بين قول سيدنا عمرو بن الخطاب وعائشة أم المؤمنين..هل يعذب الميت ببكاء أهله؟
ADVERTISEMENT
تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق عن اعتناء الصحابة بالتثبت والاحتياط في نقل السنة، حيث أوضح أنه من الضوابط أنهم كانوا يعرضون الأحاديث على القرآن الكريم، ومن ذلك أن بعض الصحابة –رضي الله عنهم- قد رد بعض الأحاديث؛ لأنها في نظرهم تخالف كتاب الله تعالى.
هل يعذب الميب ببكاء أهله؟
وأضاف "جمعة" في منشور رصده تحيا مصر،: "فعمر بن الخطاب رضي الله عنه حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الميت يُعَذَّب ببكاء أهله عليه، وفهم رضي الله عنه أنه عام وأن التعذيب بسبب بكاء الأهل علي الميت»، فأنكرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ذلك الفهم، واحتجت بقوله تعالى : ﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ [الأنعام :164].
السكنى والنفقة للمطلقة
وتابع مفتي الجمهورية: "من ذلك ما روي : أن عمر سمع حديث فاطمة بنت قيس أن زوجها طلقها ثلاثًا فلم يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لها سكنى ولا نفقة. قال عمر : «لا نترك كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لقول امرأة لا ندرى لعلها حفظت أو نسيت. لها السكنى والنفقة، قال الله عز وجل : ﴿لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِى لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾ [ الطلاق :1]» [رواه مسلم في صحيحه].
ضوابط الصحابة في نقل السنة النبوية
وأوضح أنه من الضوابط التي اعتنى بها الصحابة في نقل السنة النبوية، عرض السنة على السنة،وذلك فيما ظاهره التعارض بين الأحاديث، ما ورد في اختلاف الصحابة –رضي الله عنهم- فيما يوجب الغسل، فذكروا ما ورد عن عائشة رضي الله عنها، حيث قالت : : «إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل، فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم» [رواه أحمد في مسنده، والترمذي في سننه]، وكان قد احتج بعضهم بما روي عن أبى سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنما الماء من الماء» [رواه مسلم].