منها بأن يصلي مع كل فريضة حاضرة فريضة مما فاتته، والله تعالى يتولى سرائر خلقه.

ما حكم الصلاة الفائتة بعد الإفاقة من البنج؟

 

 إذا فقد الإنسان وعيه كالمغمى عليه بحادث أو إجراء عملية، ففاتته صلاة أو صلوات، فمن العلماء يرى أنه لا قضاء عليه وأنه غير مكلف حال الإغماء، وهو مذهب المالكية والشافعية، ومنهم من يرى أن على المغمى عليه قضاء الصلوات الفائتة، وهو مذهب الحنابلة، وذهب الحنافية منهم من يرى القضاء إذا لم تزد الصلوات على ست صلوات، وهو مذهب الحنفية.

 

هل يقضي الصلاة من كان في غيبوبة

 

أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية،  عن سؤال متصلة حول: «هدخل هعمل عملية ببنج كلى، وممكن يكون فيها فترة، هلى الصلوات اللى هتفوتنى عليها فيها قضاء؟».


وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، «البنج الكلي بيكون فيها غياب عن الوعى، وبالتالى لو هتعمل العملية بعد الظهر، تصلى، ولو فترة الإغماء طولت لصلاة أخرى وربنا كتب لك الإفاقة صلى، على حسب قدرتك الصحية».

 

وأضاف: "بمجرد الإفاقة وعندها القدرة على الصلاة، وجب عليها الصلاة، ولو ليس عندها القدرة يبقى ليس على المريض حرج".

 

حكم التيمم بدلا من الوضوء 

أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال متصل حول إنه غير قادر على الحركة للوضوء أو الاغتسال، فيريد أن يعرف ماذا يفعل؟.

 

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على فضائية "الناس": «هو لا يستطيع أن استعمال الماء فى هذه الحالة سقط عنه التكليف فى الغسل والوضوء».


وتابع: "أصابته الجنابة يتيمم، أصابة الحدث الأصغير يتيمم، ويصلى ويقرأ القرآن، فهو هنا عنده عذر كبير لا يمكنه من استخدام الماء".

 

التيمم للمريض 

قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن بعض العلماء قد أجازوا للمريض الذي يجلس في الفراش، ولا يستطع الحركة للقيام بالوضوء، التيمم من خلال الضرب على السجاد أو وسادة، بشرط أن يكون عليها غبار، لكن في الواقع أغلب البيوت لا يوجد بها غبار على ملاءة السرير أو الوسادة.

 

حكم التيمم لمن يعيش في الصحراء 


وأضاف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أنه بالفرض إذا كان الشخص يعيش في الصحراء، ويدخل التراب المنزل، في هذه الحالة فإن التيمم على الوسادة أو السجاد، ليس على القماش وإنما على الأتربة الموجودة، وهو أمر جائز.


وتابع: «يمكن أن نحضر للمريض طوبة، ولا يشترط أن يكون عليها تراب، ويمكن غسلها بالماء والصابون، لتجنب الإصابة بأي ميكروب، ويجوز استخدامها في حالة التيمم».


هل يجوز التيمم بدلا من الاغتسال في غسل الجنابة بسبب البرد الشديد؟

 

 يجب على من أصابته الجنابة وأراد الصلاة الاغتسال بالماء، لقوله تعالى: «وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا»، فإذا عجز عن استعمال الماء لكونه غير موجود، أو وجده وكان في استعماله ضرر لمرضه، أو لشدة البرد الذي يكون تحت الصفر- وليس عنده ما يسخنه به -: فإنه يعدل عن الاغتسال بالماء إلى التيمم بالتراب، لقوله تعالى: «وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا».

 

ففي الآية دليل على أن المريض الذي يضره استعمال الماء كأن يؤدي الاغتسال إلى الموت أو زيادة المرض أو تأخير شفائه أنه يتيمم، وقد بيَّن الله تعالى كيفية التيمم فقال: «فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ» وبيَّن حكمة هذا التشريع فقال: «مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» (المائدة : 6).

 

وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : ‌احتلمت في ليلة باردة في غزوة «ذات السلاسل» فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت : إني سمعت الله يقول: «وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً» (النساء/29)، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً»، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتاب "فتح الباري" (1 / 454 ): «وفي هذا الحديث جواز التيمم لمن يتوقع من استعمال الماء الهلاك سواء كان لأجل برد أو غيره، وجواز صلاة المتيمم بالمتوضئين».

 

تابع موقع تحيا مصر علي