عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

حكم الحج بدون تصريح .. داعية: صحيح وفاعله آثم.. والإفتاء: لا يجوز مخالفة التعليمات

حكم الحج بدون تصريح
حكم الحج بدون تصريح

قال الشيخ مسعد أنور، الداعية الإسلامي، إن من أدى مناسك الحج بدون تصريح فحجه صحيح لكنه آثم عند الله تعالى لمخالفته القوانين واللوائح في الحج التي حددها ولي الأمر الذي يجوز له تقييد المباح حفاظاً على أرواح الناس، من الزحام في الأماكن المقدسة، أثناء مناسك الحج، مؤكدًا أن الحجاج الذين أدواء الحج مخالفين للقانون حجُّهم صحيح ما دام أنهم أدَّوا جميع المناسك وأركان الحج وشروطه الشرعية، ولكنهم آثمون شرعاً.

 

 حكم الحج بدون تصريح

 

وأضاف الشيخ مسعد أنور، في فيديو له في إجابته عن سؤال: «ما حكم الحج بدون تصريح؟»، أنه يجوز للسلطات المختصة تحديد أعداد الحجاج، فهذا جاائز لولي الأمر أن يقيد مباحاً لمصلحة راجحة،
فلو تركت الأعداد مفتوحة في الحج سيكون هناك زحام شديد ويحدث حالات قتل بسبب التدافع والاختناق وغير ذلك، فعرفة ومنى ومزدلفة وغيرها أماكن ضيقة تستوعب أعداداً معينة من الناس.

 

الحج يجب على المستطيع ماليا وبدنيا مرة واحدة 

وحذر الداعية الإسلامي، من الحج غير النظامي، حتى لا تحدث كوارث بين الحجاج ونشاهد وفيات كثيرة، منوهاً بأن أكثر من يحجون حجاً غير نظامي تجدهم حجوا أكثر من مرة سابقة، رغم تكاليف الحج العالية والإجهاد في أداء المناسك، وتجدهم أيضاً مصرين على أداء الحج مرات عديدة طمعاً في رحمة الله تعالى وحباً في أداء فريضة الحج، منبهاً على أن الحج يجب على المستطيع ماليا وبدنيا مرة واحدة فقط، وليس عدة مرات.

 

وطالب بمن يريد الحج إلى بيت الله الحرام، بأن يلتزم بما يقرره ولاة الأمر والقائمون على شؤون الحج، تنفيذًا للتوجيهات الإلهية بطاعة ولي الأمر، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية.

 

يجب الالتزام باستخراج تصريح الحج 

 نبهت هيئة كبار العلماء بالسعودية، على أن الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة بذلك يتفق والمصلحة المطلوبة شرعاً، والشريعة جاءت بتحسين المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها، وأوضحت أنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح ويأثم فاعله.

لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح

وحذرت هيئة كبار العلماء بالسعودية، من أنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح ويأثم فاعله لما فيه من مخالفة أمر ولي الأمر الذي ما صدر إلا تحقيقا للمصلحة العامة، ولا سيما دفعوا الأضرار بعموم الحجاج وإن كان الحج حج فريضة ولم يتمكن المكلف من استخراج تصريح الحج فإنه في حكم عدم المستطيع قال الله تعالى: «فاتقوا الله ما استطعتم» وقال سبحانه؛ «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا».

 

أداء مناسك الحج بأمن ويسر وسكينة 

‏ونوهت بأن التزام الحاج بالأنظمة والتعليمات التي صدرت للتمكين من أداء هذه الشعيرة بأمن ويسر وسكينة داخل في تقوى الله في أداء نسك الحج وفي تعظيم حرم الله وحرماته ومشاعره قال الله تعالى: «ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه» وقال سبحانه: «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب».

 

هل يجوز الحج بتأشيرات مزورة


أفادت دار الإفتاء، بأن التأشيرات التي تمنح لحجاج بيت الله الحرام ما هي إلا قوانين تنظيمية كي تتمشى مع مصلحة الجماعة وحاجة الناس ومتطلباتهم، والتي اقتضتها ضرورة العصر وأوجبت على المسئولين التدخل بكل حزم كي يضعوا القوانين واللوائح التنظيمية التي يأتي من ورائها سعادة للجميع ومصلحة لجماعة المسلمين، فما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن.

 

التأشيرات في الحج أمور تنظيمية مستحدثة ويجب اتباعها

وواصلت دار الإفتاء: هذه التأشيرات لم تكن موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد صحابته رضوان الله عليهم أجمعين، وإنما هي أمور تنظيمية مستحدثة ويجب على الأفراد اتباعها وعدم مخالفتها؛ لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» (النساء: 59).

 

وأكملت: وإذا خالف بعضُ الأفراد ذلك وأدوا الحج بتأشيرات مُزورة فقد ارتكبوا مخالفة جسيمة دُنيويًّا إن كانوا عالمين بذلك، ويعاقب عليها القانون لعدم اتباع تعليمات وليِّ الأمر؛ وذلك لأن هذه التأشيرات ما هي إلا تصريح بدخول للدولة فقط وليست تأشيرات لصلاحية الحج من عدمه، أما من الناحية الدينية بالنسبة للحجاج غير العالمين بهذا التزوير فقد أدَّوا الفرض ويثابون عليه، وحجُّهم مقبول إن شاء الله ما دام أنهم أدَّوا جميع المناسك وأركان الحج وشروطه الشرعية. 

 

التيسير في الدين ينشأ عن رسوخٍ في العلم


أبان الدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية، أن من سمات وخصائص الشريعة الإسلامية الغراء التيسير ورفع المشقة، وهذه السمة تشمل جميع الأحكام التي جاء بها الإسلام من العبادات والمعاملات، وهو ما يتجلى كذلك بشكل كبير في مناسك الحج وأحكامه، مبينًا أن التيسير في الدين ينشأ عن رسوخٍ في العلم، ودرايةٍ بأحوال الناس وحاجتهم وواقعهم، وإدراك لمقاصد التشريع واعتبارها ركنًا أصيلًا في الفتوى؛ فالتيسير منهج علمي مدروس ومقنن بعناية كبيرة من قِبَل علماء الشريعة وأئمة الفقه.

 

وأوضح المفتي في الجلسة الرئيسية لأعمال ندوة الحج الكبرى في نسختها الـ 48 التي عقدت في مكة المكرمة بعنوان "مراعاة الرخص الشرعية والتقيد بالأنظمة المرعية في شعيرة الحج"، أن فريضة الحج من العبادات التي تنطوي على كثيرٍ من المشقة، فقد جعل الإسلام مبناها على التيسير، حتى جاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عند الجمرة وهو يسأل، فقال رجل: يا رسول الله، نحرت قبل أن أرمي؟ قال: «ارمِ ولا حرج»، قال آخر: يا رسول الله، حلقت قبل أن أنحر؟ قال: «انحرْ ولا حرج». فما سئل عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال: «افعل ولا حرج».

 

مظاهر تيسير الشريعة في فريضة الحج

وأشار المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية تنتهج في فتاواها المنهجَ الإسلامي الرشيد في التيسير ومراعاة أحوال المكلفين في هذا العصر في كافة الأحكام، وفيما يتعلَّق بشعيرة الحج، ومن مظاهر التيسير في هذا الشأن: الأخذ بقول من قال بسنية المبيت في مزدلفة مراعاة لظروف عصرنا الذي كثرت فيه أعداد الحجيج كثرة هائلة، والأخذ بالقول بسنية المبيت بمنًى ليالي التشريق لما يعتري الحجيج من تعب شديد وضيق مكان وخوف مرض، وجواز رمي الحاج الجمرات قبل الزوال في سائر أيام التشريق لشدة الزحام، وغير ذلك من الفتاوى التي تيسِّر على ضيوف الرحمن أداء مناسكهم على أكمل وجه دون مشقة أو تضييق.

 

وألمح إلى أنَّ من مظاهر تيسير الشريعة في فريضة الحج: أن جعلت من ضمن شروط هذه الفريضة الاستطاعة، والتي تشمل القدرة المالية والقدرة البدنية وسلامة الطريق، ويدخل في نطاق الاستطاعة في هذا العصر اتباع الأنظمة والالتزام بالإجراءات والقوانين المنظِّمة لأداء فريضة الحج، ومن ضِمنها استخراج تأشيرة الحج من الجهات الرسمية المعتمدة، فتأشيرة الحج هي الأساس في ذلك دون التأشيرات الأخرى.

 

ضرورة اتباع التعليمات التنظيمية في الحج

 

وشدَّد مفتي الجمهورية على ضرورة أنَّ اتِّباع التعليمات التنظيمية التي تضعها السلطات والالتزام بها أمر حثَّ عليه الإسلام، مصداقًا لما جاء في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»، مؤكدًا أنَّ اتباع هذه التعليمات يتوافق مع مقاصد الشريعة في الحفاظ على نفوس وأرواح الحجاج، وفي التيسير على الحجاج بتسهيل أداء المناسك، وكذلك في دفع مفاسد الازدحام الذي يعوق تنقلات الحجاج ويسبب التدافع الذي قد يقود إلى التهلكة، كما أنَّ الالتزام بهذه الإجراءات يضمن للحجاج الحماية القانونية ومنعهم من التعرض للمساءلة القانونية أو الترحيل.

وأهاب مفتي الجمهورية في ختام كلمته بمن يريد الحج إلى بيت الله الحرام أن يلتزم بما يقرره ولاة الأمر والقائمون على شؤون الحج؛ تنفيذًا للتوجيهات الإلهية، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية.

 

تابع موقع تحيا مصر علي