سيد الكرملين فى جولة إلى الخليج.. خبير روسي يكشف لـ تحيا مصر أهداف زيارة بوتين لسعودية والإمارات.. وحرب غزة صفعة على وجه زيلينسكي
ADVERTISEMENT
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة إلى الإمارات والسعودية، جولة سيد الكرملين فى دولتي الخليج تأتي فيما تواصل الحرب الروسية الأوكرانية إلى جانب استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة بعد انهيار الهدنة الإنسانية (المؤقتة) التى تم التوصل إليها بين إسرائيل وحركة حماس بعد جهود مصرية قطرية وبالتعاون مع الإدارة الأمريكية من أجل وقف الحرب فى القطاع الفلسطيني.
خبير روسي لـ"تحيا مصر": زيارة بوتين غاية الأهمية ليس فقط لمنطقة الشرق الأوسط و روسيا بل للعالم
كما تأتي زيارة بوتين فى توقيت حساس تشهده المنطقة والعالم، مما يطرح عدة تساؤلات حول أهداف هذه الزيارة وتأثير ما يحدث فى غزة على الحرب الروسية- الأوكرانية ، وحول زيارة الرئيس الروسي إلى السعودية و الإمارات يقول الدكتور آصف ملحم -مدير مركز جي اس ام للأبحاث و الدراسات فى تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر" :" تعتبر هذه الزيارة في غاية الأهمية، ليس فقط لمنطقة الشرق الأوسط و روسيا، بل للعالم كله! لأنه لا يمكننا بشكل من الأشكال فصل ملف أوكرانيا عن غزة أو عن تايوان أو عن أفغانستان أو عن ملف الأكراد في سورية و العراق ... الخ؛ لذلك فالدول العربية معنية بشكل مباشر بقسم من هذه الملفات وبشكل غير مباشر بباقي الملفات".
وأضاف:" كما أن الولايات المتحدة هي الممسك بخيوط هذه الملفات جميعها و تحاول التحكم بها بشكل أو بآخر. فضلاً عن ذلك، أحد أسس السياسة الخارجية الأمريكية هي خلق بؤر التوتر أو تغذية التوترات القائمة في محيط الدول التي تريد الضغط عليها سياسياً لتنفيذ السياسات التي ترسمها الإدارة الأمريكية".
وأردف قائلاً:" قد يكون من المناسب العودة إلى تعليق الرئيس بوتين على الاحتجاجات التي اندلعت في مطار مدينة محج قلعة، عاصمة داغستان، بتاريخ 29 أكتوبر الماضي، عندما تجمع مجموعة من الشباب الغاضب بسبب الأحداث في فلسطين بانتظار طائرة قادمة من تل أبيب. قال بوتين أمام مجلس الأمن القومي الروسي:
(نحن بحاجة إلى معرفة وفهم أين تكمن جذور الشر، أين يقبع ذلك العنكبوت، الذي يحاول تطويق الكوكب بأكمله و يوقع العالم كله في شبكته، ويريد تحقيق هزيمتنا الاستراتيجية في ساحة المعركة. يستغل الأشخاص المخدوعين به لعقود من الزمن في أراضي أوكرانيا اليوم)
وتابع قائلاً:" بهذه المقولة، يشير بشكل مباشر إلى الولايات المتحدة بتسميتها (جذور الشر)، كما أنه لا يفصل بين الملفين:الصراع في أوكرانيا، و الصراع العربي الإسرائيلي.لا بل إن بوتين يعتبر أن الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية هي المحرض و المغذي لجميع الصراعات و القلاقل في العالم".
خبير روسي لـ" تحيا مصر": الدول الغربية تثير الفوضى في المناطق ذات التركيبة الإثنية فى الشرق الأوسط والقوقاز وآسيا الوسطى
وأوضح د. ملحم من روسيا :" ، كما هو ملاحَظ، تحاول الدول الغربية استثمار هذا المناخ النفسي العام الذي تشكل على خلفية الأحداث في غزة. فهي من جهة تستثمر آلام و أوجاع و دماء الفلسطينيين و الإسرائيليين معاً، و من جهة أخرى تستثمر مشاعر المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، و تحديداً المسلمين.. الغاية هي إثارة الفوضى في المناطق ذات التركيبة الإثنية و الدينية المعقدة، و تحديداً الشرق الأوسط و القوقاز و آسيا الوسطى. فتحريك الجموع أصبح سهل جداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، و التحكم بالجموع سهل جداً أيضاً. ولقد أصبح هذا من التكنولوجيات السياسيات و الأدوات الرخيصة بعد التطور الهائل في وسائل الاتصال و الإعلام".
وأكد مدير مركز جي اس ام للأبحاث و الدراسات خلال حديثه لـ "تحيا مصر" أن إثارة الفوضى في الشرق الأوسط و القفقاز و آسيا الوسطى سيؤدي إلى:
-تقويض جهود روسيا و الصين في تعميق التكامل في الفضاء الأوراسي الكبير، وخاصة بعد قبول عضوية مصر و السعودية و الإمارات و إيران في مجموعة بريكس.
- إعاقة مشروع الحزام و الطريق الذي بدأت به الصين، و الذي من المقدر أن ينتهي بحلول عام 2030.
- إعاقة المشروع الذي طرحته السعودية في قمة العشرين لوصل المحيط الهندي و الخليج العربي بالبحر المتوسط ومن ثم أوروبا، و الذي يأتي مكملاً لمشروع الحزام و الطريق.
- مواجهة تنامي النفوذ الصيني و الروسي في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.
- احتواء الصين و ردع روسيا، وهذا الهدف لم تخفيه الولايات المتحدة الأمريكية.
- إعاقة جهود المصالحات العربية-العربية و الإسلامية-الإسلامية.
خبير روسي لـ"تحيا مصر":الدول العربية ستكون في قلب أي معركة مقبلة
وأردف قائلاً:" لذلك نلاحظ أن وزير الدفاع الروسي قال في منتدى سيان شيان العاشر للأمن، الذي انعقد في الصين بتاريخ 30 أكتوبر الماضي، قال: (بعد الأزمات الحادة في أوروبا، يسعى الغرب إلى نشر الصراعات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ و عبر عدة اتجاهات) .. وكان يقصد بذلك عبر الاتجاهات التالية: تايوان و بحر الصين الجنوبي، اليابان و كوريا الجنوبية، الشرق الأوسط و آسيا الوسطى".
وأوضح:" لذلك فإن الدول العربية ستكون في قلب أي معركة مقبلة، ومن هنا نفهم الأهمية البالغة لزيارة الرئيس بوتين للسعودية و الإمارات".
وبشأن تأثير الحرب في غزة على الحرب الروسية الأوكرانية يقول الخبير فى الشأن الروسي د. آصف ملحم فى تصريحات خاصة لـ "جيل الغد" :" تشكل الحرب في غزة عبئاً إضافياً على الدول الغربية، تركت عواقب مباشرة على أوكرانيا. يتمثل في إعادة توجيه جزء من المساعدات العسكرية والمالية لإسرائيل..الرئيس الأوكراني نفسه في وقت سابق أشار إلى أن تركيز الدول الغربية قد تحول إلى الشرق الأوسط، وبدون دعمهم، ستبدأ القوات المسلحة الأوكرانية في التراجع".
و وفق ما نقلت رويترز عن وزير المالية الأوكراني سيرجي مارشينكو، على هامش اجتماع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في مراكش بين 9-15 أكتوبر الماضي، تواجه أوكرانيا صعوبة متزايدة في تأمين الدعم المالي بسبب تزايد التوترات الجيوسياسية. فلقد قال مارشينكو: (أرى إرهاقاً كبيراً، وأرى ضعفاً كبيراً بين شركائنا، فهم يرغبون في نسيان الحرب، لكن الحرب لا تزال مستمرة على نطاق واسع). وبحسب الوزير، تبذل أوكرانيا الآن (جهداً مضاعفاً لإقناع الشركاء بدعمها مقارنة بالاجتماعات السنوية الأخيرة) في أبريل. وأضاف أن (التحولات الجيوسياسية والسياقات السياسية الداخلية في مختلف البلدان) تضعف رغبة الحكومات في دعم أوكرانيا.
أمريكا تتخلى عن أوكرانيا لصالح روسيا
ووفقاً لما ذكر موقع أكسيوس، فإن البنتاجون يخطط لإرسال عشرات الآلاف من قذائف المدفعية عيار 155 ملم المخصصة لأوكرانيا إلى إسرائيل. إذ كتبت الصحيفة: (اقترح المسؤولون الأمريكيون أن إعادة توجيه القذائف من أوكرانيا إلى إسرائيل لن يكون لها تأثير فوري على قدرة أوكرانيا على محاربة القوات الروسية).
وأعربت بعض الدول الأوروبية عن مخاوفها من نفاد ذخيرتها لإسرائيل بسبب المساعدات المقدمة لأوكرانيا، حسبما أوردت مجلة فورين بوليسي. فلقد أكد الألمان إنه بسبب الدعم الأوكراني، لم يتبق لديهم أي قذائف تقريبًا.
وفي أكتوبر الماضي طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونجرس الموافقة على حزمة تمويل إضافية بقيمة 106 مليار دولار، منها أكثر من 61 مليار دولار مخصصة لأوكرانيا والباقي لمساعدة إسرائيل وتايوان وأمن الحدود. وقدم الجمهوريون في وقت لاحق اقتراحاً منفصلاً للميزانية يوفر أموالاً لإسرائيل، دون ذكر أوكرانيا، لكن الديمقراطيين اعترضوا عليه.
بعد ذلك، اقترح رئيس مجلس النواب المنتخب حديثاً مايك جونسون مشروع قانون لتمويل الحكومة على مرحلتين - دون مساعدة أوكرانيا وإسرائيل. وأيد مجلس النواب المبادرة، ووقع بايدن قانون الموازنة المؤقتة في 17 نوفمبر.