من العلمانية إلى أمة هندوسية.. ما قصة المعبد الهندوسي الذي بنته الهند على أنقاض مسجد تاريخي؟

افتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي معبد هندوسي، بني على أنقاض مسجد بابري التاريخي يرجع تاريخه إلى القرن السادس عشر الميلادي تم هدمه على يد هندوسيين عام 1992، خطوة متطرفة سبقتها أحداث شهدها سكان المسلمين فى الهند على يد المتطرفين الهندوس سواء الاعتداء على المسلمين أو على دور العبادة لفرض نزعتهم المتطرفة.. وفى هذا التقرير يرصد موقع تحيا مصر كواليس بناء هذا المعبد الهندوسي على أنقاض مسجد تاريخي.

ورقة مودي الانتخابية.. تدشين معبد هندوسي على أنقاض مسجد بابري 

تدشين المعبد يأتي قبل الانتخابات العامة المقبلة، ويستخدم حزب مودي القومي الهندوسي مراسم التكريس للضغط على الأغلبية الهندوسية في البلاد، كما أنها تأتي في سعي لتعزيز مودي أجندة حكومته القومية الهندوسية مثل: إقرار قانون تعديل المواطنة لسنة 2019 والذي من خلاله يمنح الجنسية الهندية للأقليات الدينية من الدول المجاورة ويستثني (المسلمين)، بالإضافة إلى إلغاء وضع الحكم الذاتي الخاص لكشمير الخاضعة لإدارة الهند، وهي الولاية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة في البلاد.

ويعيش في أيوديا التي تم بناء فيه المعبد الهندوسي، الواقعة بولاية أوتار براديش في شمال الهند، نحو 3 ملايين نسمة، منهم 500 ألف مسلم.

المعارضة الهندية تقاطع افتتاح المعبد الهندوسي

وقاطع معظم زعماء المعارضة السياسية افتتاح المعبد، قائلين إنه لا يليق بالهند العلمانية، وكان ضمن الحاضرين لهذا الافتتاح رئيس الوزراء ناريندرا مودي، والصناعيين موكيش أمباني، وجوتام أداني، ونجم بوليوود أميتاب باتشان.

يشار إلى أن هذا المعبد سيكون مسكنًا مقدسًا لأحد أشهر آلهة الآلهة الهندوسية، وهو رام، الذي يعتقد الهندوس أنه ولد في الموقع المحدد في أيوديا.

ويعبد الملايين من الهندوس اللورد رام بإيمان شديد بأن ترديد اسمه في أوقات الشدائد سيجلب السلام والرخاء، ومعظم الذين يمارسون الهندوسية يحتفظون بأصنام رام في منازلهم. و ترتبط المهرجانات الهندوسية الكبرى مثل Dussehra وDiwali بالحكايات الأسطورية للآلة رام.

ولا تعد ألوهية رام قوة دينية مهيمنة في الهند فحسب، بل هي أيضًا جزء من التراث الثقافي في دول مثل تايلاند وإندونيسيا وميانمار وماليزيا.

بعد اغتيال موسوي.. انفجار قرب السفارة الإسرائيلية فى الهند

حرب السفن.. تفاصيل استهداف سفينة تجارية تابعة لإسرائيل قبالة سواحل الهند

ويمتد المعبد على مساحة 3 هكتارات تقريبًا (7.4 فدانًا)، وتبلغ تكلفة المعبد - الذي لا يزال قيد الإنشاء - 217 مليون دولار. إنه مصنوع من الحجر الرملي الوردي، ومزين بنقوش معقدة، وله 46 بابًا - 42 منها بطبقة من الذهب.

200 مليون مسلم فى الهند 

وقال أنيل ميشرا، عضو المؤسسة المشرفة على البناء، إن المعبد يمزج بين التصميم التقليدي والتكنولوجيا المتطورة و"تم صناعته دون استخدام الحديد أو الفولاذ أو الأسمنت".

وفاز الهندوس بمعركة قانونية طويلة في عام 2019 ، مما سمح لهم ببناء المعبد . ويشكل الهندوس حوالي 80% من سكان الهند، لكن البلاد تعد أيضًا موطنًا لنحو 200 مليون مسلم يتعرضون بشكل متكرر لهجمات القوميين الهندوس.

ويقول المعارضون إن فكرة وجود دولة علمانية دستورية متنوعة تقود طقوسًا دينية هندوسية هي فكرة مؤسفة. ورفض معظم زعماء المعارضة الدعوة قائلين إن حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه مودي يستخدم هذا الحدث في حملة سياسية، والذي وعد ببناء معبد رام كجزء من استراتيجيته الانتخابية.