عاجل
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024 الموافق 03 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

هل يجوز الحج بالتقسيط ؟ المفتي يحسم الجدل

الحج بالتقسيط
الحج بالتقسيط

ما حكم الحج بالتقسيط ؟ يجوز أداء الحج او العمرة بالتقسيط، فإذا ذهب المسلم إلى أداء الحج والعمرة بالتقسيط فالحج والعمرة صحيحان شرعا ولا شيء فيهما، وعليه أن يسارع إلى سداد الديون التي عليه، ومن المعلوم شرعاً أن الحج فرض مرة واحدة في العمر على المستطيع ماليًا وبدنياً.


هل يجوز الحج بالتقسيط ؟

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إنه من المقرَّر شرعًا أن ملكية نفقة الحج أو العمرة -وهي المُعَبَّرُ عنها في الفقه بالزاد والراحلة- إنما هي شرط وجوبٍ لا شرط صحة، بمعنى أن عدم ملكية الشخص لها في وقت الحج كالذي يحج بالتقسيط لا يعني عدم صحة الحج، بل يعني عدم وجوبه عليه، فإذا لم يَحُجَّ حينئذٍ فلا إثم عليه، أما إذا أحرم بالحج فقد لزمه إتمامه، وحَجُّه صحيحٌ، وتسقط به عنه حجة الفريضة.

 

وأضاف المفتي في إجابته عن سؤال:  «هل يجوز الحج بالتقسيط»، أن المسلم الذي لا يملك نفقة الحج كاملة لن يحاسبه الله عزَّ وجلَّ على عدم قيامه بالحج، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، مشيرًا إلى أن الحج بالتقسيط جائز، وخاصة عندما يكون في حج الفريضة وليس نفلًا، ولكن لماذا يفتعل المسلم تحقيق شروط الحج، ويكلف نفسه فوق طاقتها؟!


وعن حكم الحج الفاخر وهل يعني التفاخر والتباهي، قال المفتي: «ينبغي إحسان الظن بالناس وعدم التسرع باتهامهم بالتفاخر عند قيامهم بالحج الفاخر، ولا بأس بالحج الفاخر ما دام سيحقق راحة للحاج فهو يستمتع بفضل ماله».

متى يبدأ حج التمتع ؟

حج التمتع هو إحرام المسلم للعمرة في أشهر الحج، وبعد التحلل منها يحرم للحج، وسبب تسميته بهذا الاسم، السبب الأول: هو أن الأصل أن يحرم المسلم من ميقاته بالعمرة، ثم يرجع إليه، ليحرم بالحج، إلا أنه بالتمتع يحرم بهما مرة واحدة، فيكون بذلك قد تمتع بإسقاط أحد السفرين عنه، ولذلك جعل الدم جابرا لما فاته، ولذلك لا يجب الدم على الحاج المتمتع الذي يسكن مكة، لأن السفر أو الميقات ليسا واجبين في حقه، فهو يحرم من بيته. 

السبب الثاني: هو أن الحاج المتمتع يتمتع بالنساء والطيب، وكل ما لا يجوز للمحرم فعله في وقت الحل بين العمرة والحج؛ قال -تعالى-: «فمن تمتع بالعمرة إلى الحج» وتدل الآية على أن هناك تمتعا بينهما، والتمتع في لغة العرب يطلق على: التلذذ والانتفاع بالشيء. 

 

الدليل على حج التمتع

 

ثبتت مشروعية حج التمتع في قوله تعالى: «فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي»، ومن السنة ما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها-، حيث خرجت مع النبي في حجة الوداع، ومنهم من نوى عمرة، ومنهم من نوى العمرة والحج معا، ومنهم من نوى الحج فقط. في الحديث عنها قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع، فمنا من أهل بعمرة، ومنا من أهل بحج وعمرة، ومنا من أهل بالحج».

 

أركان حج التمتع

 

 يجمع الحاج المتمتع بين أعمال العمرة والحج بإحرامين، يكون الأول من ميقاته بقصد العمرة، ويكون الثاني من مكة بقصد الحج، فتشتمل أركانه على أركان العمرة والحج معا، حيث إن على المسلم بعد الإحرام الأول: الطواف والسعي للعمرة، وبعد الإحرام الثاني تجب عليه أعمال الحج جميعها كالحاج المفرد.

 

 شروط حج التمتع

 أن يجمع بين العمرة والحج في العام نفسه، وفي السفر نفسه. 

أن يقدم العمرة على الحج، أو يؤديها، أو يؤدي بعضها في أشهر الحج.

 أن يحرم بالحج بعد التحلل من العمرة. 

أن لا يكون الحاج مقيما في مكة. 

 

كيفية حج التمتع 

لحج التمتع صورتان، الأولى: أن يسوق الهدي معه، والثانية: أن لا يسوق الهدي معه، أما في الصورة الأولى فيكون حجه كحج القارن، إذ إنه يطوف، ويسعى حين وصوله إلى مكة، ولا يتحلل من عمرته، ويبقى محرما إلى يوم التروية، فيحرم بالحج، ثم ينحر هديه في يوم النحر، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ولجعلتها عمرة».

 

وهذا يبين أن التحلل يكون بشرط إفراد العمرة وسوق الهدي، وإذا أراد المتمتع سوق الهدي فإنه يحرم، ثم يسوقه معه، ويبدأ حج التمتع منذ لحظة الإحرام من الميقات للعمرة، وعند وصول المتمتع إلى مكة فإنه يطوف ويسعى، ثم يحلق أو يقصر، ويكون بذلك قد تحلل من عمرته. 

 

ويقطع التلبية عند بدء الطواف، ويبقى متحللا وهو في مكة، وفي اليوم الثامن من شهر ذي الحجة؛ وهو يوم التروية، ويحرم من المسجد الحرام -ندبا-، ويشترط له أن يحرم من الحرم، لأنه يعامل معاملة المقيم في مكة، ويفعل كما يفعل الحاج المفرد.

 

والأفضل للمتمتع أن يحرم قبل يوم التروية، لما فيه من المسارعة إلى الخير، وزيادة المشقة بزيادة مدة الإحرام، فيكون الأجر أكبر، ويكون عليه دم التمتع؛ فإذا حلق في يوم النحر فقد تحلل من إحرامه بالحج والعمرة؛ لأن ذلك يكون كالسلام من الصلاة، وليس على أهل مكة عند جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة تمتع أو قران، وإنما لهم فقط الإفراد، وذهب الحنفية إلى كراهة القران لأهل مكة فقط.

 

 

تابع موقع تحيا مصر علي