المرض النفسي والهوس بمعرفة الطالع في مصيدة الدجالين والمشعوذين.. الطب النفسي: استغلال الانهيار الثقافي لدى المواطنين وراء ظهور الدجالين.. وخبير قانوني: الحبس والغرامة مصير كل من يتلاعب بالنصب
ADVERTISEMENT
اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين وقارئي الطالع ظاهرة عالمية تأسر الناس بمختلف أطيافهم سواء من الناس العاديين، أو حتى الفنانين والسياسيين، فمعرفة المستقبل وإدراك الغيب والمخفي أسرار داعبت الخيال البشري منذ القدم وماتزال هذه الظاهرة منتشرة ومزدهرة بالرغم من حرص الناس على إخفاء هوسهم بالدجالين والمشعوذين إلا أن استمرار الإقبال على الدجالين ودفع أتعاب طائلة لهم يغذي هذه الظاهرة ويطيل عمرها، وفي مقابل ذلك فهى تجارة مربحة جدا لأصحابها ويذهب إليهم المواطنين أصحاب النفوس الضعيفة لعلاجهم بدلا من الذهب إلى الطبيب النفسي أو الأخصائي الإجتماعي أو الأطباء العاديين لتشخيص حالاتهم لعلاجهم.
وبمراجعة معظم الحالات التي تم ضبطها خلال الفترة الاخيرة يكشف أن المرأة دائماً هي الصيد الثمين لمثل هؤلاء الدجالين الذين يزرعون مندوبيهم في صالونات التجميل، والنوادي النسائية، وهم بدورهم يعملون جاهدين على إقناع كل صاحبة حاجة أن ما تحتاج إليه لن يتوفر لها إلا من خلال الدجال، وتتميز المرأة بتركيبتها العاطفية، إذ تغلب مشاعرها وانفعالاتها في كثير من الأحيان على تحكيم عقلها، الأمر الذي يسّهل استمالتها أكثر من الرجل بالنسبة للسحرة والدجالين، تلك الظاهرة التي تعد أيضا آفة من آفات العصر، وبالنظر إلي بداية ممارسة هذه الأعمال الخرافية سنجد نشأتها منذ قديم الآزل إلا أنها إنتشرت بشكل مبالغ فيه بالأونة الأخيرة، ومن خلال ذلك التقرير يرصد لكم «تحيا مصر»، أراء الطب النفسي في تلك الظاهرة وكذلك العقوبة على ممارسي تلك الأعمال واستغلال المواطنين وأبرز تلك الحالات.
رأى الطب النفسي
من جانبه، يقول الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن هؤلاء الاشخاص يستغلون الانهيار الثقافي الناتج عن المزج الثقافي للمجتمع مع ثقافات مختلفة، بالإضافة إلى الازدواجية الدينية لهؤلاء النصابين في الشكل الخارجي ديني مما يستغل ذوي الشخصيات الغير سوية الدين للنصب على البسطاء، في تعديلات قوانين الخاصة بتنظيم مهنة المعالجين النفسيين، ليس كافيا للقضاء على ظاهرة انتشار من يسمون أنفسهم معالجين روحيين، كون الأزمة تكمن في وعي المجتمع نفسه، فأول اعتقاد يظنه الشخص المريض أن أحدا ما خارجيا يتلاعب بحياته.
ويضيف "فرويز" في تصريحات خاصة لـ «تحيا مصر» بأنه للأسف ثقافة المجتمع عن المرض النفسي تدفع أغلب الناس للبحث عن المشعوذين أو معالجين روحانيين بدون وجود إعلانات تلفزيونية وقنوات تروج لهم"، مشيرًا إلى أن تلك الظاهرة لاقت رواجا منذ السبعينات بسبب انحدار الثقافة المجتمعية، لدرجة أن بعض الشخصيات العامة، التي يراها الكثيرون نموذجا للتحضر، تعاود الذهاب لبعض هؤلاء النصابين بين حين وآخر.
واختتم فرويز قائلا: نحن في حاجة إلى رفع مستوى ثقافة المجتمع فيما يخص بالأمراض النفسية ومدي تأثيرها على جسم الانسان كأنها مرضا عضويا وذلك لن يأتي عن طريق مؤتمرات أو ندوات أو قوانين بل بالإعلام لأنه سيوجه البسطاء عن طريق عدة وسائل مثل الافلام والمسلسلات وهذه مسؤولية الدولة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى.
جهود الأجهزة الأمنية
وتواصل الاجهزة الأمنية في مواجهة تلك الظاهرة التى تنتشر بين الناس بطريقة كبيرة وخاصة في الأرياف والمناطق الشعبية، ونرصج لكم بعض تلك الوقائع التى تم ضبطها خلال الفترة الاخيرة.
ضبط دجال الإسكندرية
اعترف عاطل متهم بالنصب والاحتيال على المواطنين بمحافظة الإسكندرية من خلال ممارسة أعمال الدجل والشعوذة ، أمام جهات التحقيق بارتكاب الواقعة.
وأقر المتهم فى أقواله أمام النيابة العامة أنه أنشأ صفحة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك للتواصل مع ضحاياه وإيهامهم بقدرته على العلاج الروحانى وجلب الحبيب وحل المشاكل الزوجية مقابل مبالغ مالية ترسل له على حافظة نقود إلكترونية.
فيما قررت النيابة العامة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة لكشف ملابسات الجريمة وبيان وجود ضحايا أخرى من عدمه.
نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية في القبض على عاطل لقيامه بالنصب والاحتيال على المواطنين من خلال ممارسة أعمال الدجل والشعوذة.
فى إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة الجريمة بشتى صورها لاسيما الجرائم التى ترتكب عبر شبكة الإنترنت.. فقد أكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الشرطة المتخصصة وجود صفحة على مواقع التواصل الإجتماعى يُبدى من خلالها المُعلن قدرته على العلاج الروحانى والقيام بأعمال الدجل والشعوذة والسحر مقابل مبالغ مالية.
بالفحص أمكن تحديد القائم على إدارة الصفحة وتبين أنه (عاطل ، له معلومات جنائية ، مقيم بمحافظة الإسكندرية).عقب تقنين الإجراءات تم ضبطه حال تواجده بدائرة قسم شرطة العطارين بالإسكندرية، وعُثر بحوزته على (الأدوات المستخدمة فى أعمال السحر والشعوذة – هاتف محمول "بفحصه فنياً تبين احتوائه على الرسائل والمحادثات الدالة على نشاطه") وبمواجهته أقر بنشاطه الإجرامى على النحو المُشار إليه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
ضبط دجال عبر فيس بوك بالعجوزة
وضبطت أجهزة الأمن في الجيزة، متهمين بالنصب والاحتيال على المواطنين من خلال ممارسة أعمال الدجل والشعوذة في العجوزة.
البداية، كانت بورود معلومات لأجهزة الأمن بوجود صفحتين على مواقع التواصل الاجتماعي يُبدى من خلالهما المُعلنان قدرتهما على العلاج الروحانى والقيام بأعمال الدجل والشعوذة والسحر مقابل مبالغ مالية.
بالفحص أمكن تحديد القائمين على إدارة الصفحتين، وتبين أنهما لهما معلومات جنائية، مقيمان بنطاق محافظتى القاهرة والجيزة، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهما حال تواجدهما بدائرة قسم شرطة العجوزة بالجيزة، وعُثر بحوزتهما على 7 كارنيهات يشتبه في كونها مزورة، والأدوات المستخدمة في أعمال السحر والشعوذة، وبمواجهتهما أقرا بنشاطهما الإجرامى على النحو المُشار إليه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
عقوبة الدجالين والمشعوذين في القانون
في ذلك يقول المستشار عبد الرازق مصطفى الباحث والخبير القانوني، إن المادة 338 تنص على أن كل من انتهز فرصة احتياج أو ضعف أو هوى نفس شخص لم يبلغ سنه الحادية والعشرين سنة كاملة أو حكم بامتداد الوصاية عليه من الجهة ذات الاختصاص وتحصل منه إضرارا به على كتابة أو ختم سندات تمسك أو مخالصة متعلقة بإقراض أو اقتراض مبلغ من النقود أو شيء من المنقولات أو على تنازل عن أوراق تجارية أو غيرها من السندات الملزمة التمسكية يعاقب أيا كانت طريقة الاحتيال التي استعملها بالحبس مدة لا تزيد على سنتين، ويجوز أن يزاد عليه غرامة لا تتجاوز مائة جنيه مصري، وإذا كان الخائن مأمورا بالولاية أو بالوصاية على الشخص المغدور فتكون العقوبة السجن من ثلاث سنين إلى سبع".
وأضاف مصطفى في تصريحات خاصة لـ «تحيا مصر» أن كل وقائع استغلال المواطنين تقع تحت طائلة النصب ومنها سبوبة المعالجين الروحانين وما هو اسوء من الاستغلال المادي بيكون استغلال جنسي وإيهامهم أن حلول مشاكلهم من خلال الانصياع لهم وطاعة أوامرهم ولكن أغلب المحاكم التي تقضي بالبراءة في قضايا النصب تستند في حكمها إلي عدم وجود مظاهر واضحة للطرق الاحتيالية. واوضح الباحث القانوني أن الملايين التي يستولي عليها محترفي جرائم النصب تتطلب وقفة حازمة وإجراءات حاسمة تحمي البسطاء من عصابات النصب والاحتيال التي زادت في عصرنا الحالي بشكل غير مسبوق، ونصت المادة 336 من قانون العقوبات، على أن "يعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أى متاع منقول وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمى أو تسديد المبلغ الذى أخذ بطريق الاحتيال أو إيهامهم بوجود سند دين غير صحيح أو سند مخالصة مزور وإما بالتصرف فى مال ثابت أو منقول ليس ملكاً له ولا له حق التصرف فيه وإما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة".