لبيك اللهم لبيك.. تلهج بها ألسنة الحجاج في يوم التروية.. اعرف معناها وحكمها
ADVERTISEMENT
ما معنى التلبية في الحج ؟ التلبية تعني أن يقول القائم بالحج أو المحرم «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، وأفضل أنواع الحج ما اشتمل على الْعَجُّ وَالثَّجُّ، والثج: إسالة دماء الهدايا -الذبائح-، وقال تعالى: «وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا» أي سيالًا، و«العج»: هو رفع الصوت بالتلبية باعتدال، مستدلًا بما روي عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «سُئِلَ: أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: الْعَجُّ وَالثَّجُّ».
وينبغى للمحرم بالحج أن يكثر من التلبية خصوصًا عند تغير الأحوال والأزمان مثل أن يعلو مرتفعًا أو أن ينزل منخفضًا، أو أن يُقبل الليل والنهار، وتلبى المرأة وإن كانت حائضًا، ولا تُقطع التلبية إلا عند ابتداء الطواف.
معنى التلبية بقول لبيك اللهم لبيك
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن معنى التلبية بقول "لبيك اللهم لبيك" إنها استجابة لأمر الله، وتمامها حسن اتباع أمره سبحانه حيث أمر ونهيه حيث نهى اللهم ارزقنا حسن الاتباع وتقبل منا.
وقال وزير الأوقاف، في منشور له عن التلبية في يوم التروية، إن التلبية استجابة لنداء رب العالمين، ودعوة أبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام) ، واتباع لسنة خاتم الأنبياء والمرسلين سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، حيث يردد الحاج : لبيك اللهم لبيك، أي : إجابة لك بعد إجابة، وفوق إجابة ، وتسليم لك بعد تسليم ، وإثر تسليم ، فهي تسليم وخضوع وانقياد مطلق لوجه الكريم.
وذكر وزير الأوقاف، أن تمام هذه التلبية أن تكون بالقلب والعقل، واللسان وسائر الجوارح، بحيث تمتلك من الإنسان نفسه وكيانه كله، فيصير عبدًا ربَّانيًّا : في حركاته وسكناته ، في خضوعه وانقياده، بكل ما تعنيه تلك الكلمات من معان جامعة.
وأوضح أن من تمام التلبية أيضًا ألا نقف بها عند مشاعر الحج ومناسكه ، إنما يكون ذلك بأن تتحول هذه التلبية إلى منهج حياة ، فيراك الله (عز وجل) حيث أمرك وحيث يحب أن يراك ، ولا يراك حيث نهاك وحيث لا يحب أن يراك ، وبهذا نحقق معنى التلبية.
الأحكام المتعلقة بــ التلبية في الحج
المقصود بـ«التَّلبية»: قول المحرم: "لبَّيك اللهم لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إنَّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"؛ لما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ تلبيةَ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «لبَّيكَ اللهمَّ لبَّيكَ، لبَّيكَ لا شريكَ لك لبَّيكَ، إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والمُلْك، لا شريكَ لك» متفقٌ عليه.
وينبغي اقتران التَّلبية بالإحرام، على خلافٍ بين الفقهاء في كونها شرطًا للإحرام كما هو مذهب الحنفية، أو سُنَّةً له كما هو مذهب الشافعية والحنابلة، أو أنَّها واجبةٌ ويستحب اقترانها واتصالها بالإحرام ويَلْزَم بتركها دمٌ كما هو تحقيق مذهب المالكية.
وروى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن عمر رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يُهِلُّ مُلَبِّدًا، يقول: «لبَّيك اللَّهُمَّ لبَّيْك، لبَّيْك لا شريكَ لك لبَّيْك، إنَّ الحمْدَ والنِّعمَةَ لك والمُلْك، لا شريكَ لك»، لا يزيدُ على هؤلاءِ الكَلِماتِ. وإنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ رَضِي الله عنهما كان يقول: كان رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وآله وسَلَّم يركَعُ بذي الحُلَيفة ركعتينِ، ثم إذا استوت به النَّاقَةُ قائمةً عند مسجِدِ ذي الحُلَيفة، أهلَّ بهؤلاءِ الكَلِماتِ.
وروى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" أيضًا عن أنسٍ رضي الله عنه، أنَّه قال: صلَّى النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسَلَّم بالمدينةِ أربعًا، وبذي الـحُلَيفةِ رَكعتينِ، ثمَّ بات حتى أصبَحَ بذي الحُـلَيفة، فلمَّا رَكِبَ راحِلَتَه واستَوَتْ به أهلَّ. متفقٌ عليه.. ويُسن للمُحرم الإكثار مِن التلبية متى صَعد مكانًا مُرتفعًا أو هبط وَادِيًا، وكذلك في أدبَار الصَّلَوَات، وإِقبَالِ اللَّيل والنَّهار وعند اجتماع الرِّفاق.
متى يبدأ وقت التلبية؟
ويبدأ التلبية من حين الإحرام، ومَن شاء قَطَع التلبية بعد الزوال في يوم عرفة كما هو المشهور عند المالكية، ومَن شاء قطعها بعد رمي جمرة العقبة يوم النحر كما هو مذهب الجمهور، والأمر فيه سَعَة.
متى ينتهي وقت التلبية في الحج
مع القول باقترانِ التَّلبيةِ بأولِ الإحرامِ إلَّا أنَّ الفقهاء اختلفوا في وقت انتهاء التلبية في الحج، فيرى الجمهور من الحنفية، والشافعية، والحنابلة، وهو قولٌ عند المالكية: أنَّ انتهاء وقتها برمي جمرة العقبة يوم النَّحْر، أي: يوم العاشر من ذي الحجة، لا فَرْق في ذلك بين المفرد والقارن والـمُتَمتِّع.