عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

حوار| يسرا اللوزي: لجأت لطبيبين قبل تصوير صلة رحم وظهور الشيخ خالد الجندي كان مهم لرفع الشبهات عن العمل

يسرا اللوزي
يسرا اللوزي

مسلسل صلة رحم مبيروجش لتأجير الأرحام هو مجرد بينقل واقع بيحصل في المجتمع

 

لجأت لطبيبين قبل تصوير صلة رحم 

 

ظهور الشيخ خالد الجندي في مسلسل صلة رحم كان ضروري لإبعاد أي شبهات عن العمل 

بالرغم من جرأة الفكرة وحداثتها على المجتمع الشرقي، إلا أن لقى صناع مسلسل صلة رحم إعجاب الكثيرين واستطاع العمل فرض ذاته وسط تزاحم مسلسلات الموسم الرمضاني الحالي، وننتقل من بين صناع العمل إلى شخصية "ليلى" التي أحدثت جدًلا واسعًا حول تركيبة شخصيتها التي جاءت طبيعية تشبه الكثير من السيدات بيننا، وتجسدها الفنانة يسرا اللوزي والتي استطاعت أن توصل الشخصية بكل تعقيداتها للجمهور ليتأثر بها ويفرح معها.. وكان لتحيا مصر حوار معها لتكشف خلاله عن كيفية تناولها للشخصية والتحديات التي واجهتها خلال التصوير وإليكم نص الحوار..

كيف استقبلتي فكرة تأجير الأرحام عند عرضها عليكِ قبل بدء العمل؟

لم أكن أعلم الكثير عن فكرة تأجير الأرحام علميًا أو دينيًا، سبق ورأيت الموضوع في إطار كوميدي بحت من خلال حلقة من المسلسل الأمريكي "فريندز"، لكن جذبتني الفكرة لأنها قضية مهمة وجديدة ومهم أن يعرف المشاهدين عن وجودها وعن أبعادها وعواقبها خاصةً أنها تم عرضها في أمريكا منذ أكثر من 20 عامًا.. وأؤكد على أن المسلسل لم يروج للفكرة أو للإجهاض فهو فقط يظهر وجهات نظر شخصيات واقعية في المجتمع، وجميع الشخصيات لها أبعاد فلا يوجد شر مطلق أو خير مطلق فمن يرتكب الخطأ يكون لديه مبرره الذي دفعه لذلك ومن داخله يعتقد أنه يقوم بالصواب، وجميعنا كذلك عندما نرتكب الخطأ نظن أننا فعلنا ذلك لشئ أسمى.

هل كان لديك تخوف من جرأة الفكرة أو ردود أفعال الجمهور بعد طرح العمل؟

لم يكن لدي تخوف من العمل لأنني كنت واثقة أن الأستاذ تامر نادي والأستاذ هشام عبية سوف يقدمان الفكرة بعيدًا عن إطار الموعظة أو التشجيع بل المقصود هو عرض قصة درامية مشوقة تجذب المشاهدين ليتعرفوا على جميع الجوانب المرتبطة بالموضوع، وإذا كنا أوصلنا فكرة أننا مع تأجير الأرحام بشكل مباشر بالطبع كنا سنتعرض لهجوم.

يسرا اللوزي من مسلسل صلة رحم 

انقسمت ردود أفعال الجمهور حول شخصية "الدكتور حسام" إياد نصار بين التعاطف والهجوم، ما رأيك الشخصي؟

شخصية الدكتور حسام كانت مركبة وانقسام الجمهور يأتي من براعة أداء إياد نصار، ومن وجهة نظري الشخصية كنت أتعاطف  معه عندما أشاهد مشاهده مع جيهان حبيبته، وفي الوقت ذاته عند حديثه إلى ليلى أصدق مشاعره وحبه لها.. وهو بالفعل لم يكذب هو يحب ليلى بشكل جاد لكنه أيضًا يريد وجود جيهان في حياته فهو يعاني من الأنانية والنرجسية، لكن النرجسي لا يعلم أنه نرجسي ولم يتعمد فعل ذلك فهو كل شئ يقوله يأتي من قلبه حتى وإن كان متناقض.

حدثينا عن تحول دورك من دور تمثيلي إلى استطاعتك لتشخيص الشخصية من خلال تعاملك مع أطباء وحالات مشابهة؟

منذ البداية النص كان تحت إشراف الدكتور النفساني الكبير نبيل القط، وكان يتابع جميع المشاهد المرتبطة بالحالات النفسية، ومن ناحية أخرى تحدثت مع الطبيبة النفسية الخاصة بي وذلك لظهوري كطبيبة نفسية في أحد المشاهد فكنت حريصة على ظهوري بشكل يتناسب مع مهنة الطب النفسي حتى لا أقع في أي أخطاء تسيئ لأطباء مهنة الطب النفسي، لذلك ركزت بشكل كبير في المشهد وتابعت مع صديقتي الطبيبة النفسية كل شئ، بالإضافة إلى استشارتها في مشاكل الإدمان وكيف يمكن لدكتور نفسي يعلم عواقب الإدمان أن يقع في هذا الفخ ويصبح مدمن واستفسرت عن أعراضه وكيفية بدايتها تدريجيًا إلى جانب علمي لأعراض الانسحاب، وكل ذلك كان يتواجد في السيناريو لكني كنت أحتاج مساعدة الطبيبة لأستطيع تمثيله.

هل مشاعر ليلى في مسلسل صلة رحم أثرت على شخصية يسرا اللوزي؟

مازلت أشعر وكأني لم أخرج من الشخصية، وذلك بسبب أن التصوير كان في دولة أخرى وعند عودتي كان بانتظاري مسؤوليات كبيرة وأولادي فلم يوجد لدي الوقت للهدوء وأخذ قسط من الراحة والخروج من الشخصية، فانتظر العيد وأتمنى أن أستطع تحقيق ذلك.

يسرا اللوزي

ما التحديات التي واجهتك أثناء تصوير مشاهد ليلى؟

من التحديات التي واجهتني هو تصوير الحلقة الأولى لأنني شعرت أنها مسؤولية كبيرة بالنسبة لي، والحلقة الأولى تعد أهم حلقة في أي عمل لأن بُناءً عليها يقرر الجمهور استكمال العمل أو عدم مشاهدته، بالإضافة لعدم ظهور ليلى في حالتها الطبيعية سوى في 4 مشاهد فقط.. الأول كطبيبة نفسية سوية في عملها، والثاني مع زوجها بالسيارة والثالث حديثها مع ناريمان صديقتها وزوجها والأخير الشجار مع زوجها في المنزل، لذلك فكان عليا حمل إبراز كل صفات ليلى وطبيعة شخصيتها في هذه المشاهد البسيطة، لأن بعد ذلك تتصاعد الأحداث وتنتقل إلى مشهد الإجهاض فتتحول الحلقة لتدور في إطار من التشويق والإثارة وتقع عليا مسؤولية تقديمه بالشكل الصحيح لأن إذا حدثت أخطاء سوف تؤدي لملل الجمهور من العمل، لذلك كنت أشعر بمسؤولية كبيرة أتحملها في الحلقة الأولى إلى جانب إياد نصار.

ما أكثر المشاهد صعوبة بالنسبة لك جسديًا ونفسيًا؟

أكثر المشاهد صعوبة هي المشاهد التي بها بكاء مكتوم التي تناجي فيها ليلى ربها وتسأله عما يحدث لها، فهذه كانت من أكثر المشاهد صعوبة جسديًا بالرغم من عدم وضوح ذلك.. أما أكثر المشاهد المرهقة نفسيًا هو المشهد الذي نطلق عليه العشاء الأخير عندما تذهب ليلى المنزل وتجلس مع حسام على السفرة وتخبره أنها علمت كل شئ، فتحدث بينهما مواجهة وشعرت بإظهارها بشكل راقي دون افتعال وكلًا منا حرص على أن يظهر بشكل ناضج ويعبر عن الدوافع الشخصية لديه.

انقسم تعاطف الجمهور بين الأم البيولوجية و الأم الحاضنة للطفل، يسرا تعاطفت مع من منهم أكثر؟

تعاطفت مع الإثنين، لكني تعاطفت أكثر مع الأم التي حملت بالطفل رغم أنها ليست شخصيتي بالعمل، ولم أستطع أيضًا القول أن الأم الحاضنة ليس لها الحق في الطفل لأنه في النهاية جزء منها فهي التي تمتلك البويضة لكن الأم البيولوجية هي التي شعرت بألم الولادة ومن قبل ولادة الطفل وتوجد علاقة تربطه بأمه التي أنجبته.

هل تم إجراء تعديلات في مشهد النهاية؟

عندما بدأنا تصوير لم يكن لدينا آخر 7 حلقات لذلك سمعنا اقتراحات كثيرة للنهاية طوال فترة التصوير، أستاذ تامر نادي وأستاذ هشام عبية سألونا وسمعوا آرائنا لكن في النهاية هشام اختار ما وجده منطقي وصحيح.

هل صعوبة التصوير كانت أكبر بسبب عدم كتابة الحلقات بشكل كامل؟

منذ 10 سنوات لم يبدأ العمل على تصوير مسلسل وتكون نهايته معروفة، فأصبح هذا النوع هو السائد وكنت أرفض في البداية وأطلب الورق كامل قبل دخول العمل، لكن مع الوقت اكتشفت أنني إذا أصريت على ذلك لم أعمل لأن جميع المسلسلات تأتي 3 أو 4 حلقات.

ما السبب وراء قرارك باختيار عمل مكون من 15 حلقة في هذا الموسم الرمضاني؟

لم أتخذ قرار المشاركة في عمل 15 حلقة عن عمد لكن عُرض عليا الدور وجذبني فقبلته، وإذا كان عُرض عليا عمل آخر لتقديمه بجانب هذا العمل لم أظن أنني كنت سأوافق لأنني لا توجد لدي الطاقة والقدرة لتقديم عملين في الوقت ذاته وإلا كنت سأضطر للتقصير في هذا العمل، لأني من رأيي توجد مواسم تحتمل أن أقدم عملين ومواسم لا تحتمل ذلك.

ما رأيك الشخصي في فكرة تجميد البويضات؟

لما أعلم رأي الدين في هذا الأمر، لكنني أعتقد أن الله لا يسمح للأطباء أو العلم بالوصول إلى شئ دون فائدة، أو بدون هدف فبالطبع يوجد سبب لاكتشاف العلم بتجميد البويضات.

بالرغم من رغبة "ليلى" الشديدة في إنجاب طفل، إلا أنها رفضت طريقة حسام كيف تري ذلك؟

ليلى لم ترفض فكرة تأجير الأرحام لكن رفضها الحقيقي جاء بسبب خداع حسام لها وخيانته التي تسببت في ضرر كبير لها، فهو لم يصارحها ولم يخبرها بالحقيقة كاملة مما جعلها تفقد الثقة به، لكن أظن إذا كان صارح ليلى منذ البداية كان من الممكن أن توافق على العملية.. كما أن التوقيت أيضًا كان لا يحالف حسام حيث كان متبقي أسبوعين وتنتهي فرصة تجميد البويضات وفي الوقت ذاته ليلى كانت تعاني من صدمة عقب الحادث الذي تعرضت له، وهو لا يريد أن يعارضه أحد فهو يسعى لشئ معين في رأسه ويصر على تحقيقه مهما كان الثمن.

يسرا اللوزي 

ما رأيك في ظهور الشيخ خالد الجندي وتناوله الموضوع من الجانب الديني وتوضيح أنه مُحرم بشكل صريح؟

ظهور الشيخ خالد الجندي كان مهم وضروري حتى يحمل عن المسلسل شبهة أنه لم يتطرق للجانب الديني ووجهة نظر الدين في ذلك الأمر، لذلك كان ضروري هذا المشهد لنوضح رأي الدين بشكل صريح وفي النهاية البطل رفض ورأى أن الإجابة ليست مرضية بالنسبة له وقرر أن يسير عكس رأي الدين وأعتقد أن هذه طبيعة بشرية وجميعنا بشر ومعرضين للوقوع في الخطأ، فهو من اختار طريقه ولكن الدين لم يسمح له بهذا.

الأمثلة الذكورية في المسلسل جاءت أغلبها سلبية، هل تري أن جميع الرجال في حياة ليلى كانوا أنانيين؟

لا أستطع قول أن جميع الرجال أنانيين، حتى شقيق ليلى فهو يخشى على شقيقته من أي ضرر يمسها، من الممكن أن يكن أسلوبه غير صحيح لكن ذلك لا يعني أن نيته سيئة، فهو يأتي مثل الأب الذي يحاول الحفاظ على أبنائه لكن أسلوبه يدخلهم في أمور معقدة لكن في النهاية الأب ليس شرير ولا يوجد أب يكره أبنائه، لكنه لا يعلم ماعليه فعله للحفاظ عليهم.

ما رأيك في تدخل الأهل في الحياة الزوجية؟

أُفضل أن تكون الحياة الزوجية بها خصوصية وأن المشاكل بين المتزوجين يُفضل أن تظل بينهم ويحلوا مشاكلهم بعيدًا عن الأهالي.

كيف تستطيعي الخروج من كل شخصية تتقمصيها ؟

أعطي لنفسي فترة راحة أمارس فيها هواياتي منذ الطفولة، وأرى بها كل الناس الذين افتقدتهم في فترة العمل، أحرص على حضور بعض من العروض المختلفة وبالطبع أقضي الكثير من الوقت مع أولادي حتى أخرج من الشخصية وأنساها.

ما صفات الأفراد الذين لا ترغبي في التعاون معهم بعمل واحد؟

لا أريد العمل مع مخرج لا يستطع توجيه الممثلين أو لا يسمع الممثل أثناء التصوير، ولا أحب العمل مع الممثل الأناني الذي يهتم لزاويته فقط، لأننا نقف أمام بعضنا في الزوايا فمن المهم أن نعطي أداء حتى وإن كان ليس الأفضل حتى لا نحرق طاقتنا لكن يجب إعطاء أداء لأمكن الممثل الذي أمامي أن يخرج أفضل ما عنده.

يُعد هذا التعاون الثاني بينك وبين الفنان إياد نصار، حدثينا عن التغيرات التي حدثت لكم؟

أنا أعتبر كلانا محترف في التمثيل منذ المرة الأولى التي عملنا بها سويًا، واستمتعنا بالعمل معًا منذ المرة الأولى وأصبحنا نفهم بعض أثناء التصوير من نظرة دون الحاجة للشرح أو الحديث.

تابع موقع تحيا مصر علي