شيخ الأزهر يوضح: لماذ لم يحل السياسيون مكان الأنبياء؟.. ويؤكد: العالم في حاجة لقانون علوي
ADVERTISEMENT
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن كثير ما يتساءل الناس عن سبب بعثة الأنبياء ونبواتهم، وهل أمر ضروري لضبط حياة الناس على منهج الخير والحق والعدل، أم أمر ثانوي، يمكن أن يتعاض عنه بغيرها من القوانين والسياسين، لكن العلماء يؤكدون أن النبوات ضرورة ملزمة لاستقامة حياة الأفراد والمجتمعات وإسعادهم في الدنيا والآخرة، ودليل ذلك أن الإنسان كائن اجتماعي يحتاج إلى الناس ويدخل معهم في علاقات شديدة التعقيد، تقوم على قاعدة خلاف وتنزاع بين دواعي الأثرة والإيثار والخير والسر وغيرها من الثنائيات المتضادة.
ثنائيات متضادة تحتاج لقانون علوي
وأضاف "الطيب"، خلال احتفالية المولد النبوي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن تلك الثنائيات كلها تدور على الصراع بين المصلحة العامة والمصلحة الشخصية، وهذا التدافع الاجتماعي، لا يمكن ضبطه قط إلا بقانون علوي حاكم يحمي الناس ويحفظ حقوقهم ويحقق لهم الطمأنينة والرضى والسعادة، وتاريخ البشرية يؤكد كل هذه المعاني، فلم يذكر التاريخ أنه إنسانا عاش وحيدًا، كما لم يذكر التاريخ أن مجتمعا عاش بدون صراع وتدافع، ولا رأينا فطرة الإنسان وعقله استطاع أن يقتلع منابت الخلاف والصراع بين الناس.
وقال شيخ الأزهر: البعض يستاءل: ألا يمكن أن تقوم العلوم والفنون مقام النبوة، ويقوم السياسيون والإصلاحيون مكان الأنبياء، يحمي البشرية من الحروب والكوارث ويغنيها عن قوانين النبوة وتعاليم الأنبياء.
القانون البشري لم يستطع أن يوفر للناس حية طيبة
وأجاب شيخ الأزهر: "إن الشواهد والأمارات التي صاحبت القرن 21، تدل على أن القانون البشري لم يستطع أن يوفر للناس حياة طيبة، وسبب ذلك، أن هذا القانون عادة ما يولد من رحم مثقوب بثقوب لا حصر لها، من الصراعات الفاشية والسامية والرأسمالية واقتصاد السوق والعولمة، والجشع وحب التسلط والمتجارة بدماء الفقراء وأرزاقهم على قلتها في غير عدل ولا رحمة ولا شفقة".
وتابع: "لا يزال يعترف بعض العابثين بكوارثهم لكن بعد فوات الآوان، ومنذ أيام قلائل سمعنا وللمرة الأولى من قادة أكبر مؤسسة دولية لسلامة الشعوب وحمايتها من الفقر والمرض، وهو يعترفون بفشل هذه المنظمة ويصرحون بأنها عجزت عن تحقيق السلام، وهذا التصريح حين يصدر من المسؤوليين الدوليين، مشهود لهم، فإنه يعني الكثير على مستقبل الدول والشعوب".
وشدد شيخ الأزهر بأن العالم اليوم في أشد الحاجه إلى قانون علوي يعلي المساواة والمآخاة بين الناس، ويظهر التراحم، ويحمي الضعيف، مضيفًا بان البنوة من أعظم نعم الله التي أنزلها على عباده، ومن باب اللظف الآلهي للإنسان.
وأكد الرسالة التي نحتفل اليوم بها وهي نبوة سيدنا محمد تنفردعن باقي الرسالات السابقة بأمرين: الأول أنها رسالة عامة للناس جمعاء تتخطى حدود الزمان والمكان، وعموم هذه الرسالة أمر لم يزعمه المسلمون من عند أنفسهم لترويج الإسلام في العالم، كما يذهب إليه الغربيون، وتلامذتهم من أبناء الملسمين، الذين يعيشون بعقولهم في الغرب ولهم مذاهب تتربص بالإسلام، يقولوان إن الإسلام دين محلي خاص بالجزيرة العربية، والنتيجة المستهدفة هو أن غير العربي، لا يصح أن تتوجه إليه دعوة الإسلام، وقد عمت تلك المذاهب عن الأدلة والبراهين".
وأشار إلى أن الأمر الثاني الذي تنفرد به، هو أن الرسالة المحمدية رسالة خاتمة، وأنه قد تلى على الناس ما أنزله الله في هذا الشأن "ما كان محمد أبى أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين.." وقوله صلى الله عليه وسلم: "أرسلت إلى الخق كافة وختم بي النبيون".