عاجل
السبت 28 سبتمبر 2024 الموافق 25 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

فضل العشر من ذي الحجة.. خطيب المسجد الحرام: مغنم لاكتساب الخيرات وفرصة لتحصيل الحسنات

المسجد الحرام
المسجد الحرام

قال إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ ياسر بن راشد الدوسري ، إن من نعم الله على عباده أن فاضل بين الأماكن والأزمان، وخص منها ما شاء بمزيد من الأفضال والإحسان، وها أنتم اليوم - يا عباد الله - تستقبلون العشر من  ذي الحجة بما فيها من الهبات الإلهية، والأعطيات الربانية، تستنشقون عبير نسماتها، وتنعمون بشذا نفحاتها، هي أعظم الأيام عند الله فضلا، وأعلاها شأنا، وأكثرها أجراً، هي للمؤمنين مغنم لاكتساب الخيرات ورفع الدرجات، وفرصة لتحصيل الحسنات والحط من السيئات، واستدراك ما فات من الطاعات.

 

 

الله تعالى أقسم بالعشر من ذي الحجة 

وأضاف خطيب المسجد الحرام، في خطبة الجمعة، أن  العشر من  ذي الحجة  موسم لإجابة الدعوات، وإفاضة البركات والرحمات، فأقسم الله بها، فَقَالَ: «وَالفَجرِ وَلَيَالٍ عَشرٍ»، وهِيَ الأيامُ المعلُومَاتُ التِي أَخبَرَ اللهُ، فأيامُهَا مِنْ أَنفسِ نفحاتِ الزمانِ، ومِنْ أطيبِ مَا يُعْمَرُ بهِ الجِنانُ، والعملُ فيهنَّ مباركٌ ومحببٌ إلى الرحمنِ، فليسَ فِي الأيامِ مَا يُمَاثِلُهَا، وَلَا فِي أُجُورِ الأَعمَالِ مَا يَعدِلُهَا.

فضل العشر من ذي الحجة

 

وأشار إلى أنّه خصت هذه الأيام العشر من ذي الحجة بهذه الفضائل لاجتماع أمهات العبادة فيها؛ وذلك لا يتأتى في غيرها، ولا يتسنى في سواها، ومن أعظم الأعمال التي ينبغي للعبد أن يحرص عليها في هذه العشر: تجديد النية وإخلاص العمل لله تبارك وتعالى، مع تمام المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.

 

وأكد خطيب المسجد الحرام، أنه يشرع في هذه العشر: المبادرة بالتوبة النصوح والرجوع إلى الله، كما يجب على المسلم المحافظة على الفرائض والواجبات؛ من صلاة وزكاة وصيام وحج يتقرب به العبد لربه جل وعلا، كما وعد الله ضيوفه بالخير العظيم، والثواب العميم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»، وإن مما يشرع في هذه الأيام صيام تسعة أيام من العشر، وأفضلها صيام عرفة، أيضا الإكثار من التهليل والتسبيح والتكبير والتحميد.

 

الحج واجب مرة واحدة في العمر على كل مسلم مستطيع

 

وذكر إمام وخطيب المسجد الحرام، أنَّ الحج واجب مرة واحدة في العمر على كل مسلم مستطيع، ومن الاستطاعة في هذا الزمان الحصول على تصريح الحج، الذي اشترطته الجهات المختصة تحقيقا للمصالح الشرعية، وقد أكد البيان الصادر عن هيئة كبار العلماء أن الالتزام باستخراج تصريح الحج يستند إلى ما تقرره الشريعة الإسلامية من التيسير ‏على العباد في القيام بعبادتهم وشعائرهم ورفع الحرج عنهم، وقد جاءت الشريعة بتحسين المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد.

 

فضل الأضحية والواجب على المضحي

 

وأبان خطيب المسجد الحرام إن من أعظم ما يتقرب به المسلمون من الأعمال، في ختام هذه الأيام: الأضحية في اليوم العاشر منها، ويسن لمن أراد أن يضحي أن لا يأخذ من شعره وأظفاره شيئا، من دخول شهر ذي الحجة إلى أن يضحي، فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ»، فتمسكوا رحمكم الله بآداب الإسلام المثلى، وأخلاقه العليا، وتوبوا إلى الله عما مضى من حياتكم، وأحسنوا فيما بقي من أعماركم، واعلموا أن العبادة أعظم كرامة يكرم الله بها العابدين، ويرفع بها المتقين، فهنيئا ثم هنيئا لمن عزم على استغلال هذه العشر، واغتنم أيامها بالاجتهاد لينال الثواب.

تابع موقع تحيا مصر علي