بين الترحيب والإدانة.. كيف تفاعل المجتمع الدولي على الهجمات الأمريكية البريطانية ضد الحوثيين؟
ADVERTISEMENT
شنت الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات في صنعاء ومدن أخرى ضد الحوثيين بالتعاون مع البحرين، أستراليا، كندا، وهولندا. واستهدفت الضربات رادارات وبنى تحتية للمسيّرات والصواريخ، وأدى الهجوم على صنعاء وعدة محافظات في اليمن التي تتمركز فيها جماعة أنصار الله الحوثية إلى مقتل وإصابة عدد من من أفراد القوات المسلحة اليمنية.
ضربات أمريكية بريطانية ضد الحوثيين
هذه الهجمات الأمريكية البريطانية، جاءت بعد استمرار جماعة الحوثيين استهداف السفن الإسرائيلية و البريطانية والأمريكية أو المرتبطة بإسرائيل رداً على العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.
واشنطن ولندن حذرا في تصريحات منفصلة من هذه الضربات الحوثية، مشددين أنها ستواجه رد عنيف إذا استمرت الجماعة المدعومة من إيران في ضرباتها.
وبدورها واصلت جماعة الحوثي في استفزاز الدولتين وضربت تهديداتهم بعرض الحائط، مشددة أنها لن توقف ضرب أو استهداف السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بالدولة العبرية حتى توقف إسرائيل الحرب على غزة.
أمس شنت أمريكا وبريطانيا هجوماً استهدف عدد من المواقع التابع لجماعة الحوثيين مما أثار ردود فعل متباينة على المستوى الدولي بين مؤيد ومعارض. وفي هذا التقرير يرصد موقع تحيا مصر أبرز ردود الفعل الدولية على الهجمات الأمريكية البريطانية ضد الحوثيين.
قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن الذي يعاني من وعكة صحية ومن أزمة سياسية في الداخل الأمريكي بعد أن اخفي مرضه عن بايدن والبنتاجون إن: الضربات المشتركة تهدف إلى تعطيل وإضعاف قدرات الحوثيين في تعريض البحارة للخطر وتهديد التجارة العالمية".
فيما، قال قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية، اللفتنانت جنرال أليكس غرينكويتش إن القوات الأمريكية وقوات التحالف قصفت أكثر من 60 هدفا في 16 موقعا للمسلحين الحوثيين في اليمن. وقال أوستن في بيان إن هذه الضربات طالت مواقع للطائرات بدون طيار التابعة للحوثيين، وزورق مسير، وصواريخ كروز مخصصة للهجوم الأرضي، وقدرات الرادار الساحلي والمراقبة الجوية.
استهداف مواقع عسكرية حوثية
واستهدفت الضربات قاعدة عسكرية في محيط مطار صنعاء وموقعا عسكريا قرب مطار تعز وقاعدة بحرية تابعة للحوثيين في الحديدة ومواقع عسكرية في محافظة حجة.
وفي سياق ذاته، قال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك إن الضربات تهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين وحماية الشحن العالمي. وجرى القيام بالضربات بدعم من أستراليا و(البحرين) وكندا وهولندا.
هذا، وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، أن الهجمات البريطانية الأمريكية أسفرت عن مقتل خمسة وإصابة ستة آخرين، مشدداً إنهم سيواصلون هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، ووصف الضربات بأنها “بربرية”.
وعقب هذه الهجمات توالت ردود الفعل الدولية بين المؤيد والمرحب بهذه الضربات وبين معارض ومطالباً بضبط النفس تجنباً لتوسيع رقعة الحرب في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن الضربات التي نفذتها بريطانيا والولايات المتحدة ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن كانت تهدف إلى منع وقوع المزيد من الهجمات في البحر الأحمر. وكتبت الوزارة على منصة التواصل الاجتماعي إكس "يظل هدفنا هو تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر".
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته أن:" بلاده تدعم العملية على المستوى السياسي أيضا" . وأشار إلى أن "الخطوة الأمريكية- البريطانية قائمة على حق الدفاع عن النفس، وتهدف إلى حماية المرور الحر وتركز على خفض التصعيد". ولفت إلى أن: "هولندا، بتاريخها الطويل من الاعتماد على السفر بالبحر، تولي أهمية كبيرة لحق المرور الحر وتدعم هذه العملية الاستهدافية".
الناتو: الضربات الأمريكية البريطانية تهدف لحماية الملاحة في البحر الأحمر
وفي سياق ذاته، أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن:" تلك الضربات تهدف لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وحض إيران على كبح جماح وكلائها.
وقال النمتحدث باسم الناتو ديلان وايت "كانت هذه الضربات دفاعية وتهدف للمحافظة على حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم. يجب أن تتوقف هجمات الحوثيين".
وقال وزير الخارجية الدنمركي لارس لوكه راسموسن إن:" الدنمرك تدعم بشكل كامل الضربات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين في اليمن".
إيطاليا ترفض المشاركة في الهجمات البريطانية الأمريكية
وفي إيطاليا قال مصدر حكومي إن:" إيطاليا رفضت المشاركة في الضربات الأمريكية البريطانية ضد جماعة الحوثي في اليمن"، موضحا أن روما تفضل انتهاج سياسة "التهدئة" في البحر الأحمر.
وأشار المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، إن:"الحكومة كانت ستحتاج إلى الحصول على موافقة البرلمان للمشاركة في أي عمل عسكري، ما يجعل الموافقة السريعة مستحيلة".
فيما قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني ردا على سؤال حول الهجمات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين: ندعم قرار أمريكا والحلفاء لتأمين سلامة السفن.
روسيا تدين الهجوم وحماس تحذر
ومن جهته، دان الكرملين الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف للحوثيين في اليمن وقال إنها “غير شرعية بموجب القانون الدولي” . لكنه ذكر أيضا أن روسيا حثت الحوثيين مرارا على وقف الهجمات على الشحن.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين "ندين الهجمات". وأضاف "أنتم تعلمون أنه تم تبني قرار في الأمم المتحدة، وامتنعنا عن التصويت، وحاولت الدول التي نفذت الضربة توفير أساس قانوني دولي لتصرفاتها. "هذه المحاولة باءت بالفشل، لأن القرار المعتمد لا يمنح أي حق في تنفيذ الضربات، وبالتالي فهي غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي".
وقالت بعثة روسيا الدائمة لدى الأمم المتحدة إن "روسيا طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 12 يناير فيما يتعلق بالضربات الأمريكية والبريطانية على اليمن".
ومن جانبها، دعت الصين جميع الأطراف إلى ضبط النفس وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية في بكين امس الجمعة، "الصين تشعر بالقلق إزاء تصعيد التوترات في البحر الأحمر وتدعو جميع الأطراف إلى التزام الهدوء وإلى ضبط النفس".
ومن ناحية أخرى، نددت إيران بالضربات الأميركية والبريطانية على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، معتبرة أنها "عمل تعسفي" و"انتهاك" للقانون الدولي.
ومن جانبه قال الرئيس التركي أردوغان إن الضربات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين في اليمن غير متناسبة
كما أدانت سلطنة عُمان لجوء "دول صديقة" إلى عمل عسكري ضد اليمن، وأعربت وزارة الخارجية في بيان أنها "تتابع وبقلق بالغ تطورات القصف الأميركي البريطاني الذي طال عدة مدن في الجمهورية اليمنية الشقيقة". وأضافت أنه "لا يمكنها إلا أن تستنكر اللجوء لهذا العمل العسكري من قبل دول صديقة...".
وقالت الكويت أنها:" تتابع بقلق واهتمام بالغين" تطور الأحداث في البحر الأحمر" ، داعية إلى الحفاظ على "الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر وتأمين حرية الملاحة".
وحذرت حركة حماس من تداعيات الضربات الأميركية البريطانية على الحوثيين وقالت عبر تلغرام "ندين بشدة العدوان الأمريكي والبريطاني السافر على اليمن ونحمّلهما مسؤولية تداعياته على أمن المنطقة".