كيفية رمي الجمرات للمتعجل .. ولماذا ينهي مناسك الحج اليوم؟
ADVERTISEMENT
كيفية رمي الجمرات للمتعجل ؟ المتعجل في الحج هو الذي ينهي المناسك في اليوم الثاني من أيام التشريق الثلاثة، ثالث أيام عيد الأضحى ويكتفي برمي الجمرات في أول وثاني أيام العيد فقط، و حج التعجل هو من الأمور الجائزة شرعاً ونص عليه القرآن الكريم، فيجوز للحاج التعجل في اليوم الثاني من أيام رمي الجمرات، لقوله تعالى: «فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى» (سورة: 203)، وشرط جوا
وحج التعجل عند جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، أن يخرج الحاج من منى بعد رمي الجمرات قبل الغروب، فيسقط عنه رمي اليوم الثالث من أيام التشريق، فإن لم يخرج حتى غربت الشمس لزمه المبيت بمنى، ورمي اليوم الثالث.
واستدل جمهور الفقهاء على أنه إذا غربت على المتعجل في الحج الشمس وهو لا يزال في مشعر منى، عليه أن يمكث ويرمي في اليوم الثالث، بما ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه قال: «من غربت عليه الشمس وهو بمنى، فلا ينفرن، حتى يرمي الجمار من أوسط أيام التشريق».
كيفية رمي الجمرات في الحج
من أهم الأحكام الفقهية التي يجب على الحاج معرفتها، لأن رمي الجمرات من أركان الحج، ، ورمي الجمرات في الحج: وهو قذف مواضع معينة بالحصى، والرمي الواجب لكل جمرة «أي موضع الرمي» هو سبع حصيات بالإجماع، وأيام رمي الجمرات في الحج أربعة أيام، وهي: يوم النحر العاشر من ذي الحجة، وثلاثة أيام بعده وتسمى «أيام التشريق»، ويرمي يوم النحر جمرة العقبة وحدها فقط، يرميها بسبع حصيات، ويبدأ وقت هذه الرمية من طلوع فجر يوم النحر -أول في عيد الأضحى-.
رمي الجمرات من واجبات الحج ومن تركها وجب على فدية واحدة، والحكمة من رمي الجمرات أنه اقتداء بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي قال في حديثه: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»، ويؤدي الحجاج رمي الجمرات بمنى، وهذا الرمى له أيام محددة فيبدأ في يوم عيد الأضحى برمي 7 حصيات في جمرة العقبة الكبرى فقط، ثم يواصل الحجاج رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة -الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة.
حكم رمي الجمرات في الحج
رمي الجمرات واجب من واجبات فريضة الحج، وتترتب الفدية بسبب تركه، وترك رمي الجمرات كلها، سواء سهوا، أو قصدا، وتترتب على ذلك الفدية باتفاق أهل العلم.
كيفية رمي الجمرات في الحج
يبدأ الحاج رمي الجمرات بإمساك الجمرة بيده اليمنى، رافعا ذراعه، ويكبر عند رمي كل جمرة، ويقف جاعلاً مكة عن يساره، ومنى عن يمينه، ثم يستقبل القبلة بعد الرمي، فيدعو الله، ويذكره، ويهلل، ويسبح، وذلك بعد رمي الجمرة الصغرى، والجمرة الوسطى، أما جمرة العقبة فلا يفعل ذلك بعد رميها.
ويجوز للحاج رمي الجمرات راكبا، أو راجلا على قدميه، وذلك عند جمهور العلماء من الحنفية، والمالكية، والحنابلة، أما الشافعية فقالوا برميها راجلا، ويسن الرمي ركوبا إن كان الحاج مستعدا للنفر بعده، وتجدر الإشارة إلى أن التلبية تنقطع بمجرد رمي جمرة العقبة بأول حصاة عند الجمهور من الشافعية، والحنفية، والحنابلة، أما المالكية فقالوا بقطع التلبية من ظهر يوم عرفة.
سنن رمي الجمرات
سنن رمي الجمرات، وهي كما يأتي:
- الإسراع في رمي جمرة العقبة يوم النحر فور الوصول إلى منى.
- رمي الجمرات في أيام التشريق بعد زوال الشمس.
- عدم الفصل بين رمي حصيات الجمرة الواحدة، وعدم الفصل أيضا بين كل جمرة وأخرى إلا لعذر ما.
- التأكد من رمي الحصيات في الجمرة مباشرة. رمي الجمرة الصغرى بجعل مكة إلى اليمين، ومنى إلى اليسار، ثم جعل مكة إلى اليسار، ومنى إلى اليمين حين رمي جمرة العقبة، والجمرة الوسطى.
الوقوف، واستقبال القبلة، والدعاء حين الانتهاء من رمي الجمرة الصغرى، والجمرة الوسطى، دون جمرة العقبة.
- رمي كل حصاة برؤوس أصابع اليد اليمنى، مع التكبير عند رمي كل حصاة.
- تخير الحصى الطاهرة التي لم تصب بنجاسة، والتي لم يرم بها من قبل، وأن يكون حجمها أكبر من حبة الحمص بقليل.
شروط رمي الجمرات
يشترط على الحاج في رمي الجمرات فيما يأتي:
- الإحرام بالحج: فالإحرام بالحج شرط صحة لكل أعمال الحج.
- الوقوف بعرفة: إذ يشترط لصحة الرمي الوقوف بعرفة قبله؛ فالرمي يترتب على عرفة، ذلك أن عرفة ركن الحج الذي لا يتم الحج إلا به.
- الرمي بالحجارة: وقد تعددت آراء العلماء فيما يصح الرمي به، وما لا يصح، وذهبوا في ذلك إلى قولين، بيانهما فيما يأتي:
القول الأول: قال جمهور العلماء من الشافعية، والمالكية، والحنابلة بعدم صحة الرمي بغير الحجارة، مثل: المعدن، أو الطين، وصحة الرمي بما يعد حجرا، كالمرمر، وقال الشافعية بصحة الرمي بحجر الحديد، والأحجار الكريمة، مثل: الفيروز، والياقوت، والعقيق، والزمرد، والبلور، والزبرجد.
القول الثاني: ذهب الحنفية إلى صحة الرمي بكل ما يرجع في أصله إلى الأرض، مثل: الطين، والتراب، والزمرد، والزبرجد، والكبريت، ولا يصح الرمي بالمعادن، والذهب، والفضة؛ وقد استدلوا بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال لرجل: «ارم ولا حرج».
- التتابع والتفريق في رمي الحصيات: إذ ترمى الحصيات واحدة واحدة؛ فلا يصح رمي جمرتين، أو أكثر مرة واحدة، وإن وقع فالجمرتان عن واحدة؛ اتباعا لما ورد في السنة النبوية من التتابع والتفريق في رمي الجمرات.
- وقوع الحصيات في حوض الجمرة: إذ يشترط رمي الجمرات وإصابتها في مكان اجتماع الحصيات عند الجمرة، ولا تجزئ الحصاة إن رميت خارج الحوض كما ذهب إلى ذلك جمهور العلماء من الشافعية، والمالكية، والحنابلة، أما الحنفية فقالوا بجواز رمي الحصى قريبا من الجمرة وإن لم تقع في مجمع الحصى، بحيث لا يمكن الاحتراز؛ بأن تكون المسافة قصيرة، أما إن كانت كبيرة، فلا يصح الرمي.
- قصد إصابة الجمرة: فإن وصلت الحصاة إلى الجمرة من غير قصد، فلا تعد من الحصيات، ولا تجزئ؛ إذ لا بد للحاج من أن يقصد إصابة الجمرة حين رمي الحصيات، كما يشترط أن يكون رمي الحصى دون معاونة أحد، فمن رمى حصاة فأصابت ثوب رجل، فردها عن ثوبه، فوقعت في حوض الجمرة، لم يجزئه ذلك؛ لأنها وقعت بمعاونة غيره.
- الترتيب في رمي الجمرات في أيام التشريق: اقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام- في ذلك؛ فيبدأ الحاج برمي الجمرة الصغرى التي تلي مسجد الخيف، ثم يرمي الجمرة الوسطى، ثم يتوجه أخيرًا إلى جمرة العقبة؛ فإن بدأ بخلاف الصغرى، وجبت عليه الإعادة من جديد كما ذهب إلى ذلك جمهور العلماء، من الشافعية، والمالكية، والحنابلة.
لماذا سميت الجمرات بهذا الاسم ؟
تعريف الجمرات في الحج لفظ الجمرات جمع مفردها جمرة، ويراد بها: الأحجار الصغيرة، ويطلق لفظ الجمرات أيضا على الموضع الذي تقذف فيه تلك الحجارة في منى، وسميت بذلك، لأنها ترمى وتقذف بالحجارة، أو لأن الحجارة تجتمع فيها، أو لأن الحجاج يجتمعون عندها.
كم عدد الجمرات ف الحج
ويبلغ عدد الجمرات ثلاثا، أولاها: الجمرة الصغرى، ويقال لها: الدنيا، وسميت بذلك؛ لأنها أقرب الجمرات وأدناها إلى مسجد الخيف، وثانيها: الجمرة الوسطى، وثالثها: الجمرة الكبرى، ويقال لها: جمرة العقبة، وتقع في آخر منى باتجاه مكة.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروعية رمي الجمرات تعود إلى عهد نبي الله إبراهيم -عليه السلام-؛ وذلك حين جاءه جبريل -عليه السلام-، وأراه مناسك الحج، وقدما إلى موضع جمرة العقبة، فاعترضهما الشيطان، فأخذ جبريل -عليه السلام- سبع حصيات، وأعطى مثلهن لإبراهيم -عليه السلام-، فرمياه بها، وكبرا في كل مرة، وكرر إبراهيم الرمي عند الجمرات الأخرى.
وثبت عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: «لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض. قال ابن عباس: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون».
عدد الجمرات في الحج
يبلغ عدد الحصيات التي يرميها الحاج يوم النحر، وأيام التشريق الثلاثة، الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، سبعين حصاة؛ حيث يرمي جمرة العقبة يوم النحر بسبع حصيات، ثم يرمي إحدى وعشرين حصاة في كل يوم من أيام التشريق؛ فالجمرات ثلاث، وترمى كل واحدة منها بسبع حصيات؛ ليكون مجموع الحصيات في كل يوم إحدى وعشرين، وسبعين بمجموع أيام التشريق.
رمي الجمرات للمتعجل
وإن تعجل الحاج وترك الرمي في اليوم الثالث عشر، يكون قد رمى تسعا وأربعين، ويجزئ ذلك، قال -تعالى-: «واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون».
وقت رمي الجمرات
يبدأ وقت رمي جمرة العقبة يوم النحر من منتصف ليلة النحر عند الشافعية والحنابلة، ومن طلوع الفجر عند الحنفية والمالكية، والسنة أن يكون الرمي بعد طلوع الشمس، ويمتد الوقت إلى ما قبل غروب الشمس، ويكره بعده إلا لعذر ما.
وأما وقت رمي الجمرات أيام التشريق، فيبدأ من بعد الظهر باتفاق العلماء، وإن أخر الرمي إلى الليل وقع قضاء عند المالكية، وتجب الفدية بسبب ذلك، ويجوز عند الحنفية تأخير الرمي إلى الليل إلى ما قبل طلوع الفجر، وأجاز الحنابلة للرعاة والسقاة الرمي ليلا أو نهارا، وقالوا بعد إجزاء الرمي إلا نهارا لغيرهم.
الحكمة من رمي الجمرات
الحكمة من رمي الجمرات أنه أولًا: اقتداء بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي قال في حديثه: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»، حيث رمى النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، وثانيًا: في ذلك طاعة لأمره -صلى الله عليه وسلم-، مصداقًا فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ».
ثالثًا أنه في رمي الجمرات التذكر لما حدث لسيدنا إبراهيم -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام، وذلك أنه لما أمره الله -عز وجل- بذبح ولده وسعى لتنفيذ ذلك اعتراضه الشيطان وسوس له بأن لا يذبح ولده، فرماه بسبع حصيات، ثم انطلق فاعترضه أخرى فرماه بسبع ، ثم انطلق فاعترضه ثالثة فرماه، ووضع ابنه على جبينه وأجرى السكين على عنقه فلم ينقطع، ونادر الله بقوله: «فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)» (سورة الصافات)، أي: أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد تتمثل لأمر ربه وعصى الشيطان.
رابعًا إنه في رمي الجمرات إحياء لهذا النسك ويعد شعيرة من أعظم شعائر الإسلام وترغيمًا للشيطان وإذلالًا له، فإنه يغتاظ حينما يري الناس يرجمون المكان الذي اعترض فيه خليل الله إبراهيم، ففيه إهانة للشيطان وإظهار مخالفته.
أخطاء رمي الجمرات
أخطاء عند رمى الجمرات ، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه رمى جمرة العقبة، وهي الجمرة القصوى التي تلي مكة بسبع حصيات وضحى يوم النحر، وقد كان النبى يكبر مع كل حصاة، وكل حصاة منها مثل حصا الخذف أو فوق الحمص قليلًا.
وذكر الفقهاء بعض الأخطاء التي يفعلها بعض الحجاج أثناء رمى الجمرات ومنها: اعتقادهم أنه لا بد من أخذ الحصا من مزدلفة، فيتعبون أنفسهم بلقطها في الليل واستصحابها في أيام منى حتى إن الواحد منهم إذا ضاع حصاه حزن حزنًا كبيرًا، وطلب من رفقته أن يتبرعوا له بفضل ما معهم من حصا مزدلفة، وهذا الأمر لا أصل له عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وأمر النبى ابن عباس -رضي الله عنهما- بلقط الحصا له وهو واقف على راحلته، والظاهر أن هذا الوقوف كان عند الجمرة إذ لم يُحفظ عنه أنه وقف بعد مسيره من مزدلفة قبل ذلك، ولأن هذا وقت الحاجة إليه فلم يكن ليأمر بلقطها قبله لعدم الفائدة فيه وتكلف حمله.
ويعتقد الحجاج أنهم برميهم الجمار يرمون الشياطين، ولهذا يطلقون اسم الشياطين على الجمار فيقولون: رمينا الشيطان الكبير أو الصغير أو رمينا أبا الشياطين، يعنون به الجمرة الكبرى جمرة العقبة، ونحو ذلك من العبارات التي لا تليق بهذه المشاعر.
ويرمي بعض الحجاج الحصاة بشدة وعنف وصراخ وسب وشتم لهذه الشياطين على زعمهم، ومنهم من يصعد فوقها يبطش بها ضربًا بالنعل والحصى الكبار بغضب وانفعال، وكل هذه الأفعال مبنية على هذه العقيدة أن الحجاج يرمون شياطين، وليس لها أصل صحيح يعتمد عليه، فالحكمة في مشروعية رمي الجمار هى لإقامة ذكر الله عز وجل، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكبر على إثر كل حصاة.
وروى أحمد وأبو داود عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ أَيِ الْكَعْبَةِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَيْ وَإِنَّمَا جُعِلَ السَّعْيُ بَيْنَهُمَا وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ».
ويخطئ بعض الحجاج في رمي الجمرات بحصى كبيرة وبالحذاء «النعل» والخفاف «الجزمات» والأخشاب، وهذا خطأ كبير مخالف لما شرعه النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته بفعله وأمره حيث رمى -صلى الله عليه وسلم- بمثل حصا الخذف، وأمر أمته أن يرموا بمثله، وحذرهم من الغلو في الدين. وسبب هذا الخطأ الكبير ما سبق من اعتقادهم أنهم يرمون شياطين.
وتقدم بعض الحجاج إلى رمى الجمرات بعنف وشدة لا يخشعون لله تعالى، ولا يرحمون عباد الله، فيحصل بفعلهم هذا من الأذية للمسلمين والإضرار بهم والمشاتمة والمضاربة ما يقلب هذه العبادة وهذا المشعر إلى مشهد مشاتمة ومقاتله، ويخرجها عما شرعت من أجله، وعما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
ورد في "المسند" عن قدامة بن عبد الله بن عمار قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- «يوم النحر يرمي جمرة العقبة على ناقة صهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك« رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
ويترك البعض الوقوف للدعاء بعد رمي الجمرة الأولى والثانية في أيام التشريق، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم - كان يقف بعد رميهما مستقبل القبلة رافعًا يديه، يدعو دعاءً طويلًا، وسبب ترك الناس لهذا الوقوف الجهل بالسنة أو محبة كثير من الناس للعجلة والتخلص من العبادة.
ويرتكب البعض خطأ برميهم الحصى جميعًا بكف واحدة، وهذا خطأ فاحش، وقد قال الفقهاء إنه إذا رمى بكف واحدة أكثر من حصاة لم يحتسب له سوى حصاة واحدة، فالواجب أن يرمي الحصا واحدة فواحدة كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ويزد البعض دعوات عند رمي الجمرات لم ترد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مثل قولهم: «اللهم اجعلها رضًا للرحمن وغضبًا للشيطان»، وربما قال ذلك وترك التكبير الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والأولى الاقتصار على الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير زيادة ولا نقص.
يتهاون البعض رمى الجمرات بأنفسهم، فيوكلون من يرمي عنهم، مع قدرتهم على رمى الجمرات ليُسقطوا عن أنفسهم معاناة الازدحام ومشقة العمل، وهذا مخالف لما أمر الله تعالى به من إتمام الحج، حيث يقول سبحانه: «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ» (البقرة:196) فالواجب على القادر على الرمي أن يباشره بنفسه، ويصبر على المشقة والتعب.