حرق علم دولة الاحتلال وإبراز روح الفداء.. كيف ظهرت القضية الفلسطينية في عيون السينما المصرية ؟
ADVERTISEMENT
على مر العصور والأجيال كانت وستظل القضية الفلسطينية محل اهتمام كل عربي، فدائمًا ما نحرص على الإفصاح بتأييدنا للقضية والإيمان بها، والتنديد بأفعال الاحتلال وجرائمه البشعة في حق أشقائنا الفلسطينيين، سواء في أحاديثنا اليومية، أو في وسائل الإعلام، أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا في ظل الأحداث الصعبة التي تمر بها غزة الفترة الأخيرة.
السفارة في العمارة والسرد الرمزي
وبما أن شاشة السينما من الوسائل الأكثر جماهيرية وقدرة على التأثير في الجمهور، فقد تم تناول القضية الفلسطينية والإشارة لها في أكثر من عمل فني سينمائي مصري، وفي السطور التالية سنعرض لكم كيف ظهرت القضية الفلسطينية في عيون السينما المصرية ؟
يعتبر مشهد النهاية في فيلم السفارة في العمارة من أروع المشاهد في تاريخ السينما المصرية، حيث استطاع صناع العمل أن يستعرضوا جزءًا من آلام القضية الفلسطينية في دقائق معدودة مستخدمين الرمزية، فيبدأ المشهد بـ "شريف خيري" بعد أن رضخ لطلب السفير - بعد التلميح بفضحه - ليترك لهم بيته، ليبدأوا تدريجيًا، حيث أخبره في البداية بأنه سيأخذ جزء بسيط، بسبب زيادة عدد الضيوف، وخلال مدة محددة سيترك المكان نهائيًا.
ختام فيلم السفارة في العمارة
وبعد دقائق وجد شريف خيري بيته كله قد تم أخذه، ولم يتركوا له فيه مكان ليجلس حتى، ومن ثم يبدأون في احتلال منزله حرفيًا، ليجد نفسه لا مكان له في النهاية داخل بيته، ثم يخرج من منزله، في إشارة رمزية إلى الخسران الكبير، ويبدأ في نزول الدرج، وفي الخلفية موسيقى عمر خيرت وصوت الولد الصغير ابن زميله في العمل: "يا بختك يا عم، راجع بلدك"!
ثم ينزل ولكنه مازال في أعلى الدرج، ويتعالى الهتاف في الخلفية وكأنه من ذاكرته "شريف خيري رمز الصمود"، ثم لا يلبث عند نزوله في الزاوية المظلمة أن يتعالى الهتاف في الخلفية "شريف خيري الخاين العميل"، لينزل في النهاية، ويجد التلفاز يبث صورة الولد الصغير وهو شهيدًا محمولاً على الأكتاف، لينهار معها، ويدرك أن هذا الصغير قد ضحى بأغلى ما يملك في مقابل مبادئ وقيم آمن بها، وهو الكهل لم يستطع أن يفعل ذلك.
لتتحول الشخصية تمامًا عند هذا المشهد، ويصعد الدرج ثانيًة في إشارة رمزية إلى إرتقاءه، ويقوم بطرد كل من اغتصبوا منزله وبشكل عنيف هستيري، مع تصعيد عظيم لموسيقى عمر خيرت الأسطورية.
صعيدي في الجامعة الأمريكية وأصحاب ولا بيزنس
وأيضًا من المشاهد المؤثرة عن القضية الفلسطينية في تاريخ السينما المصرية، مشهد حرق علم دولة الاحتلال في فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية، إذ يبدأ المشهد بمظاهرة نظمها الطلاب لرفض أفعال الاحتلال في الأراضي المحتلة، وانتهى المشهد بحرق علم إسرائيل، وبالرغم من أن الفيلم يصنف ضمن الأفلام الكوميدية، لكنه بذلك المشهد كان له دورًا مؤثرًا وفعالًا حتى الآن.
كذلك تناول فيلم أصحاب ولا بيزنس بطولة النجم مصطفى قمر، جانبًا عظيمًا من القضية الفلسطينية، إذ تدور أحداثه حول مذيع يعيش حياة مرفهة، لكن تضطره الظروف للسفر إلى فلسطين لتصوير حلقة من برنامجه هناك، وعند وصوله يتعرف على شاب يدبر عمليات فدائية ضد إسرائيل، وفي إحدى تلك العمليات يستشهد، ويقرر المذيع عرض تفاصيل تلك العملية الفدائية للجماهير، بناءً على وصية الشهيد.