رغم الحراك العسكري.. لماذا لم ترتفع أسعار النفط بعد موجات التصعيد المتبادلة بين إيران وإسرائيل؟
ADVERTISEMENT
منذ أوائل شهر أبريل كان العالم في حالة ترقب من اندلاع حرب موسعة بين إسرائيل وإيران بعد الاحتكاك العسكري التى دار بين البلدين منذ الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق والذي أسفر عنه مقتل عسكريين في الحرس الثوري الإيراني، لترد طهران بشن هجوم على إسرائيل باستخدام مئات الطائرات والصواريخ دون إحداث أضرار لدي الدولة العبرية، وبعد أيام من الضربة الإيرانية شنت إسرائيل هجوم على مدينة أصفهان، ولم تحدث هى الأخرى أضرار تذكر للجمهورية الإسلامية.
أسباب عدم ارتفاع أسعار النفط بعد الاحتكاك العسكري بين إسرائيل وإيران
ورغم الاحتكاك والمناوشات العسكرية المتبادلة بين طهران وتل أبيب إلا أنها لم تؤثر بشكل كبير على أسعار النفط، ويرجع السبب في ذلك أن الهجوم لم يكن أسوأ بالنسبة لأسواق الطاقة من الناحية العملية مقارنة بما حدث منذ هجوم السابع من أكتوبر.
ووفق "فورين بوليسي" فمنذ أوائل ديسمبر ارتفعت أسعار خام برنت بالفعل، من مستويات أقل 70 دولارا للبرميل إلى حوالي 90 دولارا، وذلك للأسوأ، لكن الأسوأ لم يحدث بعد، مع وجود احتمالات لحدوثه.
وقال ريتشارد برونز، المؤسس المشارك ورئيس الجغرافيا السياسية في شركة "Energy Aspects"، وهي شركة استشارات بحثية مقرها لندن: "هناك مخاطر جيوسياسية أقل ولكنها لم تُزل تماما. وانخفاض الأسعار قليلا أمر منطقي، لكن لا تتوقع عودتها إلى ما كانت عليه في بداية العام، لمجرد أن هذه المواجهة لم تتصاعد".
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية، فيهدد الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، بارتفاع أسعار الوقود إذا تصاعد الصراع في الشرق الأوسط الغني بالنفط، ما قد يعطل الإمدادات العالمية، حسب شبكة "سي إن إن" الأميركية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن الصراع المتفاقم يثير خطر زيادة التقلبات في أسواق النفط ويقدم تذكيرا جديدا بأهمية أمن النفط.
وهناك تخوفات بأن الاحتكاك العسكري بين إسرائيل وإيران الغنية بالنفط، يؤدي إلى تعطيل الشحن عبر مضيق هرمز، وهو ممر مائي ضيق قبالة الحدود الجنوبية لإيران، ويتدفق من خلاله أكثر من ربع تجارة النفط البحرية العالمية.
وكانت إيران سبق وقامت بمصادرة سفينة مرتبطة بإسرائيل، وحذر القادة العسكريون الإيرانيون مرة أخرى أن بلادهم يمكنها غلق مضيق هرمز كوسيلة للضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل .
إيران تلوح بسلاح النفط
ووفق سيمون تاغليابيترا، زميل بارز في مركز أبحاث بروغيل ومقره بروكسل، أنه إذا تصاعد الصراع أكثر، فإن إيران لديها القدرة على مهاجمة ناقلات النفط التي تمر عبر مضيق هرمز باستخدام طائرات دون طيار أو صواريخ أو غواصات.
وأضاف أن "السيناريو الأسوأ قد ينطوي على فرض حصار كامل على المضيق من قبل طهران، على الرغم من أن احتمال حدوث أي من هاتين النتيجتين منخفض حاليا".
وأكد ريتشارد برونز أن :" مضيق هرمز هو الطريق الرئيسي أو الوحيد لمصدري النفط في الشرق الأوسط"، بما في ذلك أعضاء أوبك السعودية والكويت والإمارات.
وفي سياق ذاته، قال كيفن بوك، المدير الإداري لشركة "ClearView Energy Partners"، وهي شركة استشارية في مجال الطاقة مقرها واشنطن، أن "الأسوأ قد يحدث بعد".
وأضاف أنه : "مع استمرار التوازن الدقيق بين العرض والطلب على النفط العالمي وإصرار تحالف أوبك+ على إبقاء الإنتاج تحت السيطرة لرفع الأسعار، لا يزال هناك مجال لوقوع صدمة أو صدمتين سياسيتين أو جيوسياسيتين لزعزعة أسواق النفط".
الجدير بالذكر، أن إيران أكثر من 3 ملايين برميل يوميا من النفط الخام وهي منتج رئيسي بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).