أول من حج البيت الحرام.. ليس سيدنا إبراهيم.. معلومات لا يعرفها الكثير
ADVERTISEMENT
من أول من حج البيت الحرام ؟ الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين والتي أمرنا الله تعالى بأن نطوف حولها، واختلف الفقهاء في أول من حج البيت الحرام وأول من أدى مناسك الحج، فرأى علماء أن الملائكة هي من بنت الكعبة، وقيل سيدنا آدم عليه السلام- هو الذي وضع قواعد البيت الحرام، ثم جاء سيدنا إبراهيم -عليه السلام- فرفعها مع ابنه إسماعيل عليه السلام، فبنياه كما ثبت في القرآن الكريم، وأكدت أحاديث نبوية أن جميع الأبياء حج كلهم للبيت الحرام من أول سيدنا آدم عليه السلام.
من هو أول من حج البيت الحرام؟
ذكر علماء أن الملائكة هم أول من حج البيت الحرام، وأن سيدنا آدم -عليه السلام-، أول من حج البيت الحرام من البشر أو من الأنبياء، وثبت عن أنس بن مالك قوله: «كان موضعُ البيتِ في زمنِ آدمَ شِبْرًا أو أكثرَ عِلْمًا، فكانتِ الملائكةُ تحُجُّهُ قبلَ آدمَ فاستقبلتْهُ الملائكةُ فقالوا: يا آدمُ من أين جئتَ؟ قال: حَجَجْتُ البيتَ فقالوا: قد حجَّتْهُ الملائكةُ قبلكَ».
حج جميع الأنبياء عليهم السلام
وورد في الأثر أن جميع الأنبياء حجوا إلى البيت الحرام، ما عدا هود وصالح -عليهما السلام- وذلك لانشغالهم بأمر الدعوة فلم يتمكّنوا من الحجّ إليه، وجاء منصوصاً عليه في أثر عروة بن الزبير رضي الله عنهما، أنه قال: «ما من نبي إلا وقد حج البيت، إلا ما كان من هود وصالح، ولقد حجه نوح فلما كان من الأرض ما كان من الغرق أصاب البيت ما أصاب الأرض، وكان البيت ربوة حمراء، فبعث الله هوداً عليه السلام فتشاغل بأمر قومه حتى قبضه الله إليه، فلم يحجه حتى مات، فلما بوأه الله لإبراهيم عليه السلام حجه، ثم لم يبق نبي بعده إلا حجه» (أخرجه البيهقي في السنن).
قصة بناء البيت الحرام
اختلف العلماء في مسألة بناء البيت الحرام، فقيل إن الملائكة كانت أول من بناه، ، وذلك بناء على أن الملائكة استجابت لأمر الله ببناء بيت لله في الأرض أسفل البيت المعمور الذي في السماء، وذهب لماء إلى أن آدم -عليه السلام- هو أول من بنى البيت الحرام، ورأى علماء أن إبراهيم -عليه السلام- هو أول من بنى البيت الحرام.
وقيل إن البيت الحرام كان مبنياً قبل سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ثم اختفى بسبب الطوفان ولم تكن مهمة إبراهيم -عليه السلام- سوى إعادة بنائه ورفع قواعده، ودل على ذلك قول الله تعالى: «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ» حيث إن رفع قواعد البيت يدل على وجوده من قبل والذي كان من إبراهيم -عليه السلام- هو البحث عن هذه القواعد لرفعها والبناء عليها، وقوله تعالى: «وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بيْتِيَ» فأمْر الله -تعالى- إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- بتطهير البيت من الأوثان يدل على أنه قد كان موجوداً قبلهما.
أول من بنى الكعبة المشرفة
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن أول من بنى الكعبة المشرفة ليس سيدنا إبراهيم كما يظن الكثيرون، منوهًا بأن جمهور العلماء رأوا أن آدم -عليه السلام- هو من بنى الكعبة.
وأوضح الإمام الأكبر خلال حديث سابق على الفضائية المصرية، أن هناك أناسًا كثيرين يظنون أن إبراهيم -عليه السلام- هو من بنى الكعبة، أو أنشأها، ولكن الصحيح أن إبراهيم لم يبنِ الكعبة، وإنما رفعها بعد أن تحطم البناء، فكانت هناك قواعد مبنية في الأرض، بناها آدم -عليه السلام- وما فوقها، وبفعل عوامل كثيرة تهدمت مثل هجوم الوثنية ووقوع الزلازل، فإبراهيم -عليه السلام- جاء ليعيد بناء الكعبة على نفس القواعد التي أسسها وأقامها آدم عليه السلام.
واستشهد بقول الله تعالى: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ» (آل عمران: 96)، موضحًا أن «بكة» هي مكة المكرمة، مضيفاً: فعن الكعبة المشرفة يقول الله تبارك وتعالى: «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ» (البقرة : 127)، فالقرآن لم يقل: وإذ يبني إبراهيم البيت أو ينشئ مثلًا، وإنما قال: يرفع، وهو دليل على أن هناك قواعد كانت موجودة في الأصل.