عندما تكون الجامعةُ نواةً لسوق العمل!
ADVERTISEMENT
مشروع تخرج طموح لطلَّاب جامعة الأهرام الكندية يقدم أول علامة تجارية لبدائل غذائية صحية لأصحاب الأمراض المزمنة. هذا هو الخبر الذي قرأته على موقع الجامعة الكندية في مصر. وهو يحمل أكثر من معنى، وفي المقدمة أن الجامعة المصرية تخطو خطوات محمودة لتحضير الطلاب لسوق العمل. ومن المعاني المهمة كذلك أن إطلاق طلاب جامعة الأهرام الكندية لعلامة تجارية تحت اسم More and تعكس وعي الطلاب المجتمعي بأهمية تقديم بدائل غذائية مناسبة لأصحاب الأمراض المزمنة والمهتمين بأنماط بديلة للتغذية الصحية، خاصة في ضوء ما يعانيه المستهلكون جراء الأنماط المُغْرية الواردة إلينا باسم العولمة، وهي بعيدة عن عاداتنا الغذائية وتكرس نمطًا استهلاكيًا مدمرًا للصحة. ومن المعاني المهمة أيضًا أن المبادرة جاءت في وقتها في ظل الوعي المتنامي بقيمة الغذاء السليم والصحي والحاجة لوجود المزيد من الصناعات التي تلبي رغبة المستهلكين.
وقد ذكرني مشروع تخرج هذه المجموعة من كلية إعلام الجامعة الكندية بمشروع شخصي مماثل أنجزته خلال دراستي الماجستير عام 2013 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، تحت إشراف البروفيسور سكوت ماكلويد (Scott McLeod). وتضمن المشروع إنشاء مدوّنة وصناعة محتوى حول ما يمكن لأي شخص أن يستخدمه من منتجات طبيعية وأعشاب محلية في مطبخه ليساعد في تقوية مناعته والوقاية من الأمراض، ومنها السرطان.
لكنْ ما أبهرني في هذا المشروع هو الفكرة المتطورة للطلاب بمساعدة أستاذهم المشرف شريف مودي ومحمود عصفور المعيد بقسم العلاقات العامة، حيث ذهبوا لأبعد مما ذهبتُ إليه، واستندوا إلى أبحاث علمية وطبية وتحت إشراف نخبة من الأطباء المتخصصين في التغذية لإطلاق علامة تجارية جديدة تحمل اسم (more and pickles) وخط إنتاج ل "المخلل" المصري. وقد جاءت البداية بهذا الطبق لأنه لا استغناء عنه فوق المائدة المصرية، يستخدمه الفقير والغني، الشباب والشيوخ، والنساء والرجال. كما أن المشروع في مرحلته الأولى لا يحتاج لاستثمار كبير.
وبذلك اكتملت فكرة الصحة وسلامتها مع التطبيق الفعلي لتجسد هذه العلامة التجارية مفهوم الوعي الغذائي المتنامي داخل المجتمع المصري والحاجة لوجود منتجات في الأسواق تعكس هذا المفهوم الذي يسعي إليه الفرد والدولة حاليًا جنبًا إلى جنب، بهدف تبني نمط حياة صحيًا وأسلوب حياة متكاملًا ومتوازنًا.
وتسعى هذه العلامة التجارية لخدمة اصحاب الأمراض المزمنة، مثل مرضى السكرى وضغط الدم والباحثين عن إنقاص الوزن والرياضيين والحوامل. وتتجه إلى إيجاد العديد من البدائل الصحية الأخرى من منتجات متنوعة لا يستطيع الكثير من فئات المجتمع الاستغناء عنها في حياتهم اليومية.
و يطمح الطلاب إلى تطوير مشروعهم بحيث تصبح هذه العلامة التجارية نقطة تحول في سوق الطعام المصري من خلال العمل على التوسع في المنتجات الغذائية الصحية وإنشاء خطوط إنتاج لمنتجات أخرى مرغوبة لدى المستهلكين، مثل الحلويات الصحية والوجبات الخفيفة، وخدمة أكثر من فئه في المجتمع.
وحاول الطلاب أصحاب المشروع أن تتماشي العلامة التجارية مع رؤية مصر 2030 بإتباعها لأهداف التنمية المستدامة سواء في عملية الإنتاج أو التغليف أو التوزيع، وإعادة تدوير المخلفات، والتعبئة والتغليف.
وأمام هذه الفكرة الطموحة والتي تنمُّ عن وعي صحي من الطلاب وجرأة في ولادة مشروعهم الصناعي الذي قد يصبح مشروع "العمر" لديهم بعد التخرج، لم أتردد في الكتابة عنهم والإشادة بهم وتشجيعهم على المضيِّ قُدمًا في تحقيق حلمهم. ولم يكن غريبًا أن يكون جميع الطلاب المشتركين في المشروع "إناثًا" فالمرأة المصرية دائمًا تسبق زملاءها الرجال في التوعية الصحية والغذائية والحرص على سلامة أسرتها ومجتمعها. وكان لابد من تحيتهنَّ واحدة واحدة: آيه جمال ،جنة عبدالنبي، إيثار محمد ،مارتينا يسري، زينه محمد، حنين صلاح، ريم سامح وداليا السيد. برافو ونراكن في سوق العمل ناجحات مزدهرات بإذن الله!