عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية يكشف لـ تحيا مصر سيناريوهات رد تل أبيب على هجوم طهران

إيران - إسرائيل
إيران - إسرائيل

شنت إيران ليلة السبت الماضي هجوم على إسرائيل وجاء هذا الرد من قبل طهران رداً على هجوم إسرائيل على  القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية بدمشق، وحملت هذه الضربة الإيرانية رسائل عدة كونها أول هجوم تقوم به طهران من أراضيها نحو الدولة العبرية ولم  تلجأ كالمعتاد إلى أحد اذراعها في المنطقة لتوجيه ضربة إسرائيل. 

هجوم إيران ورقة رابحة لإسرائيل

واعقب هذه الضربة، توالت الإدانات الدولية على إيران، وهو بمثابة ورقة رابحة من جانب الدولة العبرية التى واجهت خلال الآونة الأخيرة سلسلة من الانتقادات بما فيها الدول الداعمة لها بشأن الحرب في غزة، وهو ما أكد عليه بيني جانتس الوزير في مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي أن الضربة الإيرانية يمكن إعادة استغلالها لكسب التأييد و “التعاطف” الدولي لصالحها بعد الغضب والاستياء الدولي جراء حملتها العسكرية المستمرة في قطاع غزة لمدة نصف عام.

رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية لـ تحيا مصر: الهجوم الإيراني بالطائرات المسيرة هو أضخم هجوم في التاريخ

وفي هذا الإطار قال الدكتور محمد محسن أبو النور رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر تعقيباً على الرد الهجوم الإيراني أن:"  ما حدث هو أمر فريد من نوعه هو أضخم هجوم بطائرات مسيرة في التاريخ.. هذه الطائرات المسيرة هى تكنولوجيا ليست غربية وإنما إيرانية الصنع وهو تحول نوعى في مسألة الصراع مع إسرائيل، وأن تقوم دولة بإطلاق صواريخ ومسيرات ليست غربية الصنع  ضد دولة هو مدعوم من الدول الغربية". 

بقايا محرك صاروخ أطلق من إيران اتجاه إسرائيل 

وأضاف:" إلى جانب أعلنت واشنطن أن هناك 10 دول من حلف الناتو  شاركت فى إسقاط بعض هذه الطائرات والصواريخ  فمعنى ذلك أن ليست مسألة مسرحية كما يروج البعض وفيما يتعلق  بالإعلان الاضرار الموجعة في الداخل حتى الآن غير معلن عنها فى الجانب الإسرائيلي  وحتى الحقائق التاريخية علمتنا أن إسرائيل وأمريكا لايكشفون عن الذين سقطوا في مثل هذه الأعمال إلا بعد مرور سنوات طويلة مثل الذي حدث في واقعة  القصف العراقي لأهداف تل أبيب وقتها لم تعلن إسرائيل عن أي قتلى لكن بعد 30 عاماً تقريباً أعلنت الإدارة الأمريكية وإسرائيل بسقوط نحو 14  قتيلاً من الجانب الإسرائيلي بعد العملية العراقية التى جاءت فى أعقاب الهجوم التحالف الدولي على العراق بعد احتلال العراق الكويت". 

رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية لـ تحيا مصر: إيران كسرت الخط الأحمر والرد الإيراني غير مسبوق في تاريخ الصراع

وأوضح دكتور محمد أبو النور أن:" هذا الرد الإيراني على القنصلية في دمشق هو رد فريد  وغير مسبوق في تاريخ الصراع بين اسرائيل وإيران .. فهناك صراع واضح ومحتدم بين البلدين منذ نجاح الثورة الإيرانية عام 1979 ومعنى أن تقوم إيران بإطلاق هذه الصواريخ والمسيرات يعنى هناك تحول في الحسابات الاستراتيجية والردع بين الجانبين .. إيران تقول هذه المرة أنها كسرت الخط الأحمر فيما يتعلق بالاستهدافات العسكرية في الداخل الإسرائيلي .. إسرائيل لم تقصف الأراضي الإيرانية ولم تعلن عن ذلك رسمياً  لكن هذه المرة اخذت إيران المبادرة وضربت العمق الإسرائيلي رداً على  أن اسرائيل ضربت (أراضي إيرانية) وهي القنصلية الإيرانية في سوريا  فبالتالي هذا تحول كبير في مجرى الصراع من مجرد عمليات تتم فى أراضي عربية إلى صراع داخل العمق الإسرائيلي .. وأن إيران قامت الضربة بنفسها رغم أن هناك جماعات عراقية ولبنانية شاركت  فى الضربات الصاروخية على إسرائيل، لكن الجزء الأكبر من هذه الصواريخ انطلق من الأراضي الإيرانية". 

رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية لـ تحيا مصر: إسرائيل لاتريد توسيع رقعة الصراع مع إيران

وأكد  رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية لـ تحيا مصر أن  :" الضربة الإيرانية هي أول عملية من نوعها تقوم بها دولة شرق اوسطية بعد العملية التى قامت بها القوات العراقية في التسعيينيات  ضد إسرائيل لكن الأسباب مختلفة فإيران تريد أن تقول أن المسألة لها  ابعاد عربية وتتعلق بالقضية الفلسطينية .. قوة هذه الضربة تكمن أنها انطلقت من الأراضي الإيرانية وبتكنولوجيا غير غربية وصنعت في الداخل الإيراني حتى وان اعتمد في البداية على التكنولوجيا الكورية و الروسية والصينية، لكن في النهاية حمل بصمة إيرانية".

وتابع قائلاً:" اسرائيل لاتريد توسيع رقعة المعركة وتريد أن تسدل الستار على هذا الفصل من الصراع، لكن لو أعلنت اسرائيل عن وقوع قتلى ففي هذه الحالة ستكون مجبرة على الرد و اعتقد هناك ضغوط اميركية وغربية عدم الرد وبالتالي عدم توسيع نطاق المعركة في الشرق الأوسط".

وأوضح أن:" هذه العملية لن تتسع خاصة أن الرد الإيراني كان مدروس وإن كان يشكل نوع جديد من المواجهة مع إسرائيل، لكن أيضاً هذا الرد استهدف الداخل الاسرائيلي. وكانت الأهداف ليست ميدانية وإنما عسكرية وكانت إيران تريد أن ترسل رسالة للجميع بأنها ستمارس أخذ حقها بنفسها إن قررت اسرائيل ضرب أهداف إيرانية في أراضي عربية تكون متمركزة فيها إيران بشكل رسمي مثل سوريا".

وقال رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية أن:" إسرائيل تعلم أن أي هجوم منها ستواجه في المقابل رد من طهران  وهذا الرد قد يفلت زمام الصراع  وتتحول من عمليات متبادلة إلى حرب موسعة.. وهو ما لا تقدر عليه إسرائيل والدول الداعمة لإسرائيل  لأن واشنطن ستكون مجبرة للدخول هذا الصراع  وسيتبعه دخول عالمية أخرى تدعم إيران في الصراع مثل روسيا والصين والجميع اتفق على عدم حدوث مثل هذه الأمر حتى لا تتحول الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية".

رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية لـ تحيا مصر: لن يتحول الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثالثة

وأختتم قائلاً:" استبعد تحول الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثالثة  الأجواء غير مؤهلة لنشوب حرب عالمية لأن الأطراف متفقة على  عدم التصعيد هناك تفاهمات أميركية صينية تجري على قدم وساق لعدم جر المنطقة إلى حرب تكون الأطراف الدولية مشاركة في هذه الحرب وبالتالي الظروف غير مناسبة لمشاركة واشنطن وحلف الناتو ضد دول كبرى داعمة إيران ومعها اتفاقيات استراتيجة مثل الصين التى وقعت معها اتفاقات فيه بعض البنود يمكن أن تكون الصين ملزمة للدفاع عن إيران والاشتراك في أي عملية عسكرية عدائية .. وهو ما لا يرتضيه كل اللاعبين فى هذا الصراع بين ايران واسرائيل لاسيما الأخيرة من بادرت وضربت القنصلية الإيرانية في سوريا وتقول واشنطن ان تل أبيب فعلت ذلك دون علم الولايات المتحدة  فعلى هذا أساس غير ملزمة للرد مع إسرائيل على عملية لم تقوم بها أو على علم بها".

تابع موقع تحيا مصر علي