عاجل
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 الموافق 17 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

حتى نقضى على "بعبع" الثانوية العامة

ما فهمته من حديث الدكتور رضا حجازى وزير التعليم، عندما اجتمعنا به في مجلس الشيوخ، أن الدولة تسعى لترويض "بعبع" الثانوية العامة بمشروع قانون يتضمن تعديلا للنظام وهذا القانون سيطرح أولا للنقاش المجتمعي قبل عرضه على البرلمان.

تحيا مصر

ولا أعتقد أن أحدا يريد للثانوية العامة أن تصير "بعبع"، لكن للأسف الثقافة المجتمعية السائدة هى التى تطرح هذه المفاهيم وتضع الطالب وأسرته على خط النار وتستنزف مواردهم النفسية والمادية خلال فترة الدراسة الثانوية وكأنها النقطة التى ستقف عندها الحياة أو هى مفترق طريق الحياة إما إلى الجنة أو إلى النار، وهذه كلها أفكار يدحضها الواقع وتكذبها آلاف الحالات لشباب نجحوا فى حياتهم العملية رغم ضآلة مجموعهم فى الثانوية العامة.

وبدون شك فإن تطوير نظام الثانوية العامة مطلب عاجل لا يحتمل التأجيل أو التسويف وعواقب استمرار المرحلة الثانوية بنفس الحال كارثية على مصير العملية التعليمية برمتها، ولكي يحدث التطوير المنشود ذلك الفارق المطلوب فإننا يجب أن ننصرف إلى تأهيل الأجواء المصاحبة للعملية التعليمية من خلال أهداف عاجلة ينبغى تحقيقها حتى نضمن تغييرات حقيقيا للنظام.

أولها: عودة المدرسة إلى أداء دورها باعتبارها المكان الوحيد المؤهل لنشر الرسالة التعليمية، وألا يكون "سنتر" الدروس الخصوصية بديلا للمدرسة تحت أى ظرف من الظروف، وثانيها: عودة الطلاب إلى فصول الدراسة بانتظام والقضاء على ظاهرة الغياب المرعبة فى المدارس الثانوية على وجه التحديد من خلال تحديد درجات مخصصة للحضور والغياب من واقع الكشوفات.

ثالثها: القضاء على أزمة تكدس الطلاب فى الفصول وتوفير الموارد اللازمة لإنشاء عدد كبير من الفصول الدراسية تستوعب الزيادات فى أعداد الطلاب ولا مانع من فتح المجال أمام استثمارات للقطاع الخاص بأفكار مبتكرة تحقق عائدا للمستثمر وتحل أزمة التكدس، ورابعها: اتخاذ إجراءات واضحة تقلص أعداد الملتحقين بالتعليم الثانوى العام، وتضمن توزيعا عادلا لكتلة الطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية بين أنماط التعليم الثانوى المختلفة ولا يصبح المعيار الوحيد هو المجموع فى الشهادة الإعدادية خاصة أن الدولة أحدثت تطويرا هائلا فى التعليم التكنولوجى وغيره، وخامسها: حل عاجل وفورى لأزمة عجز المدرسين فى المدارس الثانوية العامة.

وأستطيع القول أن حسم هذه الملفات وتحقيق هذه الأهداف ستحدث نقلة نوعية كبيرة وقفزة هائلة فى التعليم الثانوى فى مصر وستضمن ألا يكون التغيير حبر على ورق.

وفى النهاية فإن العمل على إصلاح منظومة الثانوية العامة، هى جزء أصيل لا يتجزأ من إصلاح منظومة التعليم الأساسي بأكمله، فالمشكلات التى تعاني منها المرحلة الثانوية والتى تم ذكرها، تعاني منها كافة سنوات التعليم الأساسي، والإصلاح لا يجب أن يتجزأ، وقد تكون البداية بخطوة لكن يجب أن تتبعها بل وتتوازى معها خطوات أخرى لإصلاح منظومة التعليم فى مصر حتى نجنى الثمار بشكل حقيقي.

تابع موقع تحيا مصر علي