معرض الكتاب والمشروع الوطني لتعميق الوعي
ADVERTISEMENT
رقم تاريخي سجله معرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته الأخيرة بنحو ٥ ملايين زائر، هذه معلومة مهمة تستدعي التوقف أمامها، والبناء عليها، لأنها ببساطة تعني أن علاقة الجيل الحالي بالقراءة لم تنقطع كما كنا نظن، وأنه لا يزال للكتاب موضع فى اهتمامات أبنائنا الشباب رغم انتشار شبكات التواصل الاجتماعي والوسائط التكنولوجية الحديثة التي صارت مصدرًا أسهل وأقل تكلفة للمعرفة.
هذا الاهتمام بزيارة معرض القاهرة الدولي للكتاب يعني أننا أمام فرصة عظيمة لتدشين مشروع ضخم لتعميق المعرفة والوعي فى المجتمع، وأظن أن هذا المشروع هو فرض عين على جميع القائمين على شؤون الثقافة والتعليم فى هذا البلد أخذًا فى الاعتبار المتغيرات التي فرضتها روح العصر، وأيضًا تجاربنا السابقة مع المشاريع الوطنية السابقة الخاصة بنشر المعرفة والوعي وبالمناسبة كانت أغلبها مشاريع ناجحة.
وأظن أننا نحتاج اليوم مشروعًا وطنيًّا للقراءة يعتبر البرمجيات والتطبيقات الإلكترونية جزءًا من آلياته، ويستخدم فيه الكتاب الإلكتروني لمواجهة الارتفاع الكبير فى أسعار الورق والطباعة التي تنعكس بدورها على أسعار الكتب فيصبح من الصعب دعمها لتصل للقارئ بأسعار فى متناول يده وبالتأكيد سيتم الأخذ فى الاعتبار حقوق الملكية الفكرية التي للأسف هي أهم المخاوف التي تواجه فكرة نشر الكتاب الإلكتروني.
أيضًا أظن أن المنصات التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم هي وسيط مناسب لنشر الإصدارات والكتب المختلفة فتصبح جزءًا من مناهج القراءة المتحررة فى الصفوف الدراسية وتعود حصة المكتبة، ولا مانع من أن تصبح هذه الأنشطة المعرفية جزءًا من درجات أعمال السنة كما هو معمول به فى نظم تعليمية دولية.
خلاصة الأمر أن الوعي والمعرفة هما طريقنا لبناء الإنسان وبناء الوطن والفرصة أمامنا فهل نغتنمها؟