أسبوع عاصف في أروقة الحكومة .. قرارات صعبة وتوجيه رئاسي في انتظار الوزراء الجدد
ADVERTISEMENT
أيام عاصفة شهدتها أروقة الحكومة الأسبوع الماضي بين الاستقالة والأزمات المتتالية والقرارات الصعبة، مما يرفع سقف التحديات أمام الحكومة المقبلة بتشكيلها الجديد والتي من المقرر أن يستمر رئيس الوزراء الحالي الدكتور مصطفى مدبولي في ترؤسها بينما اتجهت مصادر إلى ترجيح الإعلان عن التشكيل الجديد الثلاثاء المقبل .
رفع سعر رغيف الخبز
الحكومة قررت الأربعاء 29 يونيو رفع سعر رغيف الخبز إلى 20 قرش بدلا من 5 صاغ ، وهو القرار الذي صاحبه جدل واسع في الشارع المصري وردود أفعال غاضبة ، واضطرت الحكومة بحسب تصريحاتها إلى اتخاذ هذا القرار لتخفيف عبء تكلفة الدعم عن الدولة .
و أعلنت الحكومة أنه كان من المقرر أن تبدأ خطة إعادة هيكلة الدعم قبل كورونا لكن الأزمة تسببت في تأجيل القرار عام ونصف .
وتسعى الحكومة عبر قرار تخفيض الدعم عن الخبز إلى توفير 13 ونصف مليار جنيه أكدت أنها ستعمل على استغلالها في بناء مدارس ومستشفيات .
وعلى الرغم من الهجوم الشديد الذي صاحب القرار ، وخصوصا على وزير التموين الدكتور على المصيلحي بسبب تصريحاته لتبرير القرار والتي وصفت في أكثر من سياق بـ " المستفزة للشعب " إلا أن الشارع استوعب القرار .
قرار رفع الخبز ربما يكون مر بسلام لكن أزمات ارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء لا زالت تعصف بالحكومة وتضعها في مواجهة غضب الشعب .
استقالة الحكومة في ظل الأزمات
وفي ظلال تلك الأزمات تقدمت الحكومة الإثنين الماضي باستقالتها للرئيس عبد الفتاح السيسي ، والذي أعاد تكليف الدكتور مصطفى مدبولي برئاسة الحكومة الجديدة لأسباب عدة من وجهة نظر الخبراء و المحللين أبرزها أنه استطاع تخفيف آثار الأزمات التي مرت بها الدولة اقتصاديا واجتماعيا منذ كورونا بالقدر المطلوب بالإضافة إلى أن هناك عدد من الملفات التي يجب استكمالها أبرزها الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وإعادة هيكلة الدعم .
أزمة انقطاع الكهرباء
وقبل تشكيل الحكومة الجديدة اصطدمت الحالية مرة أخرى بالشعب بسبب أزمة انقطاع الكهرباء واضطرارها إلى الاتجاه زيادة مدة تخفيف الأحمال إلى 3 ساعات بدلا من ساعتين وهي المسألة التي تم تطبيقها بشكل مفاجيء من الحكومة ووسط أنباء عن الاتجاه لزيادة أسعار شرائح الكهرباء ودون إعلان مسبق للمواطنين مما رفع الغضب الشعبي تجاهها مرة أخرى .
ورغم إعلان الحكومة العودة لتطبيق قطع الكهرباء ساعتين فقط إلا أنها صرحت في أكثر من مناسبة بضرورة توفير ما بين 200 لـ 300 مليون دولار شهريا من أجل تأمين الغاز والمازوت اللازم لعمل محطات توليد الكهرباء، و يبدو أنها تقف عاجزة شهريا أمام معضلة توفير هذا الرقم وتضطر لمد زمن الانقطاع كلما عجزت عن توفير القيمة اللازمة كما أن دخول فصل الصيف الذي لم يبدأ بعد ينذر بتصاعد الأزمة .
المشهد يقول أن استمرار الوزراء الحاليين من عدمه لن يغير كثيرا من سياسات الحكومة خصوصا مع استمرار الدكتور مصطفى مدبولي على رأسها كمان أن الحكومة سبق وأن أعلنت أن ملف الدعم وهو الأكثر مساسا بالمواطن أصبح محل بحث وإعادة صياغة وتنفيذ على أرض الوقع ، لكن التحدي الحقيقي أن يكون الوزراء الجدد أكثر حكمة في إدارة الملفات الشائكة وقدرة على تواصل أفضل مع المواطنين والرأي العام .
توجيه رئاسي في انتظار الوزراء الجدد
الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقت سابق أشار إلى هذا الأمر عندما علق على ضعف التواصل الحكومي مع المواطنين مطالبا وزراء المالية والتموين والبترول والكهرباء بالتحدث بشكل أوضح حول ملابسات الأزمات الحالية ولماذا يضطر الشعب إلى مواجهة أزمات الغلاء وانقطاع الكهرباء مراهنا بذلك على وطنية الشعب المصري وقدرته على التحمل إذا ما ارتبط الأمر بمستقبل هذه البلاد .