عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

الأفلام السودانية على خريطة السينما العالمية.. فيلم وداعًا جوليا في مقدمة المهرجانات العالمية ويتصدر إيرادات السينما المصرية

وداعا جوليا
وداعا جوليا

شهد دور العرض المصرية خلال الأسابيع الماضية إقبالا واسعًا من الجالية السودانية والجمهور المصري؛ وذلك عقب طرح الفيلم السوداني "وداعًا جوليا" داخل صالات السينما المصرية، فتمكن الفيلم من استقطاب كافة الجماهير المصرية والعربية لمشاهدة الفيلم للتعرف على الثقافة السودانية وما عانته إبان حِقْبَة الحرب الأهلية وانفصال الشمال عن الجَنُوب، فلمن لا يعرف فسكان الشمال يتحدثون العربية وأغلبهم مسلمي الديانة، أما سكان الجَنُوب فهما يتحدثون لهجة مختلفة وأغلبهم على الديانة المسيحية وقد عانوا من التمييز الجنسي والتفريق العنصري؛ وهو ما تسبب في اندلاع الحرب الأهلية بينهم وتأييدهم قرار انفصال الجَنُوب عن الشمال ليعيشوا بسلام.

تحيا مصر 

فيلم وداعا جوليا ينقل الثقافة السودانية إلى العالم

واستعرض فيلم "وداعًا جوليا" تلك الحِقْبَة بنعومة وسلاسة يلمسها المشاهد في عَلاقة  الصداقة اللي جمعت بين "منى" من الشمال و"جوليا" من الجَنُوب، حيث تتسبب "منى" المرأة الشِّمالية التي تعيش مع زوجها "أكرم" بمقتل زوج "جوليا" الجنوبي؛ وهو ما يجعلها تشعر بالذنب فتستعين بـ "جوليا" لتعمل خادمة في منزلها للعناية بها، فترى في عِلاقة الصداقة التي جمعت بينهم كيف دمرت الحرب الأهلية العلاقات بين أبناء الوطن الواحد، وكيف تكون الحرب الأهلية لعنة على شعوبها، وهو ما قصد محمد كردفاني مخرج ومؤلف الفيلم استعراضه بواسطة أحداث الفيلم.

فتجد في إحدى مشاهد الفيلم المرأة الشِّمالية "منى" وهى تساعد "جوليا" على استكمال تعليمها، وتسعى لالتحاق صغير "جوليا" للمدرسة وتعاونه على محاربة العنصرية، وعندما يبدأ "أكرم" زوج "منى" بتوجيه اللوم لها على معاملة المرأة الجنوبية "جوليا" بهذا اللطف، ترد عليه بأن الله يساوي بين الناس وأنه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، أما في مشهد المواجهة بين "جوليا" و"منى" فتجد "منى" تضع رأسها في كنف "جوليا" وكأن عالمها يهدأ بين أحضان صديقتها، التي ستفرقهم الحرب الأهلية عن بعضهم البعض.

وداعا جوليا

وداعا جوليا يحجز مكانه على خريطة السينما العالمية

كما تمكن الفيلم أيضًا من حجز مكانه على خريطة السينما العالمية؛ وذلك على الرغْم ما تعانيه بلاده حاليًا من ويلات الحرب، فقد تم اختيار الفيلم ضمن فعاليات النسخة 76 من مهرجان كان السينمائي الدُّوَليّ؛ ليصبح أول فيلم سوداني في تاريخ المهرجان، كما تم الإعلان عن مشاركة الفيلم للمنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم عالمي ضمن الدورة السادسة والتسعين للجوائز الأشهر بمجال السينما، لتتمكن السينما السودانية أخيرًا من تحدي ويلات الحرب وتسليط الضوء عما يعانيه مجتمعهم بواسطة الفن.

وداعا جوليا

ولم يكتفي الفيلم بتصدر خريطة السينما العالمية فقط، بل استطاع تصدر الإيرادات في شباك السينما المصرية أيضًا، ففور طرح الفيلم في دور العرض المصرية تفاجئ صناع الفيلم بالإقبال الجماهيري عليه سواء من الجالية السودانية المقيمة في مصر أو من الجَمهور المصري، الذي سعى للتعرف على ما تعانيه السودان من جرّاءِ الحروب الأهلية وانفصال الشمال عن الجَنُوب، ولعل أبرز ما رأته عيني عند مشاهدة الفيلم في صالة السينما، بكاء أحد الأشقاء من الجالية السودانية في مشهد تطبيق قرار انفصال الشمال عن الجَنُوب، وكأن ذاكرته استعدت على الفور المشاهد القاسية التي عايشاها وفراق أصدقائه عنه، ليحاول أحد المصريين الحاضرين التخفيف عنه في أثناء عرض الفيلم، لتجد أن الفيلم حقق الهدف منه وهو استعراض ويلات الحرب الأهلية على السودان وتأثيرها على من عايشوا تلك الحقبة ويعانون منها حتى الآن.

وداعا جوليا يستحوذ على إشادات النقاد

أما على المستوى النقدي، فحاز الفيلم على إشادة العديد من النقاد حول العالم فرأى النقاد المصريين أن الفيلم استطاع حشد عدد كبير من الجماهير في السينما لمشاهدته، وذلك رغم عدم سيادة السينما السودانية في دور العرض المصرية، إلا أن الخطوط الإنسانية التي استعرضها الفيلم لمست الجانب الإنساني في المٌشاهد المصري، أما في السينما العالمية فكتبت الناقدة ليزا نيلسون بـ موقع  "سكرين دايلي"، أن أحداث الفيلم تعود لـ 15 عامًا إلى الوراء لكنها تعد حتى الآن واقعًا حاضرًا للشعوب التي تٌعاني من الحروب الأهلية، واستعرض الآفات التي تعاني منها المجتمعات مثل "التمييز الجنسي والعنصرية والتنمر"، فتطرح هذه الإشادات سؤالًا هامًا وهو هل يستطيع فيلم وداعًا جوليا تحقيق المعجزات والفوز بجائزة الأوسكار ليضع السينما السودانية في المقدمة؟

تابع موقع تحيا مصر علي