عودة الانتماء والوعي للأجيال المقبلة.. مكاسب حرب قاسية
ADVERTISEMENT
لا ننكر الكارثة، ولا نخبئ الألم الذي نحن فيه، ولكن بحسابات المكاسب والخسائر فإننا ربحنا في هذه الحرب الإجرامية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة جيلًا كنا نخشى أن ينسى القضية الفلسطينية، ويضيع انتماؤه للأمة العربية والإسلامية وسط موجات التغريب ومحاولات طمس الهوية الوطنية وتسيير حياتنا وفقًا لرغبات وأهواء الرجل الأبيض في أوروبا وأمريكا.
ربحنا جيلًا صار يفتش الآن عن المنتج المصري ليشتريه ويدعمه بمصروفه الذي لا يتجاوز جنيهات معدودة، ويطلب من كل أهل بيته شراء المنتج المصري عوضًا عن المنتج الأجنبي بدون الحاجة لشرح مصطلحات اقتصادية معقدة عن أهمية الاقتصاد الوطني.
ربحنا جيلًا أصبح يميز علم فلسطين ويعرفه، ويهتف لأهلنا في غزة، ويحاول أن يمد لهم يد العون بأي مساعدة ممكنة حتى لو كانت زهيدة، وفى هذا السياق وجب توجيه التحية لمؤسسة حياة كريمة حين قررت أن تشرك أطفال المدارس في إعداد المساعدات المتجهة إلى غزة، فبمثل هذه المبادرات تظل القضية حية في النفوس، فلن ينسى هذا الطفل ولن ينمحي من مخيلته حتى يصير كهلًا وشيخًا أنه في يوم من الأيام استقطع من وقته ومجهوده حتى يساعد أهله في القطاع المعتدى عليه.
ربحنا جيلًا أصبح يعرف مخطط التهجير ويعي مخاطر تصفية القضية، ويفتخر بموقف بلده الذي رفض هذا المخطط، وقال بوضوح إن هذا خط أحمر لن تقبل به بمصر ولن تسمح بالاقتراب منه، وأنه مطلوب منهم أن يتحملوا عبء القضية فيما بعد دون أي تغيير أو تبديل.
ربحنا جيلًا أصبح يعلم الكثير عن إجرام العدو وبجاحته وتواطؤ القوى الكبرى فى العالم معه وانتصارهم للباطل ضد الحق.
ربحنا جيلًا أصبح أكثر انتماءً وحبًا لوطنه ولعروبته ولقيمه الإسلامية وهذا أمر لو تعلمون عظيم، حتى أننا لا نبالغ أو نحلم حين نعقد عليهم الآمال في أن يحققوا ما فشلنا نحن فى تحقيقه.