عاجل
الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

أحمد عمارة: الكعبة صنم يُعبد.. وعبد الله رشدي: أنت تكفر ملايين المسلمين

عبد الله رشدي
عبد الله رشدي

وصف الدكتور أحمد عمارة، كبير متخصصي الطاقة في العالم العربي، الكعبة المشرفة بأنها صنم يعبد يعطي الطاقة لمن يطوف حولها، قائلاً: «من سافر دولاً مِنْ التي تعبُد الأصنام ستجدهم يفعلون ذلك بالضبط يُقرب من الصنم من أجل طاقته تعلى ويتمسح في الصنم علشان طاقته تعلى وبيحس بالقرب من الإله عند الصنم علشان طاقته تعلى، فهو الآن مش بيعبد الإله  فهو يعبد الصنم، وهذا ما قاله الله تعالى في القرآن: «مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى».

 

الناس لا يعبدون الله يعبدون الكعبة

وأضاف «عمارة» في فيديو له: «يؤسفني أنني دخلت معابد كتثيرة، ودخلت مكة، فوجدت ما يحدث هناك يحدث فيها أيضاً، فالناس لا يعبدون الله يعبدون الكعبة، بيحسوا بالقرب عند الكعبة.. مضيفًا: الكعبة لها موضوع آخر ليس له علاقة بالعبادة».

 

وتابع: «انسى الجسد وانسى حالتك النفسية.. وتخيل نفسك في الحرم أمام الكعبة، ولا أحد غيرك خذ نفساً عقيماً واستشعر الطاقة المُوجودة في الكعبة واغمض عينك، لو عايز تطوف تطوف وستجد نفس التأثير وأنت مغمض هتجد نفسك تطوف، وقررت تصلي ركعتين، كل هذا بسبب الطاقة وتحس إنك بتشم ريحتها كل ذلك وأنت مغمض».

 

الحجر الأسود مستعمل

 

وواصل: «أنا لما أكون مُرهق ونايم كنت بتخيل.. مش أتخيل الحجر الأسود لأنه مُستعمل، كام ألف واحد عدى عليه مش هو من أحجار الجنة.. طيب نجيب حجرين جداد ظازة أنا لوحدي.. هتخيل أن في حجر فوق السير وحجر تحت السير وأنام وينضفوا طاقتي.. وأول لما تصحى من النوم عيش يومك اتنطط واستمتع بيستجاب لحظياً لأنه كله مُسخر لك».


«مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى»

وفند الدكتور عبد الله رشدي، الداعية الإسلامي، تصريحات أحمد عمارة، منتقدًا إياهاً، مشددًا على أن الشعائر الدينية ليست معبثة أو ملعبة، قائلاً: «القرآن الكريم لم يقل إن المشركين كانوان يعبدون الأصنام من أجل الطاقة ولم يتعرض القرآن الكريم في أي آياته بموضوع علاقة الطاقة بالعبادة، إنما ذلك الكلام مُستحدث في هذا الأيام من قبل بعض الناس، فمجرد فكرة خيالية ليس عليها أي دليل من الكتاب أو السُنة النبوية أو حتى إثباتها في العلم الحديث، فهذا مجرد كلام للهروب من الواقع للعيش في موضوع الطاقة».


وأوضح عبد الله رشدي، أن قوله تعالى: «مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى» فهذه الآية ترد عليك يا دكتور أحمد عمارة، حيث ذكرت صراحة أن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ليقربونهم إلى الله ولم يقل ليقربونا إلى الطاقة.. حضرتك نزلت مفهوماً على الآية القرآنية لم يتعرض عليه القرآن لا من قريب أو من بعيد وهذه جناية علمية أربأ بمثلك أن تقع فيها.. لو حضرتك ترغب في الحديث عن الطاقة يكون بعيدًا عن آيات القرآن الكريم لأنها قاطعة ولم تتعرض إلى موضوع الطاقة أصلًا.

 

شعائر الحج ليس وثنية

 

وتساءل «رشدي»، هل أفعال الحج والشعائر التي فرضها الله تعالى ـ التي يقيمها المسلمون شعائر وثنية، يعني نفس أفعالهم هي أفعال المسلمين الآن؟، يعني في الجاهلية كانوا يعبدون اللات والعزى، فهل الإسلام جاء لذلك لا.. فالإسلام أمر بعبادة الله تعالى وأمر بالحج لله تعالى، فهل رأيت مسلمًا يسجد للكعبة لأنه يعبدها، بل هو يعبد الله تعالى الذي أمره بالسجود اتجاه الكعبة ويتقرب إلى الله تعالى بهذا الفعل الذي أمره به».

وأكمل: «ربنا لما أمرنا بالزكاة فهل إخراج المال للفقير معناه أنني أعبد الفقير أم أعبد الله تعالى، وبنفذ أوامره بإخراج المال الفقير كذلك صيام رمضان نحن لا نعبد رمضان، بل نصوم طاعة لله -عز وجل-.. أما عن قولك أن الناس تعبد الكعبة ولا يعبدون الله، فهل حضرتك تكفر ملايين المسلمين وتوصفهم بالوثنية... فأنت تنفي عن المسلمين أخص صفات الإسلام وهي توحيد العبادة لله تعالى، أنك كفرت عموم المسلمين حول العالم بإطلاق هذا الكلام لأنهم ذهبوا لأداء المناسك في الحج أو العمرة فيكونوا بذلك كفار .

 

الكعبة لها أصل بالعبادة


وعن كلام الدكتور أحمد عمارة بأن الكعبة ليس لها علاقة بالعبادة، أفاد الداعية عبد الله رشدي، بأن الله تعالى قال: «وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ» وقال تعالى: «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًاِ».. حضرتك تقول إن الكعبة ليس لها علاقة بالعبادة أمال لها علاقة بأي يعني نعمل جنبها حمام سباحة أو صالة ديسكو، وماذا تقول في قول الله تعالى: «جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ۚ ذَٰلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ».. وقال تعالى: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ».

وواصل: «حضرتك تروج أن الله تعالى شرع كل ذلك من أجل الطاقة.. هل سمعت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأحد الصحابة الذي أصابه مرض.. اغمض عينك اذهب وطوف حول الكعبة واشتم رائحتها وصلي وأنت نايم فهذا الكلام لا يسغه القعلاء المفكرون».

الطاقة في الحجر الأسود


وأردف: الحجر الأسود وموضوع الطاقة مهم عندهم، لأن في اعتقادعم الأحجار تعطي الطاقة بيقولك الحجر الأسود أنه يعطي طاقة، سيدنا عمر -رضي الله عنه- «أَنَّهُ كَانَ يُقَبِّلُ الْحَجَرَ وَيَقُولُ: "إنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ»، موضحاً: لم يقل سيدنا عمر له إنك حجر تعطينا طاقة وعندما يأتي إلىّ الصداع، فأذهب إليك فأقبلك فهو لم يقل له ذلك، فحضرتك يا دكتور عمارة تجيب الكلام ده منين.. فلا يصح وصف الحجر بالمُستعمل فهو حجر من الجنة، وجاء الله تعالى به في هذا المكان، وأمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بتقبيله..فحضرتك  تزدريه وتقلل منه يبقى فاضل عندنا ايه من المقدسات».

 

واستطرد: هل يصح وصف الحجر الأسود بالمستعمل هل فائدته راحت يعني نزل من الحجة وربنا حط له ترمومتر فقالوا خلاص يا حجر أنت خلصت لأنهم استعملوك كتير هو بطارية آيفون ولا ايه.. لا يصح هذا الكلام وأنت بتقول هتنزل حجرين من الجنة، كيف ذلك هل أنت لك علاقة مع الله تعالى أو وحي علشان تنزل حجرين من الجنة فهذا لا ينفع ولغتتك لا تليق بالدين وبالحديث عن المقدسات الدينية وشعيرة الحج».

 

وعلق على  حديث الدكتور عمارة الذي قال فيه: «هتخيل أن في حجر فوق السير وحجر تحت السير وأنام وينضفوا طاقتي»، قائلاً: «ما هذا العبث الذي تقوله أتخيل حياتي مثلا أن عايش مش وسط حجرين أو في كهف مثلا.. يا دكتور عايزين نقدم للناس ما ينفعهم والعلم النافع وبلاش اختراع أمور خالية نحاول أن نجعلها أن تنطلي على الناس فهذا لا يصح  الربط بين العبادات والطاقة لا يصح».

 

«وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ» 
 


وأبان المقصود بقول الله تعالى: «وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ»، قائلاً: فهذا من أجل الانتفاع، والتسخير بالأسباب يعني الكامير لو شاورت إليها وغمضت وقلت لها انغلقي هتنغلق فالكاميرا شغالة وبتصور فلازم اذهب بنفسي واشغلها، مختتماً حديثه بالتأكيد على أن دين الله تعالى ليس معبثة وليس ملعبة وشعائر الإسلام ليست هذيلة أو متدنية أو مهينة لنتعامل معها بهذه الدرجة والكلام الذي تقوله.. أرجو أنك تراجع نفسك لأن كلامك لا يرضى الله عز وجل.
 

تابع موقع تحيا مصر علي