عاجل
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024 الموافق 03 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

هل الشاة الواحدة تكفي عن الرجل وأهل بيته في الأضحية؟ اعرف آراء الفقهاء

الأضحية
الأضحية

قالت دار الإفتاء، إن الأضحية سنة مؤكدة، وهي شعيرة من شعائر الإسلام،  الشاة الواحدة تجزئ عن أهل البيت الواحد، فإذا ضحى بها واحد من أهل البيت تأدَّى الشعار والسنة بجميعهم، وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد وإسحاق والأوزاعي.

 

واستدلت دار الإفتاء، في فتوى لها، بما أخرج مالك والترمذي وابن ماجه عن عُمارة بن عبد الله قال: سمعت عطاء بن يسار يقول: سألت أبا أيوب رضي الله عنه: كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: "كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ حَتَّى تَبَاهَى النَّاسُ، فَصَارَتْ كَمَا تَرَى". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح،  وعن عبد الله بن هشام قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُضَحِّي بِالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِهِ" رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

 

أحكام الأضحية وشروطها

 

1-الأضحية عبادة وقربة في حق المسلم القادر، للتوسعة على الأهل والأقارب والفقراء، ويجوز أن يقسمها على ثلاثة أجزاء جزء للمضحى وجزء للأصدقاء والأهل وجزء للفقراء.

 

2 ـ يجب أن تكون الأضحية من الأنعام، وهي الإبل بأنواعها، والغنم ضأناً كانت أو معزاً ذكوراً كانت أو إناثاً.

3 ـ يجب أن تكون الأضحية سليمة من العيوب، فلا تجزئ الأضحية بما لحقه ما يضر بلحمه ضرراً صحياً أو كمياً.

4 ـ يستحب اختيار الأضحية كثيرة اللحم، رعاية لمصلحة الفقراء والمساكين.

5 ـ يجزئ في الأضحية: الشاة عن الواحد، والبدنة (الجمل او الناقة) والبقرة أو الجاموس، تجزئ كل منهما عن سبعة، بشرط أن يقل نصيب الواحد للأضحية حينئذ عن السبع.

6 ـ وقت الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى من اليوم العاشر من ذي الحجة، إلي غروب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة.

7ـ علي المضحي أن ينوي الذبح تقرباً إلى الله تعالي.

8 ـ يسن أن يذبح المضحي بنفسه إن قدر عليه، لأنه قربة، ويجوز له الإنابة، ويجب عليه ألا يقوم بالذبح إذا لم يكن مؤهلاً ومدرباً.

9 ـ لا يجوز تعذيب الذبيحة والمبالغة في إيلامها، للتمكين من ذبحها.

10ـ يسن استقبال القبلة بالأضحية، وأن يضجعها على جنبها حين يذبحها.

11ـ ينبغي التسمية والتكبير عند الذبح.

12 ـ يُسن أن يدعو عند الذبح فيقول: "إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك".

13 ـ لابد من الترفق عند الذبح الأضحية وعدم ذبحها بغتة، ولا يجرها من موضع إلى موضع.

14 ـ إخفاء آلة الذبح عن نظر الأضحية عند ذبحها.

15ـ لا تذبح الأضحية بحضرة الأخرى.

16 ـ لابد من التأكد من زهوق نفسها قبل سلخها أو قطع شيء من أعضائها.

17ـ ينبغي الالتزام بالذبح في الأماكن المخصصة لذلك، لأن فيه رعاية للمصلحة العامة والخاصة.

18ـ يجوز لمن صعب علية إقامة سنة الأضحية بنفسه، أن ينيب عنه إحدى الجمعيات الخيرية أو غيرها عن طريق صك الأضحية.

19ـ لا يجوز للمسلم أن يعطي الجزار شيئاً من الأضحية على سبيل الأجر، ويمكن إعطاؤه على سبيل التفضل والهدية أو الصدقة.

20ـ لا تترك مخلفات الذبح في الشوارع وتتسبب في إيذاء الناس ونشر الأوبئة والأمراض، قال الله تعالي (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا)

21ـ لا يصح تلويث البدن والثياب والممتلكات بدماء الأضاحي، لأن النظافة والطهارة سلوك ديني وحضاري.

 

الحكمة من مشروعية الأضحية


الأضحية المقصود بها شكر الله تعالى على نعمة الحياة إلى حلول الأيام الفاضلة من ذي الحجة كما شكر نبي الله إبراهيم ربه بذبح الكبش العظيم لبقاء حياة ابنه إسماعيل على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، ولشكر الله تعالى على شهود هذه الأيام المباركة وعلى التوفيق فيها للعمل الصالح؛ لأنها خير أيام العام التي أقسم الله عز وجل بها: «وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ» (الفجر: 1-2).


وقال عن الأضحية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الأيام -يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ-» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلا رَجُلًا خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما.


الإسلام الحنيف يُعَلِّم أتباعه أن يكون فرحهم لله وفي الله وبفضل الله: «قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ» (يونس: 58)، فعيدَا رمضان والأضحى هما فرح بطاعة الله وتوفيقه ورضاه؛ ليتعود المسلم أن يكون فرحه لله، وحزنه لله، وعطاؤه لله، ومنعه لله، وأن يحيا لله، ويموت له تبارك وتقدس.

 

الدليل على مشروعية الأضحية


الأضحية شرعت بدليل الكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ» (الكوثر: 2)، فمن تفسيرها: صلِّ العيد وانحر الأضاحي: البُدن وغيرها.


والسنة في ذلك قولية وفعلية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلا يَقْرَبَنَّ مُصَلانَا» أخرجه ابن ماجه والحاكم وصححه، وعن أنس رضي الله عنه قال: "ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا" أخرجه مسلم.. وأجمع المسلمون على مشروعيتها.

 

حكم أضحية العيد

 

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الأضحية سُنَّةٌ مُؤكدة، وهو الرَّاجح، واستدلوا بحديث سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» أخرجه مسلم، فقوله -صلى الله عليه وسلم-: «وأراد أحدكم» دليل على سنية الأُضْحِية وعدمِ وجوبها، وذهب الإمامُ أبو حنيفة رحمه الله إلى أنها واجبة على المقيمين الموسرين.

 

أما إن كانت الأضحية منذورة، فقد اتَّفَقَ الفقهاء على أن من نذر أن يضحيَ فإنه يجب عليه الوفاء بنذره، سواءٌ أكان النَّذر لأضحيةٍ معيَّنة، أم غير معيَّنة.

 

تابع موقع تحيا مصر علي