بمزيج من الواقعية والجرأة.. مسلسل أعلى نسبة مشاهدة يتناول قضايا حقيقية سببها السوشيال ميديا
ADVERTISEMENT
تعلمنا طوال حياتنا أن لكل شيء نصيب من اسمه، ليأتي مسلسل أعلى نسبة مشاهدة ويشارك في هذه المقولة، حيث أنه تصدر "التريند" على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وحقق أعلى نسب مشاهدات وأصبح الجمهور يبحث عنه وعن مواعيد عرضه والقنوات الناقلة له بل وينتظر كل حلقة لمتابعة الأحداث.
وتميز مسلسل أعلى نسبة مشاهدة وفقا لما ينقله تحيا مصر ببساطته سواء في اختيار الأماكن التي تم تصوير الأحداث بها أو المواقف التي يمر بها الأبطال وواقعيتها الموجودة في كل بيت بالفعل، ذلك فضلًا عن أنه يعد البطولة الأولى للنجمتان الشابتان ليلى زاهر، وسلمى أبو ضيف وعلى الرغم من ذلك فكلًا منهما أدت دورها على أكمل وجه، كل ذلك بالإضافة إلى نظرة المخرجة العبقرية ياسمين أحمد كامل التي استطاعت إخراج العمل للجمهور بهذا الشكل الشيق، وأيضًا زوايا التصوير المتميزة والأماكن المُختارة لتصوير العمل، وذلك الذي سوف نتحدث عنه بالتفصيل خلال السطور القادمة.
سلمى أبو ضيف وانتصار الحصان الرابح
لنتحدث عن أداء الممثلين بل النجوم البارعين في مسلسل أعلى نسبة مشاهدة، ثم ننتقل فيما بعد للإخراج المتميز الذي كان عنصر أساسي في تحقيق هذا العمل الناجح، وبالتأكيد سوف نتحدث مع ذلك عن اختيار أماكن التصوير الشعبية والمتناسقة مع الأحداث والجو العام بالإضافة لكادرات التصوير الملائمة مع الشخصيات والعمل ككل.
لنبدأ مقالتنا ببطلة العمل الفنانة الشابة الموهوبة سلمى أبو ضيف التي تجسد دور "شيماء" الفتاة الشعبية الفقيرة التي تضطرها ظروف الحياة إلى دخول عالم السوشيال ميديا وخاصةً تطبيق «التيك توك» لربح المال لتساعد والديها وتحمل عنهم عبء الحياة من مصاريف وغلاء، و على الرغم من أنها البطولة المطلقة الأولى لها إلا أن سلمى أبو ضيف تمكنت من كسب تعاطف الجمهور منذ عرض الحلقة الأولى بسلاسة تناولها للدور و تعبيرات وجهها التي يسيطر عليها الشقاء و "الغُلب"، في مشهد حزنها قادرة أن تجعلك تبكي معها وإذا جاءت سعيدة ترتسم على وجهك ابتسامة غير مقصودة، استطاعت أن تنقل مشاعرها وروحها للمشاهد ليتأثر معها وكل ذلك دون تكلف أو تصنع وببساطة تشعرك أنها شخصية حقيقية تحب وتكره وتتألم وتفرح.
لننتقل بعد ذلك إلى أداء الفنانة الشابة التي نشأت في أسرة فنية وهي ليلى أحمد زاهر في دور "نسمة" وتمكنت خلال أحداث مسلسل أعلى نسبة مشاهدة أن تمثل حياة كثير من الفتايات المراهقة المُنساقة وراء الشهرة والتريند من خلال تطبيق «التيك توك»، حيث أن كل مايهمها ويشغل بالها هو أن تتصدر التريند ويصيبها هوس الشهرة وحب المال مهما كانت الطريقة حتى لو على حساب أقرب الناس إليها، وبرعت ليلى زاهر في تجسيد هذا الدور بالرغم من بعد الشخصية عنها تمامًا وعن أي دور قدمته من قبل إلا أنها استطاعت أن تنقل مشاعر الغيرة والحقد والفتاة الشعبية في نفس الوقت.
ويأتي الوالدان وهما الفنان محمد محمود في دور الأب "فتحي" والفنانة انتصار في دور الأم "حمدية" والذين أثاروا دهشة الجمهور بأدائهم الذي يجعلك تتأثر بهم و تشعر بالرغبة في البكاء والحزن على حالهم وخوفهم على بناتهم، واستطاع الفنان محمد محمود أن يؤثر على الجمهور بنقله لشخصية الأب المكافح من أجل أسرته الذي يحاول بشتى الطرق تلبية متطلباتهم حتى وإن كانت الحياة قاسية معه ونقل ذلك ببساطة مبالغ فيها ولبس الشخصية ف المشاهد لا يشعر أنه تمثيل بل يجد أمامه رجل مصري مكافح، ثم تأتي العبقرية انتصار التي نقلت دور الأم المصرية بتفاصيلها وخوفها على بناتها ومحاولاتها في الحفاظ عليهم من السوء الذي وصل إليه العالم من حولهم وبرعت انتصار في نقل هذه المشاعر بصدق مثل كل أم وربة منزل.
إسلام إبراهيم وفرح يوسف يعيدان اكتشاف نفسهم
إسلام إبراهيم وفرح يوسف الثنائي الموجود في أغلب البيوت المصرية التذ نتج عن ضغوطات الحياة، في أغلب المنازل يوجد "علي" الذي يجسد دوره إسلام إبراهيم أي الرجل الكسول المعتمد على زوجته ويشقيها في حياتها واستطاع إسلام إبراهيم تجسيد الشر بشكل كوميدي يصل للمشاهد ويجعله مستمتع بالمشاهدة وينتظر ظهوره في كل مشهد، وتأتي فرح يوسف في دور "آمال" الشقيقة والأم والابنة الراضية التي تحاول إسعاد من حولها دون النظر لنفسها، وتخشى أن يقع أي سوء على والدها أو والدتها.
فرح يوسف من الفنانات التي لم تأخذ المساحة التي تستحقها بعد، لكنها استطاعت إثبات نفسها بجدارة من خلال دورها في مسلسل أعلى نسبة مشاهدة في مساحة تليق بها وبأدائها البارع، برعت في تقديم الفتاة الشعبية التي تعاني من صعوبات الحياة دون أي افتعال أو تكلف في أدائها لدرجة أن المشاهد يشعر أن هذه هي حياتها الحقيقية.
و جاءت جلا هشام لتلبس شخصية الفتاة الشعبية وتتقنها ليتفاجئ المشاهدين بدورها، حيث اعتاد عليها الجمهور وهي تمثل طبقة معينة من المجتمع "الكلاسي"، وتظهر لأول مرة بالحجاب بدور الصديقة الوفية لسلمى أبو ضيف أو "صاحب صاحبه" بمعنى أدق وتحمل همها وتحاول حمايتها من أي شئ يضرها.
المخرجة ياسمين أحمد كامل
نعلم أن المخرج هو القائد الأول الذي يتحكم في نجاح العمل أو فشله، ونظرته الفنية المتميزة تفرق في كل تفاصيل العمل ونحن في مسلسل أعلى نسبة مشاهدة أمام المخرجة العبقرية ياسمين أحمد كامل، التي استطاعت بتوجهاتها أن تخرج أفضل أداء عند النجوم الصاعدين الذي سبق وتحدثنا عنهم، بالإضافة لاختيارتها المدروسة لأماكن التصوير وزوايا الكاميرا وحتى رؤيتها لملابس وهيئة الشخصيات الشئ الذي يضفي الواقعية على كل تفاصيل العمل، ذلك فضلًا عن أنها صاحبة الفكرة الرائعة التي تتناول قضايا السوشيال ميديا التي أصبحت موجودة داخل كل بيت وخاصةً استخدامتها السلبية بين الأجيال الجديدة.
عبقرية في اختيار اماكن التصوير
اختيار المخرجة ياسمين أحمد كامل التي لا يمكن أن نقول عنها غير أنها عبقرية لأماكن التصوير أضفى الواقعية على العمل، أماكن مثل قلعة صلاح الدين الأيوبي ومنطقة الخليفة من الأماكن التي تميزت بها مصر واختيارها يشعر المشاهد أن العمل قريب منه وأن كل هؤلاء ناس يعيشون بيننا بالفعل ليس مجرد تمثيل.