مستشار مركز السياسة الأوكرانية لـ تحيا مصر: الحرب ستستمر لسنوات.. وروسيا خسرت الحرب اقتصادياً
ADVERTISEMENT
توافد، اليوم السبت، عدد من الزعماء الغربيين إلى العاصمة الأوكرانية كييف، مع مرور الذكرى السنوية الثانية للحرب الروسية الأوكرانية، لإظهار التضامن وتأكيد من القيادات الغربية على مواصلة دعمها لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
ومنذ أن بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا، فرضت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة حزمة قاسية من العقوبات ضد روسيا، استهدفت مختلف القطاعات سواء الصناعية أو التكنولوجية أو المصرفية وغير ذلك، في محاولة من المعسكر الغربي الضغط على سيد الكرملين فلاديمير بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا والانسحاب من كافة الأراضي الأوكرانية، لكن حتى هذه اللحظة الحرب مستمرة وسط مؤشرات بأنها لن تنتهي الآن.. مما أثار هذا تسأل حول مدى فعالية وتأثير هذه العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي.
مستشار مركز السياسة الخارجية الأوكرانية لـ تحيا مصر: الحرب ستستمر لسنوات
ومن العاصمة الأوكرانية كييف يقول د. إيفان يواس كبير المستشارين في المعهد الوطني الأوكراني للاستراتيجية في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر :"تجدر الإشارة إلى أن حرب روسيا ضد أوكرانيا بدأت قبل عشرة أعوام بالاستيلاء على شبه جزيرة القرم وأجزاء من منطقتي دونيتسك ولوغانسك. استمرت المرحلة الساخنة من تلك الحرب لمدة عام، حتى فبراير ومارس 2015. ثم كانت هناك معاهدة سلام، تسمى اتفاقيات مينسك للسلام، لكن هذا الاتفاق لم يؤد فعليا إلى السلام، بل أدى إلى بدء حرب واسعة النطاق في 24 فبراير 2022. وبعد فشل روسيا في الاستيلاء على كييف خلال ثلاثة أو أربعة أيام، كما قال بعض المحللين، بما في ذلك المحللين الأمريكيين، كان هناك شعور بأن هذه الحرب ستستمر لأسابيع. ثم بدأ الأمر كأنه أشهر والآن يدرك المجتمع بشكل متزايد أنه سيستمر لسنوات".
وأضاف د. يواس :"بما أن أساس هذه الحرب، على الجانب الأوكراني، هو الرغبة في تحقيق العدالة، وأوكرانيا تعني بالعدالة مسؤولية روسيا عن بدء الحرب وجميع الجرائم المرتكبة خلال حرب واسعة النطاق وفي الفترة التي سبقت بدايتها. المجتمع مستعد لانتظار النصر طالما لذلك، في عام 2024، سيتم إقناع دول الجنوب العالمي بفرض عقوبات تدريجية على روسيا".
مستشار مركز السياسة الخارجية الأوكرانية لـ تحيا مصر: أوكرانيا مستعدة لمواصلة الحرب ولا نثق في وعود بوتين
وأوضح أن:" أوكرانيا مستعدة لمواصلة الحرب وتدرك أن الخبرة التي تراكمت لدينا تشير إلى أنه لا يمكن الوثوق بروسيا فبوتين قال إنه لن يهاجم أوكرانيا - لكنه فعل ذلك؛ وقال بوتين إنه يحتاج فقط إلى دونباس - لكنه استولى على أجزاء من أوكرانيا، لا علاقة له بدونباس؛ لقد وعد بوتين يفيجني بريجوجين بأنه لن يقتله - لكنه قتله بعد شهرين بالضبط من هذا الوعد. والشيء الرئيسي الذي يدفعنا لاستمرار الحرب هو أن أوكرانيا ستفوز".
مستشار مركز السياسة الخارجية الأوكرانية لـ "تحيا مصر " روسيا ستخسر هذه الحرب بالدرجة الأولى في المجال الاقتصادي
وتابع السياسي الأوكراني قائلاً:" أما بالنسبة للعقوبات على الاقتصاد الروسي، فهناك نقطتان: أولا روسيا هي الاقتصاد الحادي عشر في العالم ولن يكون من الممكن تدميرها بهذه السهولة بالعقوبات خلال فترة قصيرة ثانيا، فرضت دول الغرب الجماعي العقوبات على روسيا، لكن هذه العقوبات لم تكن مدعومة من قبل دول الجنوب العالمي ولذلك، لم نر مثل هذا التأثير الكبير ومن الجدير بالذكر أيضًا أنه في عام 2022، قامت دول الغرب الجماعي بفرض عقوبات، لكنها بدأت في تطبيقها قرب نهاية هذا العام، أو حتى في عام 2023. لكن لا أستطيع أن أقول إن العقوبات ليس لها أي تأثير".
وأشار د. يواس في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر:" لقد تحولت روسيا من دولة ذات فائض إلى دولة تعاني من عجز يصعب تغطيته. وفي بعض القطاعات التكنولوجية، تراجعت روسيا عدة عقود إلى الوراء لذلك، في عام 2024، اقناع دول الجنوب العالمي بفرض عقوبات تدريجية على روسيا. ومن المحتمل جدًا أن يؤدي نجاح هذه المفاوضات إلى أن تصبح الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الروسي في عام 2024 أكثر وضوحًا ولذلك أتوقع أن تخسر روسيا هذه الحرب بالدرجة الأولى في المجال الاقتصادي".