قاذفات B-1.. لماذا استخدمت أمريكا هذا السلاح في ضرباتها على سوريا والعراق؟
ADVERTISEMENT
شن الجيش الأمريكي، أمس الجمعة، سلسلة من الضربات الجوية في العراق وسوريا باستخدام قاذفة B-1 استهدفت خلالها القوات الإيرانية. وكان هذا الإجراء ردًا مباشرًا على غارة قاتلة بطائرة بدون طيار على قاعدة أمريكية في الأردن، قُتل خلالها ثلاثة جنود أمريكيين. وحملت الولايات المتحدة القوات المدعومة من إيران المسؤولية عن هجوم الطائرات بدون طيار يوم الأحد، إلا أنها امتنعت عن مهاجمة الأراضي الإيرانية المدعومة من إيران،وهو السيناريو الذي تحرص الدولتان على تجنبه.. هذا السلاح الذي استخدمته واشنطن في سوريا والعراق آثار العديد من التساؤلات فماذا نعرف عن قاذفات B-1 ولماذا واستخدمته واشنطن لضرب أهداف إيرانية في سوريا والعراق ؟
استهداف أمريكي 85 هدف في سوريا والعراق
وركز الهجوم الذي شنته أمريكا على فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي وفصائل الميليشيات المرتبطة به.
وأفادت القيادة المركزية الأمريكية إن القوات الأمريكية، بما في ذلك القاذفات بعيدة المدى من الولايات المتحدة، استهدفت أكثر من 85 موقعًا.
وأطلع جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، وسائل الإعلام على أن العملية، التي استمرت حوالي 30 دقيقة، تضمنت رحلة طويلة لقاذفات B-1 التي أقلعت من الولايات المتحدة.
وشاركت في العملية قاذفتان من طراز B-1 تم نشرهما من قاعدة دايس الجوية في تكساس، وقامتا بمهمة متواصلة عبر المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية، وأطلقتا أكثر من 125 صاروخًا على 85 هدفًا في العراق وتركيا. سوريا. وشملت الأهداف مراكز القيادة والسيطرة ومراكز المخابرات والصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار ومنشآت لوجستية وذخيرة تابعة لجماعات الميليشيات.
وقالت الولايات المتحدة إن الضربات كانت ردا "متناسبا وضروريا" على هجوم الطائرات بدون طيار، و"رسالة واضحة" لإيران ووكلائها.
وأبلغ اللفتنانت جنرال دوجلاس سيمز، مدير هيئة الأركان المشتركة، الصحفيين يوم الجمعة أن أطقم القاذفات انطلقت من الولايات المتحدة وأكملت المهمة بنجاح في رحلة واحدة دون انقطاع.
ما هي قدرات قاذفات B-1 ؟
وأعرب سيمز عن ثقته الشديدة في دقة الضربات الأمريكية ضد أهداف الميليشيات، عازياً هذه الدقة إلى قدرات قاذفات بي-1.
وأشار إلى أن "المؤشرات الأولية تشير إلى أننا ضربنا بالضبط ما أردنا ضربه، مع عدد من الانفجارات الثانوية المرتبطة بمواقع الذخيرة والمواقع اللوجستية" التي استهدفتها الولايات المتحدة، مما يشير إلى فعالية الضربات.
ويتكون طاقم القاذفات B-1 من أربعة أفراد: طيار، ومساعد طيار، وضابط أنظمة هجومية، وضابط أنظمة دفاعية. ويمكن للقاذفات B-1 أن تطير بسرعة تصل إلى 1.2 ماخ (حوالي 900 ميل في الساعة) على ارتفاع منخفض، و1.25 ماخ (حوالي 950 ميلاً في الساعة) على ارتفاع عالٍ.
قاذفات B-1 قادرة على حمل أسلحة نووية
ويصل مدى قاذفات B-1 إلى 7500 ميل (12000 كيلومتر) دون التزود بالوقود، ويمكن إعادة تزويدها بالوقود في الجو بواسطة طائرات ناقلة. كما يمكن للقاذفات B-1 حمل ما يصل إلى 75000 رطل (34000 كجم) من الأسلحة، بما في ذلك القنابل التقليدية وصواريخ كروز والأسلحة النووية.
وقاذفات القنابل B-1 هي قاذفات قنابل ثقيلة بعيدة المدى وأسرع من الصوت يمكنها حمل حمولة كبيرة من الأسلحة الدقيقة وغير الدقيقة. وهي جزء من أسطول القاذفات الاستراتيجية التابع للقوات الجوية الأمريكية، إلى جانب قاذفات القنابل الشبح B-2 وقاذفات B-52.
أهداف تصميم قاذفات B-1
وتم تطوير قاذفات القنابل B-1 لأول مرة في السبعينيات كبديل للقاذفات القديمة B-52، والتي تم تصميمها في الخمسينيات. وكان الهدف من قاذفات B-1 هو اختراق المجال الجوي السوفييتي على ارتفاع منخفض وسرعة عالية، وإيصال أسلحة نووية في حالة نشوب حرب نووية. ومع ذلك، واجه برنامج B-1 العديد من التحديات الفنية والسياسية، وتم إلغاؤه من قبل الرئيس جيمي كارتر في عام 1977.
وتم إحياء برنامج B-1 من قبل الرئيس رونالد ريجان في عام 1981، كجزء من تعزيز دفاعه ضد الاتحاد السوفياتي.
وتم إعادة تصميم قاذفات القنابل B-1 وتعديلها لتشمل تقنيات وقدرات جديدة، مثل ميزات التخفي وأجنحة الاجتياح المتغيرة وإلكترونيات الطيران المتقدمة. تم تسليم أول قاذفة قنابل من طراز B-1 إلى القوات الجوية الأمريكية في عام 1985، وبدأ أسطول B-1 في العمل في عام 1986.
مهام قاذفات B-1 في الشرق الأوسط
وقد تم استخدام قاذفات B-1 في العديد من العمليات العسكرية والصراعات منذ ذلك الحين، مثل عملية عاصفة الصحراء في عام 1991، وعملية القوات المتحالفة في عام 1999، وعملية الحرية الدائمة في عام 2001، وعملية حرية العراق في عام 2003، وعملية فجر الأوديسة في عام 2011، و عملية العزم الصلب في عام 2014. كما شاركت قاذفات B-1 في العديد من التدريبات ومهام الردع حول العالم، مثل أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.