استسهال الدراما أم اختلاف معايير السينما.. سبب غياب هؤلاء عن الشاشة الكبيرة !

مع مرور السنوات يختفي البريق عن السينما تدريجيًا، فبعد أن كانت الأعمال السينمائية المصرية فريدة ومصنوعة بإتقان كما قال الكتاب، أصبح الآن العثور على فيلم سينمائي جيد أشبه بالمعجزة، وذلك يرجع إلى عدة أسباب منها التطور التكنولوجي وظهور المنصات الرقمية الذي أدى إلى انكماش أعداد جمهور السينما، بالإضافة إلى اختلاف الذوق العام الحالي، وغياب عدد كبير من النجوم عن الشاشة الكبيرة بعد أن كانت أعمالهم السينمائية تحقق نجاحات وطفرات غير مسبوقة.

أين هؤلاء من الشاشة الكبيرة ؟

ومع إلقاء نظرة سريعة على حال السينما المصرية في الفترة الأخيرة من المؤكد أنه سيدور في ذهنك عدة تساؤلات: أين السيناريست تامر حبيب من صناعة السينما في أخر عشر سنوات ؟، أين أعماله السينمائية ذات الحس الرومانسي الذي نفتقده تلك الأيام ؟، مَن مننا ينسى فيلم تيمور وشفيقة، فيلم حب البنات، فيلم عن العشق والهوى، وغيرها من الأعمال السينمائية ؟.

وإذا أمعنا النظر أكثر سنجد نجوم ابتعدت عن السينما بدون سابق انذار، رغم نجاحاتها السينمائية الكبيرة، منهم النجمة ياسمين عبد العزيز، فيعتبر أخر فيلم لها الأبلة طم طم سنة 2018، والحال كذلك للنجم أحمد مكي، فبعد أن تألق سينمائيًا من خلال عدة أفلام مثل لا تراجع ولا استسلام، اتش دبور، طير أنت، اختفى تماما عن الشاشة الكبيرة وجذبته نداهة الدراما ليكمل سلسلة الكبير أوي.

الموضوعات الجادة في السينما 

ومن الأمور التي تفتقر إليها السينما في الآونة الأخيرة هي معالجة وتناول الموضوعات الجادة، فلقد سئم الجمهور المتلقي من الكوميديا الساذجة، والأكشن المبالغ فيه، وبات متعطشًا لفيلم يثير تفكيره، ويؤثر في معتقداته وقناعاته، ولكن عند الرجوع بالزمن عدة سنوات سنجد السينما المصرية رائدة في طرح ومناقشة الموضوعات الجادة ومثال على ذلك أفلام المخرج الكبير يسري نصر الله.

اعرف تفاصيل وموعد حفل أصالة نصري القادم

الصور الأولى من عزاء والدة محمود الليثي بمسجد عمر مكرم

وللإجابة على تساؤل لماذا ابتعد هؤلاء عن السينما رغم عبقريتهم وتفردهم في المجال تواصلت جريدة جيل الغد مع الناقد الفني أحمد سعد الدين في هذا الشأن، والذي قال: "في الوقت الحالي السينما مقاييسها ومعاييرها تغيرت كثيرًا عن الماضي، وبالحديث عن تامر حبيب، فهو بعد سهر الليالي، وتيمور وشفيقة وفيلمين آخرين اتجه للدراما أكتر من السينما، ودا بسبب تغيير المعايير والدنيا أصبحت كوميديا أكثر، وأحمد مكي قدم أكثر من فيلم ولكن وضع تركيزه في الدراما، ونفس الأمر ياسمين عبد العزيز".

سبب غياب نجوم عن السينما

وتابع سعد الدين: "الدراما التلفزيونية جذبت مجموعة من النجوم سواء في الإخراج أو التأليف أو في التمثيل بشكل كبير وأصبح عودتهم للسينما صعب إلا في حالة عثورهم على شكل جديد للنص، وهم ليسوا في مرحلة بحث، هم استسهلوا تقديم المسلسلات".

وعن يسري نصر الله قال: "يسري نصر الله لديه باب الشمس، جنينة الأسماك، مرسيدس، فهو لديه أفلام كثيرة جيدة لكنها ليست كوميدية، لذلك أعماله قليلة جدًا لأن مقاييس السوق حاليًا عبارة عن كوميديا للأسف".